منوعات

سر غضب السوريون من الداعية منيرة القبيسي التي بايعت الأسد

بحجابها الازرق المميز بدأ اسم منيرة القبيسي في الظهور في ستينيات القرن الماضي مع تأسيسها لحركة دينية تهدف إلى نشر “الوعي الديني ” بين النساء ممن يتبعن المذهب السني في سوريا، دون الانخراط في العمل السياسي..وتصاعدت شعبية القبيسيات مع وصول بشار الأسد إلى الحكم عام 2000 فما قصة مبايعتها لبشار الاسد؟ وما مصير جماعتها بعد وفاتها ؟ ولماذا نعاها المعارضون؟

شيّعت العاصمة السورية الداعية الدمشقية منيرة القبيسي إلى مثواها الأخير في حي العفيف الممتد على سفح جبل قاسيون، عن عمر ناهز الـ89 عاماً.

ومنيرة القبيسي ، لطالما شغلت الرأي العام بتأثيرها الروحي الذي امتد من دمشق إلى الكثير من الدول العربية، والأجنبية كمؤسِّسة لأبرز جماعة دينية إسلامية نسائية والمعروفة في سوريا باسم «القبيسيات».

وكان لافتاً في نص نعي الأم الروحية الذي عُلّق على جدران الأحياء الدمشقية، إقامة مجلس عزاء للرجال، فيما تم الاكتفاء بتلقي تعازي النساء عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي ، ونعت وزارة الأوقاف السورية الداعية منيرة القبيسي .

كما نعاها المعارضون للنظام السوري ومن أبرز من نعاها على وسائل التواصل الاجتماعي الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض “أحمد معاذ الخطيب” الذي اعتبرها “مربّية فاضلة تستحق التقدير”، رغم أنها وتلميذاتها لم يفوتن فرصة لدعم النظام حيث بايعنه علانية في المسجد الأموي قبل عدة أعوام.

ونعاها المفكر الإسلامي المعروف الدكتور “عبد الكريم البكار” وقال في نعيها: «فقدت أمة الإسلام اليوم الداعية الدمشقية الأستاذة الفاضلة منيرة القبيسي، التي أسست واحدة من أهم الجماعات الإسلامية في العصر الحديث»

وُلدت منيرة القبيسي عام 1933 في كنف أسرة دمشقية تعمل بالتجارة، وتابعت تعليمها الجامعي وتخرجت في كلية العلوم الطبيعية، ثم سلكت طريق التعليم في مدارس دمشق. ومع بداية عقد الستينيات، أسهم قربها من جامع أبو النور إلى الاتجاه نحو النشاط الدعوي بعد تتلمذها بدايةً على يد الشيخ الراحل ومفتي الجمهورية السابق أحمد كفتارو، عززته بدراسة علوم الدين في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، ثم تركت مهنة التعليم لتتفرغ كلياً لنشاطها الدعوي.

ودون أن تقطع صلتها بالشيخ أحمد كفتارو، استقلت عنه بحركة نسائية تهتم بالتثقيف الديني والوعي الاجتماعي، ملتزمةً بنهجه الوسطيّ، كما جمعت بين التعليم التربويّ التقليديّ في الحلقات والمعاهد الشرعية والتعليم الأكاديميّ.

متأثرةً بنهج الشيخ الراحل محمد سعيد رمضان البوطي، مع التركيز على التربية والروحانيات والشخصية الأخلاقية،وتجنب السياسة والعنف والصدامات مع الأطراف والجماعات الدينية الأخرى في البلاد والاحتكام للقانون والنظام الحاكم.

كما حافظت على علاقات جيدة مع عائلات كبار العلماء ورجال الدين والداعيات، لتكون شبكة علاقاتها النسائية المميزة أحد أهم أسباب تعميق وامتداد تأثيرها في المجتمع الدمشقي النسائي.

حيث نجحت في جذب معظم سيدات دمشق المسلمات إلى حلقات التعليم الديني التي بلغت ذروتها بعد تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة خلفاً لوالده الرئيس حافظ الأسد.

وقُدّر عدد القبيسيات في حينها بأكثر من نصف مليون امرأة دون وجود ما يثبت أو ينفي هذا الرقم سوى ازدياد انتشار ارتداء الحجاب الأزرق الداكن والكحلي الذي عُرفن به.

بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام سنة 2011، انقسم السوريون حول الموقف من منيرة القبيسي وجماعة القبيسيات على خلفية عدم إعلان منيرة القبيسي موقفاً واضحاً من النظام، ومن ثم تأييد الداعيات القبيسيات للنظام عند المسجد الاموي بدمشق.

وبينما يؤيد سوريون وعرب مواقف القبيسيات باعتبار منيرة القبيسي داعيةً وأستاذةً ومربيةً رائدةً في مجال الدعوة النسائية، ينتقد آخرون علاقتها مع النظام.

وظهرت هناك جماعات تابعة لها بشكل أو بآخر، بتسميات مختلفة، رغم عدم وجود أي هيكلية تنظيمية معلنة، ضمن هالة من الغموض والإشاعات تحيط بتلك الجماعات.

حيث اعلن وزير الأوقاف بدمشق، عن عدم وجود ما يُسمى «القبيسيات».. مضيفا إن الداعيات اللواتي ظهرن في وسائل الإعلام المحلية في أكثر من مناسبة، تابعات لوزارة الأوقاف بمهام محددة.

مما يزيد الغموض الذي أحاط بمسيرة منيرة القبيسي ، ويمتد الغموض ليشمل مصير جماعة «القبيسيات» خاصة بعد وفاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى