في مباراة دور الـ16 بكأس العالم للأندية 2025 بين ريال مدريد ويوفنتوس في ميامي يوم 1 يوليو 2025، تصدرت قضية سلامة اللاعبين في ظل الظروف الجوية القاسية عناوين الأخبار بعد هزيمة يوفنتوس 1-0.
الحدث اللافت لم يكن هدف جونزالو جارسيا الحاسم، بل تصريحات المدرب إيجور تودور عن طلب 10 لاعبين من فريقه الخروج بسبب الإرهاق الناتج عن الحرارة والرطوبة العالية.
إليكم التفاصيل.
الظروف القاسية في ميامي: اختبار البقاء
وفقًا لتقرير من “World Soccer Talk”، شهدت المباراة في ملعب هارد روك في ميامي درجات حرارة بلغت 30 درجة مئوية (86 فهرنهايت) مع رطوبة حوالي 70%.
الرطوبة العالية، جنبًا إلى جنب مع توقيت المباراة في فترة الظهيرة (3:00 عصرًا بالتوقيت المحلي)، جعلت الظروف شبه لا تطاق.
أشار تودور إلى أن “التوتر الناتج عن المباراة، الحرارة العالية، والرطوبة” أثرت بشكل كبير على أداء لاعبيه، حيث طلب 10 لاعبين استبدالهم، رغم أن قوانين FIFA تسمح بحد أقصى 5 تبديلات (6 في الوقت الإضافي).
هذا العدد غير المسبوق يكشف عن خطورة الوضع، حيث أثرت الظروف الجوية على اللياقة البدنية والتركيز الذهني للاعبين.
مخاوف متكررة في البطولة
لم تكن مباراة يوفنتوس ضد ريال مدريد الحالة الوحيدة.
حسب تقارير “The Athletic” و”Reuters”، تطلبت فترات التبريد (cooling breaks) في 33 من أصل 56 مباراة بالبطولة حتى الآن، مما يعكس تأثير الحرارة الشديدة في مدن مثل ميامي، لوس أنجلوس، وشارلوت.
مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا وصف تأخير مباراة فريقه ضد بنفيكا لمدة 113 دقيقة بسبب العواصف الرعدية في شارلوت بأنه “مزحة”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة “ربما ليست المكان المناسب لاستضافة البطولة”.
كذلك، عبر مدرب بوروسيا دورتموند نيكو كوفاتش عن شعوره وكأنه “خرج من ساونا” بعد مباراة في سينسيناتي.
دعوات لتغيير الجدولة: صوت FIFPRO
الاتحاد العالمي للاعبين المحترفين (FIFPRO) تدخل بقوة، مطالبًا FIFA بمراجعة جدولة المباريات وسياسات السلامة.
حسب “ESPN”، اقترحت FIFPRO خفض عتبة فترات التبريد إلى درجة حرارة الكرة الرطبة (WBGT) 28 درجة مئوية بدلاً من 32 درجة، وتأجيل المباريات إذا تجاوزت الحرارة هذا الحد.
الاتحاد أشار إلى أن مباراتين (باريس سان جيرمان ضد أتلتيكو مدريد وتشيلسي ضد الترجي) كان يجب تأجيلهما بسبب الحرارة الشديدة.
في ميامي، حيث لعبت مباراة ريال مدريد ويوفنتوس، توقعت توقعات الطقس درجات حرارة تصل إلى 32 درجة مئوية مع رطوبة 70%، مما جعل الظروف أكثر صعوبة.
FIFPRO حذرت من أن “تغير المناخ يجعل الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك الحرارة الخطيرة، قضية ملحة بشكل متزايد في كرة القدم الاحترافية”، مشددة على ضرورة إعطاء الأولوية لسلامة اللاعبين والجماهير.
الاتحاد دعا إلى تجنب توقيتات المباريات في منتصف النهار في مدن مثل ميامي وأورلاندو، واقترح نقل المباريات إلى فترات المساء أو إلى ملاعب مغلقة مثل تلك في أتلانتا أو هيوستن.
رد FIFA: هل هو كافٍ؟
FIFA أصدرت بيانات تؤكد أنها تراقب الظروف الجوية بالتعاون مع فرق الملاعب لضمان “تجربة آمنة وممتعة”.
