أخبار الاقتصاد

قصة نجاح الملياردير المغربي ميلود الشعبي الذي بدأ كراعي غنم

هي قصة أغرب من أفلام السينما الخيالية، إلا إنها حقيقة وقعت وشهدتها المملكة المغربية، فبعد الفقر المدقع، جاء الثراء الضخم، وكأن معجزة تحققت.

من راعي أغنام لا يملك حتى فوق يومه إلى أغنى أغنياء العرب، فر من سخط أبيه هاربا ليعود بعد أعوام محملا بالملايين والذهب وكل ما تشتهيه الأنفس، رجل أعمال وسياسي معروف، اشتهر بتدينه وصنع ثروة فاقت الـ 2 مليار دولار..ما قصة الملياردير العربي راعي الأغنام؟

بدأت قصة نجاح الملياردير المغربي ميلود الشعبي، عندما أكل الذئب خروفا من خرافه، حيث كان يعمل في مقتبل عمره راعيا للأغنام، وخوفا من بطش أبيه وعقابه هرب الشعبي صاحب ال، 15 عاما من بلدته، حيث كان والده شديد الطباع، وقرر الشاب النحيل أن يبحث عن حياة أفضل له ولأسرته، بعد أن ترك الأغنام في منطقة “شعبة” نواحي مدينة “الصويرة” المغربية.

وذهب “ميلود” في البداية إلى مدينة مراكش، لكنه لم يمكث فيها طويلا، حيث عمل بائعا للخضر، قبل أن يشد الرحال إلى مدينة القنيطرة، وعمل فيها في البناء بأجر يومي زهيد، لكن دخوله للعمل في هذا المجال كان بمثابة البوابة التي من خلالها أسس في أواخر عام 1984 أول مقاولة في أشغال البناء والعقارات، والتي تكونت من عاملين فقط.

ومع إصرار “الشعبي” الذي لم يكن بحاجة إلى شهادة جامعية في مجال المال والأعمال، تطورت المقاولة بشكل سريع، وأخذت حياته المهنية في النمو رغم العقبات التي كانت دائما ما يتغلب عليه.

وأسس الشعبي مجموعة “يينا” الاقتصادية والمنتشرة في مجموعة من الدول العربية والإفريقية، يقول عن سر نجاح “يينا هولدينغ” التي تشغل اليوم ما يزيد عن عشرون ألف عامل بأنه “نجاح لقوة الإيمان التي يتمتع بها وثقته في ربه”.

وعرف عن الشعبي تدينه وإحترامه لشعائر الناس فهو مالك مجموعة فنادق “رياض موغادور” المشهورة بعدم تقديمها للمشروبا الروحية، إضافة إلى سلسلة “أسواق السلام” التي كانت تغلق في أوقات صلاة الجمعة.

ويعد “الشعبي” أثرى رجل في المغرب كما صنفته مجلة “فوربس” بثروة تقدر بـ 2,9 مليار دولار، وكان عام 1963 كانت منعرجًا حاسما بالنسبة له، ففي هذه السنة، انتخب رئيساً لغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بالقنيطرة، وقد ساعده ذلك في فهم السوق وحاجياتها، مما جعل ثروته تتضاعف، وتفرعت عن شركته مجموعة من الشركات، خاصة في المجال الصناعي (GPC) المختصة في صناعة الكرتون.

في عام 1987 نال “الشعبي” وساما من درجة فارس، لما قدمه للاقتصاد الوطني من خدمات، كما نال وسام ملكي من درجة ضابط ووسام المكافأة الوطنية من درجة قائد. وفي 2004 اختير الشعبي رجل العام من مجلة ماروك ايبدو، وفي سنة 2011 حصل “الشعبي” على المركز 49 ضمن قائمة أغنى 50 رجل عربي.

وكان الشعبي دائما مرا لمعنى الأسرة وأهميتها، فقال عن ذوجته أنه ما كان ليحقق كل هذا لولا دعم زوجته، حيث كانت تعطينه القوة والصلابة لمواجهة الأزمات الاقتصادية وكان يستشيرها في كل كبيرة وصغيرة بشأن مشاريعه.. فهل شهدت كرم الله؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى