أحيانا تغلب الحقيقة الخيال وتصبح بعض الوقائع مع مرور الزمن أسطورة، هذا ماحدث بالفعل، فمسلسل ما وراء الطبيعة الذي كتب قصته العراب أحمد خالد توفيق، استوحي بعض قصصه المرعبة من أسطورة تناقلها أبناء ريف عدد من محافظات الدلتا، التي تمر خلالها ترعة الخضراوية إنها (قصر الخضراوي) ، أو بيت الأشباح في مسلسل ما وراء الطبيعة، فما هي حقيقة وجوده وما قصته ؟
تبدأ الوقائع قديما أو الأسطورة حاليا عندما عاش إقطاعي كبير أيام الملكية علي أطراف محافظة الغربية بقصر عظيم وسط حدائق وآلاف الأفدنة، وكان لديه ابنة وحيدة اهتم بتعليمها في الخارج، وعندما كانت في زيارة لقصر والدها في ريف الدلتا أعجبت بشاب متعلم من أبناء الفلاحين، وكعادة قصص الأفلام القديمة، أو كما تقول القصة عندما علم والدها بقصتها مع الشاب منعها من مقابلته، لكنها لم تمتثل لأمره وهربت وتزوجته.
بعد فترة من هروبها تحايل الخضراوي باشا علي ابنته لاستعادتها. فأوهمها بموافقته علي الزواج ، حتي عادت إليه، فقام بحبسها داخل القصر وقتل الشاب.
القصة لم تنتهي هنا، فالفتاة ظهرت عليها علامات الحمل، فداري الخضراوي باشا أمرها حتي وضعت ثم حبسها داخل جناح بالقصر هي وطفلتها حتي يدبر أمره أو يتخلص من الفتاة الصغيرة، لكن مع مرور الزمن كبرت الطفلة شيراز حتي صارت في عمر السادسة، وهي ووالدتها يعيشان معزولتين عن الناس.
وفي يوم من الأيام شب حريق بالقصر ولم يستطع أحد إخماده فماتت شيراز ووالدتها وجدها، وظل القصر مهجورا، لكن شبح الطفلة شيراز التي عاشت حبيسة جدرانه كان يظهر في شكلها الطفولي ، تخرج كل يوم تبحث بالجوار عن أطفال لتلعب معهم .
هذه هي الأسطورة التي استوحي منها أحمد خالد توفيق الرواية رقم 12 من سلسلة ما وراء الطبيعة، والتي تعتبر أشهر سلسلة أدب رعب في العالم العربي .
وتذكر الرواية أن الدكتور رفعت اسماعيل هو ومدحت وعماد وعبير وإلهام كانوا قد دخلوا البيت الذي يخاف منه كل أهل البلدة بيت الخضراوى وأنهم قابلوا فيه فتاة صغيرة تدعى شيراز هي وعائلتها, وأنهم كانوا يلعبون معها كل يوم حتى اكتشف خاله الأمر، فجعلهم يقسمون ألا يذهبوا إليه مرة أخرى طوال حياته، وفيما بعد يكتشفون أن كل عائلة الخضراوى لقوا مصرعهم عام 1921، أي قبل أن يدخلوا البيت بخمسة عشر عاما.
ويعرف الدكتور رفعت اسماعيل أن شيراز تطارد أطفال أصدقائه القدامى وأصدقائه القدامى أنفسهم، وأرجع تفسير هذه الظواهر إلى سبب غيبي، يرتبط بالأرواح أو بالجان والعفاريت، أو حتى بما يمكن توصيفه بالطاقة النفسية للأماكن، فالبيوت المهجوره دائما ما تكون مسكونة.
في الواقع قصر الخضراوي بعد الحريق ومع مرور الزمن لم يتبق منه سوي قصص أشباحه، لذلك لجأ فريق عمل مسلسل ما وراء الطبيعة إلي قصر أبو رحاب في المنيل وهو قصر مجهور أيضا ولكن يقع وسط منطقة سكنية بمحافظة الجيزة.
وهو القصر الذي يظهر بشرفة عالية ذات نافذتين إحداهما مفتوحة على مصراعيها بعد أن ضرب الهواء خشبها فتركها شبه حُطام والجدران مسكونة بالشروخ والأشباح برواية أهل منطقة المنيل الذين يسمعون صراخا وأصواتا كل ليلة بداخله.
و قصر «أبو رحاب»، المالك الأصلي له أحمد بك مصطفى أبو رحاب، كان أحد أعيان الصعيد، وهو ابن مصطفى باشا أبو رحاب، ورد ذكرهما في كتاب تاريخ الحياة النيابية في مصر قبل ثورة 1952 ينتمون إلى عائلة مصرية عريقة من مركز العسيرات محافظة سوهاج
ويقول مدير التصوير لمسلسل فيما وراء الطبيعة أحمد بشاري أنه : ذات ليلة قام بالمبيت في قصر أبو رحاب واستيقظ على وجود شبحين غاضبين معه في الغرفة وذلك بسبب الإزعاج الذي سببه لهما التصوير.
كما حدث آخر غريب للغاية واجهه أحمد بشاري خلال التصوير، وهو استيقاظه من النوم ليجد نفس الفأر المرسوم في مذكرات رفعت اسماعيل مستلقياً بجانبه، و الأغرب أنه كان مرئياً لأحمد فقط وليس لأي أحد آخر ..هكذا غلبت الحقيقة الخيال..!!