لكن، حسب “The Guardian”، لوائح FIFA الحالية تقتصر على فرض فترات تبريد عندما تتجاوز درجة حرارة الكرة الرطبة 32 درجة مئوية، دون وجود خطط واضحة لتأجيل المباريات أو تغيير توقيتاتها إذا استمرت الحرارة في الارتفاع.
مصادر قريبة من المنظمين أكدت أن FIFA تعتمد نهجًا تفاعليًا وليس وقائيًا، مما أثار انتقادات من خبراء مثل د.
كيرك تايلر من FIFPRO، اللي وصف السياسات الحالية بأنها “غير كافية” وطالب باستراتيجيات أكثر صرامة لحماية اللاعبين.
سياق المباراة: يوفنتوس ينهار تحت الضغط
في المباراة نفسها، حسب “Al Jazeera”، سيطر ريال مدريد على مجريات اللعب بعد فترة التبريد الأولى، بفضل تعديلات ألونسو التكتيكية التي ركزت على استغلال الأطراف.
هدف جونزالو جارسيا في الدقيقة 56، من عرضية دقيقة لترينت ألكسندر-أرنولد، حسم المباراة، بينما بدا لاعبو يوفنتوس مرهقين وغير قادرين على الاستجابة.
تودور أشار إلى أن “استراتيجية الفريق اختلفت” بسبب الإرهاق، حيث ركز اللاعبون على البقاء بدلاً من المنافسة.
لاعبون مثل كينان يلدز ومانويل لوكاتيلي أظهروا علامات الإرها-ق، وبعضهم عانى من تشنجات عضلية في الشوط الثاني.
قلق متزايد قبل كأس العالم 2026
الأزمة دي مش بس في كأس العالم للأندية.
مع استضافة الولايات المتحدة، المكسيك، وكندا لكأس العالم 2026، الحرارة الشديدة والعواصف الرعدية، اللي تسببت في تأخير 6 مباريات في البطولة الحالية، بتثير مخاوف كبيرة.
بن شوت، رئيس العمليات في الخدمة الوطنية للطقس، أكد أن هذه الظروف “طبيعية جدًا” في الصيف الأمريكي، وتوقع تكرارها العام القادم.
مدن مثل ميامي وفيلادلفيا، اللي هتستضيف مباريات 2026، معرضة لمخاطر حرارية عالية، وFIFPRO دعت FIFA لتجنب توقيتات الظهيرة في هذه المدن.
تحليل وتوقعات: إيه اللي جاي؟
مباراة ريال مدريد ويوفنتوس كشفت عن مشكلة أعمق تتعلق بجدولة FIFA وتجاهلها لتحذيرات الطقس.
تصريحات تودور، اللي وصف الظروف بأنها “غير عادية”، عززت مطالبات FIFPRO بإعادة تقييم توقيتات المباريات، خاصة في الملاعب المكشوفة مثل هارد روك.
مع استمرار البطولة حتى 13 يوليو، وتوقعات بارتفاع درجات الحرارة في مباريات الدور ربع النهائي (مثل ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند في 5 يوليو)، الضغط على FIFA بيزيد لتطبيق إجراءات أكثر صرامة، زي زيادة فترات التبريد أو نقل المباريات للمساء.
من ناحية تانية، رد فعل يوفنتوس يعكس تحديات الفرق الأوروبية في التكيف مع الظروف الأمريكية، خاصة مع جدول مباريات مكثف.
ريال مدريد، بفضل استعداداته المسبقة مثل التدريب في خيام ساخنة، بدا أكثر قدرة على التعامل مع الحرارة، لكن حتى لاعبيه زي جود بيلينجهام شوهدوا يحاولوا تبريد أنفسهم بالمياه أثناء المباراة.
السؤال الكبير: إزاي يتحل الموضوع؟
الوضع في كأس العالم للأندية بيطرح تساؤلات كبيرة عن جدوى إقامة بطولات كبرى في الصيف الأمريكي.
هل FIFA هتستجيب لمطالب FIFPRO وتعدل جدولة المباريات؟ ولا هتستمر في إعطاء الأولوية للبث التلفزيوني الأوروبي على حساب سلامة اللاعبين؟ وبالنسبة لريال مدريد ويوفنتوس، هل كان تأثير الحرارة هو العامل الرئيسي في أداء يوفنتوس الضعيف، ولا التكتيكات واللياقة البدنية لعبت دور أكبر؟ إنت شايف إيه الحل لضمان سلامة اللاعبين في بطولات زي دي؟