في عام 2002 أُنتج مسلسل «فارس بلا جواد» للفنان محمد صبحي، وتزامن عرضه الأول مع شهر رمضان المبارك، عمل أثار جدلاً واسعًا مثل ما أحدثه بطل القصة، إلى حد وجود ضغوط دولية لمنع عرضه على الشاشات، ما أفضى في نهاية الأمر إلى حذف بعض الأحداث منه.
كتب العمل الفنان محمد صبحي وجسد بنفسه شخصية البطل «حافظ نجيب»، والذي كتب مذكراته حتى عام 1909، وهي المرحلة التي تميزت بغزارة الأحداث المثيرة، بعدها توقف عن الكتابة حتى فارق الحياة عام 1946، كل ذلك أعدّه للنشر الباحث ممدوح الشيخ في كتاب «اعترافات حافظ نجيب».
حلت على «حافظ» مصائب عدة بدأت من اتهامه بسرقة نيشان البرنسيس «أفيرينو»، وصدر عليه حكمًا بالحبس لـ 6 أشهر، وما أن قضى مدة عقوبته ألقي القبض عليه مجددًا لاتهامه بممارسة الرذيلة مع تركيات، وشهد ضده أناس زورًا حتى عوقب بالحبس عام ونصف العام.
فقد «حافظ» كل ما يملك بعد أن سحبت «فيزنسكي» كل أملاكها من تحت إدارته، وهو ما أجبره على التوجه إلى صديق له يُدعى خليل حداد، واستمرت حالته المادية السيئة إلى أن كتب رواية تمثيلية مثلتها إحدى الجمعيات المسرحية، وكسب منها عوائد طيبة.
توجه «حافظ» بعد العرض إلى متجر للساعات لشراء إحداهن، فيه كوّن علاقة مع سيدة إسرائيلية فرنسية اسمها «فرنسين»، ليقضيا سويًا سهراتهما رغم زواجها.
في أحد الأيام قضى «حافظ» سهرته وحيدًا في أحد المقاهي، وفور خروجه من الباب فوجئ بإطلاق أحد الأشخاص النار عليه، ولحسن حظه أصاب طربوشه فقط، في حين تمكن المارة من القبض على المسلح، كما حصلت على المسدس سيدة اسمها «الحصرية»، وعلم بعد انتهاء التحقيقات أن المحرض على قتله هي «فيزنسكي».
تورط «حافظ» في قضيتين دفعة واحدة، الأولى نصب على أحد الخواجات والثانية سرقة أسورة ذهبية، وهما الواقعتان اللتين تورط فيهما بنفسه، ليتم حبسه احتياطيًا لفترة قبل عرضه على المحاكمة، والتي توقع بأنه يصدر بحقه قرارًا بالحبس 5 سنوات مع الأشغال الشاقة، ليفكر في طريقة يهرب بها من البوليس.
استطاع «حافظ» بمساعدة «فرنسين» الهروب من السجن، ليتوجه بعدها إلى الإقامة في بيت يطل على ميدان الظاهر، وأمام المارة تنكر في زي رجل في العقد الرابع من عمره، ملصقًا على وجهه لحية وشارب، ووضع على بطنه كيس من المطاط حتى يبدو للآخرين أنه كرش، حتى صار مظهره كرجل بدين وفق روايته.
لم يستطع أحد التعرف على «حافظ» بهيئته المستعارة، حتى «فرنسين» اعتقدت أنه شخصا آخر غيره، وتأكد بنفسه من نجاح تنكره حينما قضى سهرة في كافيه «إيجيبسيان» في حضور رئيس البوليس السري مسيو «كارتييه»، ورافقه يوزباشي إيطالي يُدعى «رنده»، وتحدثا عن هروب حافظ نجيب في وجوده.
قال رئيس البوليس السري لرفيقه: «الليلة يبدأ العام الجديد، ولحافظ ولع بالقاهرة في هذه الليلة، ومن المرجح أنه سيذهب إلى التروكاديرو لتجربة حظه وسنذهب معًا إلى هذا النادي قبيل نصف الليل، عسى أن يساعدنا الحظ فنلقي القبض عليه».
سعى «حافظ» على الفور في التقرب إلى «كارتيه»، وبدأ مهمته باستدعاء سائق عربة وأبلغه أن سيركب معه لوقت طويل، على أن يتكفل بدفع الأجرة، وهو ما قبله رئيس البوليس السياسي.
في هذه اللحظة رافقت «كارتييه» إحدى الفتيات بإيعاز من «حافظ»، في المقابل كتب خطابًا إليه قال فيه: «كنت إلى جانبك الآن في كافيه إيجيبسيان ومعي فرقة الموسيقى، وسمعتك تتحدث مع اليوزباشي رنده على الوسائل التي لجأتما إليها للبحث عني، وآخرها ذهابكما إلى التروكاديرو، فكنت يا سيدي على مثال العالم الذي كان يبحث في السماء عن كوكب جديد بمنظاره الكبير وهو ذاهل، عن طفله الذي يحبو عند قدميه فداسه، وعجزك عن معرفتي وأنا إلى جانبك وقتًا يبعث في نفسي الاطمئنان لهذا العجز، ويجعلني ارتاح لتهنئتك بحلول عام جديد»، وأنهى الرسالة بتوقيعه.
قابل «حافظ» سائق العربة الذي اتفق معه على توصيل «كارتييه»، وأمره بوضع الخطاب على المنضدة التي جلس عليها الأخير في كافيه «إيجيبسيان»، وما أن عاد إلى منزله حتى وجد شقته مفتوحة، وسُرق منه قميصان وصندوق صغير به ساعة، ودبوس به حجر من البرلنت، وخاتم به نفس الحجر، ليحرر محضرًا بالواقعة في حضور «كارتييه».
في اليوم التالي قرأ «حافظ» في الصحف بأنه متهم في سرقة ساعة من متجر تابع لرجل إسرائيلي، وهو زوج «فرنسين»، ليقرر حضور الجلسة متخفيًا مع الجمهور، حتى سمع حكمًا بالحبس 3 سنوات.