في ليلة مليئة بالمشاعر المختلطة على ملعب سانتياغو برنابيو، ودّع ريال مدريد بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2024/25 بعد هزيمة مفاجئة أمام أرسنال في إياب ربع النهائي.
لكن وسط خيبة الأمل، كان هناك مشهد أثار انتباه الجميع: لوكا مودريتش، القائد الكرواتي ونجم الفريق، كان آخر من غادر غرفة الملابس.
هل كان ذلك إشارة إلى اقتراب نهاية مسيرته المجيدة مع النادي الملكي؟
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل تلك الليلة المؤثرة، ونناقش مستقبل أحد أعظم نجوم كرة القدم في العصر الحديث.
تفاصيل المباراة وخيبة الأمل الأوروبية:
لم تكن مباراة الإياب ضد أرسنال مجرد خسارة رياضية لريال مدريد، بل كانت بمثابة ضربة قوية لآمال الفريق في مواصلة هيمنته على دوري الأبطال.
دخل الفريق المباراة بمعنويات مرتفعة، مدعومًا بجماهيره في البرنابيو، لكن الأداء لم يرقَ إلى التوقعات.
تعرض المدرب كارلو أنشيلوتي لانتقادات حادة بعد المباراة، حيث أعادت الهزيمة فتح النقاش حول قدرته على قيادة الفريق في ظل التحديات المتزايدة.
إصابة مبابي: ضربة أخرى للفريق:
إلى جانب الخروج المرير من البطولة، تلقى ريال مدريد خبرًا صادمًا آخر يتعلق بنجمه كيليان مبابي.
المهاجم الفرنسي، الذي كان أحد أبرز لاعبي الفريق في المباراة، اضطر لمغادرة الملعب في الدقائق الأخيرة بسبب إصابة في الكاحل.
وقعت الإصابة خلال محاولته للسيطرة على كرة داخل منطقة جزاء أرسنال، مما أثار قلق الجماهير والجهاز الفني.
على الرغم من محاولات الطاقم الطبي لتخفيف آلامه، إلا أن مبابي لم يتمكن من استكمال اللقاء، مما زاد من حالة الإحباط داخل الفريق.
لوكا مودريتش: لحظة وداع محتملة:
في خضم هذه الأحداث، كان لوكا مودريتش هو النقطة المحورية التي جذبت الأنظار.
دخل النجم الكرواتي كبديل في الشوط الثاني، حاملاً آمال الفريق في قلب النتيجة.
لكن هذه المرة، لم يتمكن مودريتش من تقديم السحر الذي اعتاده الجمهور منه في المباريات الكبرى.
وبعد صافرة النهاية، شوهد اللاعب وهو يغادر غرفة الملابس متأخرًا، في مشهد بدا كأنه تعبير عن مشاعر الحزن والتأمل.
تشير تقارير من صحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية إلى أن هذه اللحظة كانت مؤثرة بشكل خاص بالنسبة لمودريتش، الذي ارتبط اسمه بأعظم الإنجازات في تاريخ ريال مدريد.
الصحفية أرانشا رودريغيز، في تعليق لها عبر إذاعة “كوبي”، أشارت إلى أن هذه المباراة قد تكون الأخيرة لمودريتش في دوري الأبطال بقميص النادي، مضيفةً: “كل المؤشرات تشير إلى أن رحلة مودريتش مع ريال مدريد تقترب من نهايتها.”
مستقبل مودريتش: بين الشكوك والتكهنات:
مع اقتراب انتهاء عقد مودريتش في صيف 2025، بدأت إدارة ريال مدريد في تقييم خياراتها بشأن اللاعب البالغ من العمر 39 عامًا.
على الرغم من إسهاماته التاريخية، التي تشمل الفوز بدوري الأبطال ست مرات، إلا أن الهزيمة أمام أرسنال عززت الشكوك حول قدرته على الاستمرار في تقديم الأداء المطلوب في المستويات العالية.
بعض المحللين يرون أن النادي قد يتجه نحو تجديد دماء الفريق بالاعتماد على لاعبين أصغر سنًا، بينما يطالب آخرون بمنح مودريتش فرصة أخيرة لإنهاء مسيرته بشكل مشرف.
تأثير الهزيمة على ريال مدريد:
لم تكن الهزيمة أمام أرسنال مجرد خسارة مباراة، بل كانت بمثابة جرس إنذار لريال مدريد.
الفريق، الذي اعتاد على الهيمنة الأوروبية، يواجه الآن تحديات داخلية وخارجية.
إصابة مبابي، الضغوط على أنشيلوتي، والتكهنات حول رحيل مودريتش، كلها عوامل تضع النادي أمام مفترق طرق.
مع اقتراب نهاية الموسم، ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مسار الفريق في المستقبل.