كيف هرب مازن الناطور من سوريا وما حكاية مقطع درعا الذي فاجأ السوريين؟

سبعة وخمسين عاما قضى معظمها بين التلفزيون والسينما والمشاركة الصوتية في العديد من الأعمال.. حتى تم تصنيفه واحدا من أكثر الفنانين قدرة على «التلون». . كيف هرب مازن الناطور من سوريا وما حكاية مقطع درعا الذي فاجأ السوريين؟

ما أن أنهى الفنان مازن الناطور دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية.. حتى كان على موعد مع البطولة في واحد من أهم أعماله التلفزيونية.. وهو مسلسل الغريب وكان التحدي الأكبر أمام طاقم الإخراج بشأن مدى إمكانية الموافقة على قيام فنان حديث عهد بالأدوار الهامة بالمشاركة في المسلسل.

سر الصوت الذي آثر الصغار

بصوته يستذكر أبناء جيل كامل مسلسل الصغار الكرتوني «كابتن ماجد» وفيه شارك بالأداء الصوتي، وكان صعود الحقيقي لعالم الشهرة بدوره في مسلسل «جواهر» وفيه جسد شخصية «حمد» ابن شيخ العشيرة الذي أحب «جواهر» وتزوجها بالفعل لكنهما لم يرزقا بأبناء فتزوج سيدة أخرى وكانت المفاجأة أن جواهر حامل، في واحدة من أبرز قصص الدراما الاجتماعية.

«رغم إدراك النظام لخطورة التعرض للشخصيات العامة إلا أنه ليس أمامه كبير..» بذلك الموقف الذي كلفه الكثير واصل باسم الناطور تمسكه بآرائه بشأن الداخل السوري وأوضاع بلاده الصعبة.. ذلك الموقف الذي أعلنه الناطور من أول أيام الأحداث السورية ويبدو أن الفنان السوري لم يدرس – حينئذ – التداعيات المحتملة حيال ذلك الموقف.

لغز الخروج الغامض

اضطر مازن الناطور لمغادرة سوريا بعد آرائه التي تم تصنيفها على أنها في صفوف المعارضة.. ولم تعرف طريقة خروجه إن كانت هروبا سريا أم سفرا مشروعا، لكن احتمالات الخروج الشرعي ليست مؤكدة خصوصا وأن الناطور جاهر بآراء سياسية صعبة.

وقع مازن الناطور، تحت طائلة الإجراءات النقابية جراء مواقفه السياسية المعلنة، ودخل معركة مع نقيب الفنانين السوريين الراحل زهير رمضان ووصفه بأنه النقيب الذي حول النقابة إلى فرع للمخابرات السورية وذلك على خلفية تبرير النقيب لقرارات شطب عدد من الفنانين من عضوية النقابة بحجة عدم دفع الاشتراكات المقررة.

هل ترك رسالة الفن

لم تغب السياسة عن الناطور يوما منذ أن غادر بلاده وتحول إلى ضيف لدى العديد من البرامج السياسية التي تتناول الشأن الداخلي السوري لدى منصات المعارضة الأمر الذي رآه بعض جمهوره عدولا عن رسالة الفن بينما يعتبر الناطور نفسه واحدا من الشخصيات العامة التي من حقها أن تدلي بدلوها في الشأن الداخلي لبلاده

حتى الغناء لدى الناطور سيطرت عليه السياسة فما أن تبادل مع والدته في اتصال هاتفي ترديد الأهازيج الحورانية التراثية حتى تأثر بصوته ملايين الجماهير الراغبين في استقرار سوريا وعودة السلام إليها.

أهازيج درعا التي أبكت السوريين

«درعا وإن كان لك نية.. يا يما واحنا تفرقنا.. عقولة الله والوداعِ».. صدح بها صوت الناطور وراج عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدت الأهازيج تترجم حالة الألم التي تعتصر قلب الناطور حنينا إلى وطن باعدت السياسة بينهما .. ورحل والده دون أن يشارك في تشييعه.

حياة الناطور تروي فصولا من الألم الذي تجرعه بسبب السياسة التي طالما تمنى محبوه أن ينحيها جانبا .. ويعيش معبرا عما يريد بالفن الذي لا سلطان عليه ولا قيود.

Exit mobile version