منوعات

هل مازال حيا؟ قصة الرجل الخالد الذي عاد للحياة العديد من المرات

سجل التاريخ على مدى العصور العديد من الشخصيات الغامضة، كان من بينهم رجلا أثار الجدل والحيرة في عدة أزمنة، قيل عنه الرجل الخالد، وشوهد حيا بعد وفاته بمئات السنين، عاش في حقب زمنية مختلفة، ودائما ما يبدو عمره عند الـ 45 عامًا، وكان معروفا من قبل العديد من الشخصيات المشهورة في التاريخ الأوروبي، فمن كان هذا الرجل الغامض وما هي قصته؟

الكونت سان جيرمان، رجلا لا يعرف له تاريخ ميلاد معين، ولا اسما محدد فقد عرف بالعديد من الأسماء ولم يعرف احد اصوله، كان مغامراً أوروبياً مهتماً بالعلوم والكيمياء والفنون، وحقق شهرة واسعة خلال القرن الثامن عشر؛ حيث اعتبره أمير هيس كاسل تشارلز، واحداً من أعظم الفلاسفة الذين عاشوا على الإطلاق.

ظهر أول مرة عام 1710، في مدينة فينسا الإيطالية وعرف حينها باسم ماركيز دي مونتفيرات، وكان يتراوح عمره ما بين 40-50 عام، وعاود الظهور عام 1742 في فرنسا، حيث أذهل الجميع بمعرفته الواسعه في العلوم والتاريخ، وعزفه للموسيقي بشكل رائع ، كما انه كان يتحدث 12 لغة مختلفة، وكان رساما رائعا، وأكثر ما كان مميزا به هو معرفته الكبيرة بالتاريخ فقد كان يحكي القصص التاريخية من مختلف أماكن العالم وكأنه كان موجودا حينها.

لكن في عام 1760 حدث موقفا غريبا، في باريس سمعت الدوقة فون جورجي الكبيرة في السن أن الكونت ذهب في زيارة للمدينة، وكانت الدوقة متحمسة جدا لرؤيته، وهذا لأنها كانت قد التقت به عام 1710، ولكن كانت الصدمة عندما التقت به فقد لاحظت انه لم يكبر ولا حتى يوما واحد منذ اخر مقابلة بينهما، حتى انها شكت انه ليس ذات الشخص إلا انه اكد لها انه هو وانه كبيرا في السن لكنها لم تصدق.

قيل عن الكونت سان جيرمان إنه كان جاسوساً للملك لويس الخامس عشر ابن الملك الفرنسي الشهير لويس الرابع عشر، إلا ان صداقته به تسببت له في العديد من المشاكل والعداوات داخل القصر، والتي كادت أن تنهي حياته، ما جعله يفر إلى إنجلترا ويختفي حتى شوهد في روسيا سنة 1762، وعاد بعدها إلى باريس فور تنصيب لويس السادس عشر ملكاً لفرنسا، ليتفاجأ بعدها بصدور قرار من حرس القصر بالقبض عليه، ليختفى سان جيرمان مرة أخرى بكل بساطة، ويقال إنه تنقل في أوروبا حتى أعلنت وفاته عام 1784 في ألمانيا،

لكن أكد الكثيرون رؤيته بعدها في القرنين 19 و20، فبعد وفاته بعام واحد زعم البعض رؤيته مع أحد علماء الفلك المعروفين، كما تمت رؤيته أيضا مع الوفد الفرنسي عند توقيع اتفاقية الماسونية العالمية عام 1785، وفي عام 1786، شوهد سان جيرمان كممثل فرنسي في إحدى المسرحيات المقدمة في روسيا ليختفي بعدها مرة أخرى، ويعيد الظهور عام 1821؛ حيث ادعت صديقة قديمة لسان جيرمان تدعى الكونتيسة اديمار رؤيتها له في عام 1789، وفي عام 1815، وكذلك في عام 1821، كما أكدت عدم ظهور فارق السن عليه، حيث ما زال يبدو بمنظره الأربعيني الذي عرفته عليه في صغرها، ومن خلال الحديث معه تأكدت من أنه هو حيث لديه إلمام ومعرفة كبيرة لما كان يحصل في القصور الفرنسية خلال حكم الملك لويس الخامس عشر.

وقال الصحفي والكاتب الإنجليزي ألبرت فاندام في معظم كتاباته إن الكونت سان جيرمان قد يكون غير من اسمه؛ حيث أكد أنه التقى بشخص يحمل نفس المواصفات والشكل الذي عرف به الكونت دي سان جيرمان قبل مئات السنين حسب رسومات له، الاختلاف الوحيد أن الشخص يحمل اسم “ميجور فريزر”، وأنه دراية كاملة لما حصل خلال القرن الثامن عشر في كل من فرنسا وإنجلترا والبلدان التي سافر إليها دي سان جيرمان، وكأنه كان يعيش بينهم.
ليظل الشخص الغامض، المعروف باسم كونت دي سان جيرمان، لغزا غامضا ومحيرا حتى الان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى