آخر الأخبار

الخسوف الأخير..القمر الأحمر العملاق يثير القلق في قبائل إفريقيا والهند وأمريكا الجنوبية

مر علينا عام 2022 عامرا بالظواهر الفلكية سواء خسوف للقمر أو كسوف للشمس، إلا أن الخسوف الأخير للقمر خلال هذا العام يدوم 6 ساعات.. فهل يشاهده العالم العربى؟

يشهد العالم، الثلاثاء، خسوفا كليا للقمر هو الثاني والأخير خلال 2022، إلا أنه يدوم لنحو 6 ساعات ويمكن مشاهدته في معظم آسيا وأستراليا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية والوسطى.

ومن جانبه، قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن الخسوف الكلي يحدث عندما يتحرك القمر من الغرب إلى الشرق عبر ظل الأرض عندها سيأخذ القمر اللون النحاسي أو الأحمر الغامق عند الذروة العظمى، علما بأن اللون يعتمد على حالة الغلاف الجوي للأرض ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام أدوات رصد خاصة”.

وأضاف “بالتزامن مع خسوف القمر ستشهد أجزاء من آسيا وأمريكا الشمالية حدثا سماويا نادرا، حيث سيتحرك القمر المخسوف أمام كوكب أورانوس ويحجبه بشكل مؤقت في حدث يسمى الاحتجاب، ويمكن رصد الظاهرة بوساطة المنظار أو تلسكوب صغير في تلك المناطق”.

وتابع أبو زاهرة: “يحدث خسوف القمر ما بين الساعة 08:02 صباحا إلى 01:56 ظهرا بتوقيت جرينتش، وسيكون القمر في داخل ظل الأرض (مرحلة الخسوف الكلي) لمدة ساعة و25 دقيقة، في حين سيكون إجمالي مدة الكسوف الجزئي 3 ساعات و40 دقيقة”.

ولفت إلى أن القمر في مرحلة الخسوف الكلي يفترض أن يكون أسود اللون تماما، إلا أنه يتحول إلى اللون الأحمر، والسبب في ذلك أن أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر، لكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق ويتبقى الطيف الأحمر والبرتقالي القاتم، إضافة لذلك يقوم الغلاف الجوي للأرض بجعل كمية من ضوء الشمس تنحني وتصل إلى القمر وتجعله مضيئا.

وأشار أبو زاهرة إلى أن خسوف القمر الكلي يتيح الفرصة لقياس لون وسطوع ظل الأرض، وبالتالي محتوى الغاز والرماد البركاني في طبقة الستراتوسفير، مؤكدًا أهمية هذا الإجراء علميًا لأنه يكشف كثيرا عن مناخ الأرض بناء على لون وسطوع الخسوفات القمرية التي رصدت حديثا.

وتابع: “إذا كان الخسوف مظلما فهو علامة على الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير -وهي جسيمات يمكن أن تعكس أشعة الشمس وتبرد الكوكب، وإذا كان الخسوف ساطعا فهي علامة على أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، ما يتيح لضوء الشمس تدفئة الكوكب أسفلها.

ولفت إلى أنه على الرغم من أنه يمكن مشاهدة الخسوف في معظم آسيا وأستراليا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية والوسطى، ولكن لن يكون مشاهدا في العالم العربي، لأن الوقت سيكون نهارا فى وقت الخسوف.

وتدور العديد من الأساطير حول خسوف القمر الكلي، فيما يعرف فلكيًا باسم ظاهرة «القمر الأحمر العملاق»، وتكون الأرض وقتها بين الشمس والقمر.

وبالعودة بالزمن نجد بعض المعتقدات الخاطئة والخرافات حول خسوف القمر، وإن كان بعضها مازال متواجدًا حتى الآن، إذ ساد اعتقاد قديم بأن حوتا قد ابتلع القمر وهو ما أعطاه المظهر الأحمر، فيما يعرف بالقمر المخنوق.

وكان خسوف القمر مدعاة للتشاؤم لدى شعوب الإنكا من الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية، إذ عاشت هذه الشعوب في حالة قلق شديد من هذه الظاهرة الفلكية، وفي مواجهة ذلك، كانوا يقرعون الطبول ويحدثون ضوضاء كبيرة.

فيما تعتقد قبيلة لويزينو في جنوب كاليفورنيا أن القمر يصاب بعلة ويصبح أحمر، وهو ما يستدعي الصلوات من أجل أن يسترد عافيته، ووفقا لبعض الأساطير الأفريقية، يعبر الخسوف الكلي للقمر عن غضب إلهي يستدعي الصلاة وتقديم القرابين.

وتم ربط خسوف القمر الكلي في حضارة بابل في بلاد الرافدين بنهاية حكم الملك، لأن الشياطين تهاجم هذا الملك في هذه الفترة وتصيبه بلعنة قاتلة.

وفي الهند كان الناس ومازال بعضهم يتجنبون الطبخ والأكل والشرب أثناء خسوف القمر والشمس، نظرًا لاعتقادهم بأن الغذاء يفسد بشكل أسرع في غياب ضوء الشمس، وقد يؤدي إلى عسر الهضم.

على الرغم من الأساطير حول خسوف القمر إلا أنه يظل ظاهرة تحدث على مر السنين حيث تكون الأرض وقتها بين الشمس والقمر.. فهل تحقق النبوءات والأساطير؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى