منوعات

قصة جبل جانجشار الذي تسكنه الأرواح وتدور حوله الأساطير

رغم التقدم الذي تحزره البشرية في استكشاف العوالم الخفية.. ما بين باطن الأرض وأعماق البحار والفضاء الخارجي.

لكن يبدو أن هناك بعض البقاع على هذه الكرة الزرقاء لا يستطيع العلم أن يطأها بعد.. تلك الأماكن التي تحرسها الأساطير.. وتضفي عليها الغموض.

ومن أشهر هذه البقاع قمة أحد سلاسل جبال الهيمالايا الباردة.. أين تقع تلك القمة؟.. وما هي الأساطير التي تدور حولها؟.. وكيف ردعت تلك الأساطير رحلة الاستكشاف البشرية؟، كل هذا وأكثر نقدّمه في التقرير التالي من «مباشر 24».

قمة يحطيها الغموض

قمة جبل جانجشار بونسوم التي يحطيها الغموض.. وتعتبر ضمن سلسلة جبال الهيمالايا.. هي منطقة جبلية تقع في بوتان بالقرب من الحدود مع الصين.. وتعتبر أعلى قمة في بوتان.

وفي الحقيقة إن الشيء الغامض إلى الآن.. رغم وصول البعثات الاستكشافية إلى أكثر 20 قمة ارتفاعًا حول العالم بحلول عام 1975.. إلا إن قمة جبل جانجشار بونسوم لم تطأها قدم إنسي حتى الآن.. تلك القمة الشاهقة التي يبلغ ارتفاعها 7570 مترًا.

تلك القمة التي ظهرت بعدة قياسات متباينة منذ ظهورها لأول مرة عام 1922.. كانت خرائط تلك المنطقة غير دقيقة بشكل لا يمكن توقعه.. وعلى مدار سنوات يحفها الغموض لم يقتصر الأمر على قياسات الجبل المتابينة.

نزاع مع الصين

ولكن أيضًا تلك الخرائط أظهرت الجبل في أماكن مختلفة لمرات عديدة.. لذلك لم يستطع البشر تحديد موقعه بعد.. ناهيك عن أمر تسلقه الذي بات ضربًا من المستحيل.

وتلك القمة لم تكتف بالظهور بمواقع مختلفة فقط.. بل كانت سببًا في نزاعات حول البلد الذي يقع فيه الجبل برمته.. حيث تطالب بوتان بأحقيتها بالجبل كاملًا بينما تدّعي الصين أن حدودها تخترق نصفه الشمالي.

ذلك الجبل الذي يأبى أن يصل لقمته أي بعثة إلى الآن.. له ردح طويل في منع الغرباء من تسلقه.. فحتى عام 1983 لم يكن مسموحًا بتسلق الجبل في بوتان.

الأساطير المحلية

فلقد حافظت البلاد على الطابع البدائي والأهمية الروحية لقممها المقدسة.. كما أن الأساطير المحلية كانت سببًا وجيهًا لإغلاق الجبال.. حيث انتشر منذ القدم أنها موطن أرواح الأجداد التي ظهرت حكايتهم في الأساطير والثقافة المحلية.

وعندما فتحت بوتان السياحة وسمحت بتسلق الجبال كمسعى تجاري.. كان أول ما جذب متسلقي الجبال هي قمة جبل جانجشار بوينسوم لأنه أعلى قمة في البلاد.. ولذلك هو عنصر جذب لرواد المغامرات.

وبعد ذلك نُظمت حوالي 4 بعثات في محاولة لاستكشاف تلك القمة الغامضة.. ولكن باءت جميعها بالفشل.. وذلك يرجع لعدة أسباب منها عدم التجهيز الكافي للرحلات.. أو التضاريس غير الممهدة وظهورها بشكل مفاجئ.. وكأن الجبل نفسه لا يريد لأحد أن يتسلقه.

أرواح الأسلاف

أعتقد السكان المحليين دائمًا أن الذي ردع تلك الرحلات هي أرواح الأسلاف والأجداد التي تسكن الجبل المقدس.. وجعلت تلك البعثات تعود خالية الوفاض في كل مرة يهموّا فيها على تسلق القمة.

ومع ضغط كبير من السكان المحليين على الحكومة في بوتان.. قررت بوتان إغلاق الجبل مرة أخرى.. بسبب انتشار الجزع وعدم الرضى عن انتهاك قدسية الجبل وإزعاج الأرواح التي تسكنه.

وفي النهاية ردخت الحكومة في بوتان إلى السكان المحليين وفي عام 1994 منعت تسلق الجبال.. تاركين أرواح جبل جانجشار بونسوم ترقد في سلام.

الجبل يرفض

وبعد أن أعلنت بوتان موقفها من تسلق الجبال.. تحايلت بعثة يابانية على ثغرة سياسية في عام 1998.. ظانين أنهم قد يصلوا إلى تلك القمة من ناحية الصين.. وبالفعل حصلت البعثة على إذن من الرابطة الصينية لتسلق الجبال.

لكن على الرغم من اكتمال البعثة وتمويلها الجيد وتجهيزها الممتاز استعدادًا للوصول للقمة.. إلا أن جبل جانجشار لم تنطلي عليه تلك الخدعة.. وأراد أن يهزم بعثة جديدة.. على الرغم من تمكن الفريق من تسلق قمة فرعية لجانجشار بونسوم المسماة ليانكانج كانجري.. إلا أن النزاع الحدودي أدى إلى سحب الصين إذنها وعرقلة محاولة الفريق الياباني لتسلق الجبل.

وفي النهاية هل حقًا تلك القمم الشاهقة التي تحرسها الأرواح تأبى أن يقلقها أي غريب؟ أم إنها لم تجد المختار بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى