حقق ريال مدريد فوزًا صعبًا على سيلتا فيجو بنتيجة 3-2 في الجولة 34 من الدوري الإسباني، يوم الأحد 4 مايو 2025، على ملعب سانتياغو برنابيو، ليحافظ على آماله في المنافسة على لقب الليجا، مقلصًا الفارق مع برشلونة المتصدر إلى 4 نقاط قبل مباراة الكلاسيكو الحاسمة يوم 11 مايو.
لكن هذا الانتصار لم يمر دون توترات داخلية، حيث أثار النجم الإنجليزي جود بيلينغهام جدلًا بغضبه الشديد من أداء زميله فينيسيوس جونيور، مطالبًا المدرب كارلو أنشيلوتي باتخاذ قرار حاسم قد يغير ديناميكية الفريق.
تفاصيل الأزمة
وفقًا لصحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، شهدت غرفة ملابس ريال مدريد أجواء مشحونة بعد مباراة سيلتا فيجو، حيث عبّر بيلينغهام عن استيائه من أداء فينيسيوس، الذي وصفته التقارير بأنه كان “فرديًا بشكل مبالغ فيه”، مع عدم التزامه بالواجبات الدفاعية، وإضاعته لفرص محققة كادت تعرض الفريق لخسارة نقاط حاسمة.
بيلينغهام، الذي يُعتبر أحد أبرز نجوم الفريق هذا الموسم بتسجيله 11 هدفًا وصناعته 10 تمريرات حاسمة، رأى أن استمرار إشراك فينيسيوس بهذا المستوى يشكل “عبئًا” على الفريق، خاصة مع اقتراب الكلاسيكو ضد برشلونة.
بيلينغهام طالب أنشيلوتي بالتحلي بالجرأة واتخاذ قرارات فنية صلبة، بعيدًا عن “المجاملات”، مشددًا على أن المرحلة الحالية لا تتحمل أي أخطاء، خاصة مع الضغوط في الليجا ودوري الأبطال.
التقارير أشارت إلى أن هذا الغضب ليس جديدًا، حيث سبق أن ظهر استياء بيلينغهام من فينيسيوس في مباراة سابقة ضد سيلتا فيجو في أكتوبر 2024، عندما رفض فينيسيوس تمرير الكرة له في موقف واعد، مما أثار ملامح الغضب على النجم الإنجليزي.
أداء فينيسيوس المثير للجدل
يعيش فينيسيوس جونيور (24 عامًا) واحدة من أسوأ فتراته مع ريال مدريد هذا الموسم، حيث تراجع مستواه بشكل ملحوظ مقارنة بالمواسم السابقة.
رغم تسجيله 16 هدفًا وصناعته 12 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، إلا أن أداءه اتسم بالفردية الزائدة والتسرع أمام المرمى، إضافة إلى تراكم البطاقات الملونة (38 صفراء و3 حمراء مع بيلينغهام هذا الموسم)، مما أثر سلبًا على الفريق في مباريات حاسمة.
في مباراة سيلتا فيجو، فشل فينيسيوس في ترجمة الفرص التي أتيحت له، مما زاد من الضغط على الفريق، خاصة مع تألق كيليان مبابي وأردا جولر اللذين سجلا الأهداف الهامة.
أنشيلوتي، الذي دافع عن فينيسيوس سابقًا، معتبرًا أنه “لاعب لا جدال فيه” رغم مبارياته المتقلبة، لم يبدِ نية لاستبداله خلال المباراة، مما أثار استغراب بيلينغهام.
المدرب الإيطالي أشار في تصريحات سابقة إلى أن تراجع فينيسيوس جزء من “تراجع عام” في أداء الفريق، وليس مشكلة فردية، لكنه أكد ثقته في قدرة النجم البرازيلي على استعادة مستواه.
موقف أنشيلوتي
أنشيلوتي يواجه معضلة حقيقية.
من جهة، فينيسيوس يُعتبر ركيزة أساسية في خط الهجوم، وقد جدد عقده مؤخرًا حتى 2030، مما يعكس ثقة النادي به.
من جهة أخرى، تحذيرات بيلينغهام، الذي أصبح قائدًا معنويًا للفريق بأدائه المميز وسجله التهديفي (9 أهداف و7 تمريرات حاسمة هذا الموسم)، تضع المدرب تحت الضغط لاتخاذ قرار قد يثير ضجة.
أنشيلوتي نفى سابقًا وجود خلاف بين الثنائي، مؤكدًا أنهما “يتحدثان بشكل جيد” ولا يوجد أي مشاكل، لكنه لم يعلق بعد على الأزمة الأخيرة.
الكلاسيكو الحاسم: مباراة برشلونة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقرارات أنشيلوتي.
الخلاصة
أزمة بيلينغهام وفينيسيوس تضع أنشيلوتي أمام اختبار صعب قبل الكلاسيكو.
قراراته الفنية ستحدد ما إذا كان ريال مدريد قادرًا على تجاوز التوترات الداخلية والمنافسة بقوة على الليجا، أم أن الخلافات ستكلف الفريق غاليًا.
مع اقتراب المواجهة الحاسمة، يبقى السؤال: هل ينصت أنشيلوتي لتحذيرات بيلينغهام، أم يواصل الرهان على فينيسيوس رغم تراجعه؟