يشهد النادي الأهلي تحركات مكثفة في سوق الانتقالات الصيفية 2025، استعدادًا لكأس العالم للأندية المقرر إقامته في الولايات المتحدة من 14 يونيو إلى 13 يوليو 2025.
وسط هذه التحركات، حسم الأهلي موقفه من صفقة ديريك كوتيسا، مما وضع الزمالك في مأزق مالي، بينما يقود أحمد سيد “زيزو” وساطة لضم نجم هجومي كبير، في خطوة تُعزز طموحات الفريق الأحمر لتحقيق إنجاز عالمي.
الأهلي يتراجع عن كوتيسا ويورط الزمالك بصفقة الـ200 مليون
قرر الأهلي التراجع نهائيًا عن ضم السويسري ذو الأصول الأنجولية ديريك كوتيسا، مهاجم سيرفيت السويسري، بسبب ارتفاع المطالب المالية للصفقة وتغيير الأولويات الفنية بعد رحيل المدرب مارسيل كولر في أبريل 2025.
كوتيسا (27 عامًا)، الذي تألق في الدوري السويسري بتسجيل 13 هدفًا وصناعة هدفين في 24 مباراة هذا الموسم، كان هدفًا للأهلي في يناير 2025، بعرض بلغ مليوني دولار، لكن اللاعب فضّل البقاء في أوروبا آنذاك.
هذا القرار وضع الزمالك في موقف صعب، حيث يسعى النادي الأبيض لضم كوتيسا في صفقة انتقال حر، مع رصد 4 ملايين دولار (حوالي 200 مليون جنيه مصري) كراتب سنوي ومنحة توقيع، لتعويض رحيل أحمد سيد “زيزو” إلى الأهلي.
أحمد حسام ميدو، عضو لجنة التخطيط بالزمالك، يقود المفاوضات، بدعم من تعهد ممدوح عباس، رئيس النادي السابق، بضم جناحين مميزين.
لكن الزمالك يواجه منافسة قوية من أندية خليجية وأوروبية، إلى جانب الأزمة المالية التي تعيق تلبية مطالب سيرفيت السويسري، الذي طالب بما لا يقل عن 2 مليون دولار.
الإعلامي أمير هشام أكد أن الأهلي صرف النظر عن كوتيسا بسبب تخمة الخط الهجومي بعد ضم زيزو، تريزيجيه، وبن شرقي، إلى جانب وجود حسين الشحات، طاهر محمد طاهر، وأحمد عبد القادر.
هذا التراجع زاد الضغط على الزمالك، الذي قد يضطر لدفع مبلغ خيالي لإتمام الصفقة، مما أثار قلق الجماهير البيضاء من تكرار سيناريو خسارة زيزو “ببلاش”.
زيزو يقرب مصطفى محمد من الأهلي
في سياق منفصل، يكثف الأهلي جهوده لتدعيم خط الهجوم بصفقة من العيار الثقيل قبل كأس العالم للأندية، ويبرز أحمد سيد “زيزو” كوسيط مفاجئ في هذه العملية.
وفقًا لتقارير صحفية، يسعى زيزو لإقناع صديقه المقرب مصطفى محمد، مهاجم نانت الفرنسي، بالضغط على إدارة ناديه للموافقة على انتقاله إلى الأهلي.
مصطفى محمد (27 عامًا)، الذي سجل 8 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي هذا الموسم، يُعد هدفًا استراتيجيًا للأهلي لتعزيز القوة التهديفية، خاصة مع الحاجة إلى مهاجم صريح يدعم وسام أبو علي ومحمود كهربا.
مصادر مقربة من الأهلي أكدت أن زيزو، الذي انضم للأهلي في صفقة انتقال حر مثيرة للجدل بعد فشل تجديد عقده مع الزمالك، يستغل علاقته الوثيقة بمصطفى محمد لتسهيل المفاوضات.
اللاعب المصري يواجه منافسة من أندية تركية مثل فنربخشة وجالطة سراي، لكن الأهلي يعرض راتبًا سنويًا يصل إلى 2 مليون دولار، مع مكافآت إضافية حال التألق في المونديال.
إدارة نانت تطالب بما لا يقل عن 10 ملايين يورو للموافقة على رحيله، وهو مبلغ يمثل تحديًا ماليًا للأهلي، لكن الخطيب يراهن على دعم الرعاة لإتمام الصفقة.
محمد علي بن رمضان: دعامة الوسط
نجح الأهلي في حسم صفقة التونسي محمد علي بن رمضان، لاعب وسط فرينكفاروزي المجري، لمدة 4 سنوات مقابل 2 مليون يورو، متفوقًا على بيراميدز والترجي التونسي.
بن رمضان (25 عامًا)، الذي وقّع في سرية تامة، خضع لفحص طبي في المجر ويصل القاهرة نهاية الأسبوع للانضمام رسميًا.
الصفقة تتضمن راتبًا تصاعديًا يبدأ من 1.1 مليون دولار في الموسم الأول ويصل إلى 1.4 مليون دولار في الموسم الرابع.
اللاعب، الذي تألق بتسجيل هدف في شباك الزمالك بدوري أبطال إفريقيا 2023، يُعد إضافة قوية لخط الوسط إلى جانب إمام عاشور وأليو ديانج، مع توقعات بأن يلعب دورًا محوريًا في المونديال.
تحليل الوضع: استراتيجية الأهلي والزمالك
الأهلي: قرار التراجع عن كوتيسا يعكس رؤية استراتيجية للتركيز على أولويات فنية مثل تعزيز مركز المهاجم الصريح، مع الاعتماد على أسماء مثل زيزو، تريزيجيه، وبن رمضان.
وساطة زيزو لضم مصطفى محمد تُظهر تأثيره داخل الفريق بعد انضمامه، لكن نجاح الصفقة يعتمد على قدرة الأهلي على تلبية مطالب نانت المالية.
المونديال يمثل فرصة ذهبية للأهلي لتحقيق إنجاز تاريخي، خاصة مع عوائد مالية مضمونة تتراوح بين 15 و18 مليون يورو للمشاركة، وقد تصل إلى 25 مليون يورو في حال التأهل لدور الـ16.
الزمالك: صفقة كوتيسا تمثل تحديًا ماليًا وفنيًا، حيث يعاني النادي من أزمة سيولة وتراجع مستوى الفريق (المركز الرابع في مجموعته بكأس عاصمة مصر).
خسارة زيزو دون مقابل مالي أثارت غضب الجماهير، وزاد الضغط على الإدارة لإتمام صفقات كبرى لتعويضه.
فشل المفاوضات مع كوتيسا قد يُفاقم الأزمة، خاصة مع تصريحات جمال العدل، عضو لجنة الاستثمار، التي قللت من جدية المفاوضات.
هل ينجح الأهلي في خطته؟
الأهلي يسير بخطى ثابتة نحو بناء فريق قوي لكأس العالم للأندية، مع الاعتماد على صفقات مدروسة مثل بن رمضان وتحركات ذكية مثل وساطة زيزو لضم مصطفى محمد.
تراجعه عن كوتيسا أتاح المجال لتخصيص الموارد لصفقات أكثر أهمية، لكنه وضع الزمالك في موقف حرج قد يُكلفه ملايين إضافية.
مع مواجهة إنتر ميامي في افتتاح المونديال، يراهن الخطيب على تحقيق مفاجأة عالمية.
السؤال الآن: هل يتمكن الأهلي من حسم صفقة مصطفى محمد، وهل ينجح الزمالك في تجاوز أزمته المالية لضم كوتيسا؟
الإجابة ستتضح في الأسابيع القادمة.