منوعات

أسرار جبل الجان في ليبيا والاصوات التي تصمت به ابدا

هذا المباني المعلقة والمحفورة في الجبل ليست مدينة البتراء الأردنية، إنما هي جزء من قرية بوموسي بمنطقة “ككلة” بجبل نفوسة في ليبيا.. والتي دارت حول جبالها العديد من الأساطير فما علاقتها بالجان؟

هي منازل تكشف عظمة من بناها حيث حول الجبال إلى منازل ومدها بكل ما يلزم من احتياجاتها من الماء، فى بناء لا يوصف إلا أنه أسطوري.

طريقة البناء فى الجبال طريقة أمازيغية، تسمى “تيريت” وتوجد مثل هذه القرى المنحوتة في الجبل في مناطق عديدة بجبل نفوسة، بحيث يتم بناء منازل كاملة معلقة في الجبل، ويتم إيصال المياه إليها عبر حفر قنوات لمرور المياه من الآبار والعيون القريبة ولايمكن الوصول إليها إلا عبر ممرات شديدة التأمين، لغرض الحماية في وقت التعرض لعمليات عسكرية.

الجبل الغربي أو جبل نفوسة هي سلسلة جبال صخرية تقع في المنطقة الشمالية الغربية لليبيا، حيث تبتدئ من جنوب شرق تونس وتجتاز الحدود حتى منطقة غريان وتستمر سلسلة الجبل بشكل متقطع حتى مدينة الخمس، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة بالجبل 968 متر.

كان فيتم حفر الكهوف حول باحة مربعة الشكل، تعيش كل عائلة في غرفة بينما كانت تستخدم مناطق مشتركة للطهي هي عبارة عن كهوف أصغر.

قسم الكهف الممتد أفقيا بعمق عشرة أمتار والمزين بنقوش قبائل البربر وأبسطة صغيرة ملونة وأواني من الفخار إلى ثلاثة أقسام.. منطقة نوم الوالدين وأخرى لنوم الأطفال وغرفة معيشة.

صنع الباب الأمامي للكهف من خشب شجر الزيتون ووفر المسكن عازلا من برد الشتاء وتهوية خلال فصول الصيف الحارة.

ويمكن العثور على مساكن في الكهوف في بلدات أخرى بجبال نفوسة وأيضًا دولة تونس المجاورة، وكانت تلك المنازل ملجئ عائلات كثيرة خلال الانتفاضة الليبية في 2011 هربا من الاستهداف بالطائرات.

وفي عمق جبال نفوسة بغرب ليبيا يروي العربي بلحاج صاحب الـ 43 عاما وهو أحد المقيمين فى الكهوف حتى الآن، أن هذه المساكن تم حفرها في عام 1666 عاش فيها جيل وراء جيل، لافتًا إلى أنه ولد فى هذه المساكن المحفورة بالجبال، مشيرا إلى أن الكهوف مقسمة لثماني عائلات تعيش معا”.

وكشف عن طريقة الحياة داخل الكهوف، لافتًا إلى أن النساء كن يذهبن إلى الجبال لجمع الأخشاب وإحضار المياه قبل استيقاظ الصغار، بينما يرعى الرجال الحيوانات”.
ولفت بلحاج أن المساكن الآن شاغرة.. رحلت العائلات عنها عام 1985، لكننا لا نزال نأتي إلى هنا في الصيف هربا من الحر”.

ودارت العديد من الأساطير حول جبال ليبيا لاسيما بشأن الأصوات التى لا تصمت أبدًا وتصدر من قمة الجبل ترتفع أحيانا حتى تملأ المنطقة كلها، وقد تنخفض، لكنها لا تصمت أبدا.

واجتهد الكثيرون لتفسير هذه الظاهرة، فمنهم من فسرها بأن الرياح تخترق الفتحات متعددة الأحجام في جسد الجبل؛ فتشكل جوقة صوتية مختلفة الطبقات يحسبها الناس أصواتا صادرة من أفواه زمرة الجان التي تعيش داخل الكهف الحجري، وتصدر أوامرها إلى رعاياها الذين يسكنون في بيوت الصخر المنتشرة في امتداد أرضه.

فرضت الظروف الحياتية على الليبيين القدماء حفر منازل فى الجبال فى عمل يشبه المعجزات فهل ينجح الأحفاد فى توحيد بلادهم وفتح جبال نفوسة للسياح مرة أخرى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى