يواصل الخبراء الإيرانيون جهودهم الهادفة إلى الحصول على مزيد من التفوق دونما كشف لتفاصيل ذلك التقدم النوعي. لكن مسؤولا إيرانيا كبيرا كشف عن أسرار بدا إظهارها متعمدا. فهل يبدأ خصوم إيران مراجعة خططهم في رصد جهودها التي تركز على وضع ضمانة لدرء الأخطار المحتملة. وهل يمكن لإيران أن تفرض معادلة جديدة للقوة على الساحة الدولية على الرغم من إمكاناتها التي يصعب مقارنتها مع الدول الكبرى.
الأسرار الجديدة التي كشفها مسؤول إيراني هذه المرة تتعلق بمقذوفات فرط صوتية ربما تضع لطهران موطئ قدم في مجال التصنيع العسكري بين مصاف الدول المعروفة في ذلك المجال، لكنها أيضا سترفع حالة التأهب بشأنها من خصومها التقليديين.
السؤال المثير للجدل حول تلك المقذوفات الفرط صوتية أن الذي أعلن عن تفاصيلها وقدراتها النوعية هو قائد الحرس الثوري الإيراني ذاته الجنرال أمير على حاجي؛ مما يدلل على أن طهران تريد إرسال رسالة جديدة بشأن مستواها العسكري، والذي بدا واضحا في الأزمة الروسية الأوكرانية حيث أمدت موسكو بنوع من الطائرات بدون طيار.
ولكن ما الجديد فيما توصلت إليه إيران خصوصا وأن سباق التصنيع العسكري لا يتوقف وقد سبقتها العديد من الدول الكبرى بالوصول إلى مستويات نوعية في ذلك المجال. الجنرال حاجي يرى أن بلاده لم تعد تواجه صعوبة في المنظومات الدفاع أمام انتاجها الجديد.
يرى القائد في الحرس الثوري الإيراني أنه ليس ثمة تحصينات أمام المقذوفات الفرط الصوتية؛ لأنها ستكون قادرة على اختراق كافة منظومات الدفاع الجوي. وتزداد تلك المقذوفات قوة في تصنيفها حال علمنا أن المواجهة معها ستكون نتيجتها صفرا بالنسبة للخصم.
تكمن قوة المقذوفات الفرط صوتية الإيرانية في أن الوقاية من تداعيات آثارها ستكون صعبة لمدة عشرات السنينن، وبحسب تقييم المسؤول الإيراني فإن تصميمها اعتمد على شل قدرات جميع المنظومات عن مواجهتها بل والتصميم بأسلوب استباقي يضمن عدم قدرة أي قدرات تكنولوجية حديثة على صدها لفترة ربما تتجاوز عقود قادمة.
تريد إيران بتطوير منظوماتها أيضا تحقيق مدى يتجاوز ألفي كيلومتر. ورغم عدم وجود مواجهات مباشرة بين طهران وبين أي من خصومها إلا أن ميزانية كبيرة من إنفاقها يتجه إلى التصنيع العسكري، بينما لا زالت البنية التحتية في البلاد بحاجة إلى مزيد من الدعم المادي مع مراجعة أوضاع التعليم والصحة في البلاد.
بدت الرسالة الإيرانية واضحة بشأن مساعيها في تطوير قدراتها تكنولوجيا والوصول بمنظوماتها الدفاعية إلى درجة عالية الكفاءة والأداء خصوصا وأن اختيار توقيت إعلان المقذوفات الفرط صوتية كان محددا بدقة.
يتزامن ذلك مع استمرار التصعيد في الشارع الإيراني رفضا للأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد وسط عدم قدرة النظام على الوصول إلى صيغة ملائمة لحوار سياسي شامل يضم أطياف الشعب الإيراني كافة. ويضمن احتواء حالة الرفض التي طالت النظام وسياساته. بينما سرت مخاوف من دخول البلاد برمتها في مرحلة اختبار مصيري أمام غياب الأفق السياسي، وتوجيه ميزانية غير معلنة إلى الإنفاق العسكري المتواصل لإرضاء نهم منافسة لا تبدو لها نهاية أمام الخصوم.