ثلاثة لاعبين يُشعلون فتيل الأزمة داخل غرفة الملابس، متحدين هانسي فليك بعد الفوز الدراماتيكي على سيلتا فيغو.
انتصار بطعم الأزمة
برشلونة يعيش أزهى فتراته تحت قيادة هانسي فليك، متصدرًا الدوري الإسباني برصيد 73 نقطة، ومؤهلًا لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
انتصار الفريق المثير بنتيجة 4-3 على سيلتا فيغو في الجولة 32 من الليجا، يوم 19 أبريل 2025، عزز آماله في حسم اللقب، لكن الفرحة لم تكتمل.
وفقًا لصحيفة “إل ناسيونال”، اندلعت أزمة داخل غرفة الملابس بسبب استياء ثلاثي الفريق: فيران توريس، أنسو فاتي، وهيكتور فورت، من قرارات فليك الفنية، مما ألقى بظلال من التوتر على استعدادات الفريق لنهائي كأس الملك ضد ريال مدريد يوم 26 أبريل 2025.
فيران توريس: غضب بعد التألق
فيران توريس كان نجم بداية المباراة، حيث سجل الهدف الأول في الدقيقة 12، مؤكدًا دوره كعنصر هجومي فعال.
لكن قرار فليك باستبداله في الدقيقة 59 لصالح لامين يامال أثار غضبه.
توريس عبّر عن استيائه بركل الكرة قرب دكة البدلاء، متجاهلًا محاولات مساعد المدرب ماركوس سورغ لتهدئته.
شعور توريس بأن أداءه كان يستحق البقاء يعكس إحباطه من تقليص دوره رغم مساهماته، خاصة مع إصابة روبرت ليفاندوفسكي التي قد تمنحه فرصة أكبر في المباريات القادمة.
أنسو فاتي: إحباط متراكم
أنسو فاتي، النجم الشاب الذي كان يُعول عليه كثيرًا، عاش ليلة أخرى من الإحباط.
بعد إحماء طويل على خط التماس، لم يشارك فاتي في المباراة، رغم استنفاد فليك لجميع التبديلات.
رد فعله كان عنيفًا، حيث ألقى بقميص الإحماء وركل بعض الأدوات قبل الجلوس غاضبًا على دكة البدلاء.
هذه الحادثة تضاف إلى سلسلة من الإحباطات التي يعيشها فاتي، حيث تراجعت مكانته بشكل كبير، مما يثير تساؤلات حول مستقبله مع الفريق، خاصة مع اهتمام أندية مثل مانشستر يونايتد وإشبيلية بالتعاقد معه.
هيكتور فورت: وعد مكسور
هيكتور فورت، الظهير الشاب، كان الأكثر وضوحًا في تمرده.
وفقًا لتقارير “سبورت”، وعد فليك فورت بدقائق لعب في المباراة، لكن تأخر الفريق في النتيجة أجبر المدرب على تغيير خططه.
بعد صافرة النهاية، رفض فورت مصافحة فليك أو الاحتفال مع الفريق، وانسحب مباشرة إلى غرفة الملابس.
حاول فليك تهدئته بكلمات سريعة، لكن اللاعب لم يتجاوب.
هذا التصرف أثار قلق الجماهير، خاصة أن فورت يُعتبر موهبة واعدة، لكنه يعاني من محدودية الفرص مقارنة بأليخاندرو بالدي وجيرارد مارتن.
تحديات فليك في إدارة الأزمة
هذه الأحداث تكشف عن تحدٍ كبير يواجهه فليك في إدارة غرفة الملابس، خاصة مع اقتراب نهائي كأس الملك.
رغم نجاح تبديلاته في قلب النتيجة أمام سيلتا فيغو، بفضل أهداف داني أولمو ورافينيا وركلة جزاء حاسمة في الوقت القاتل، إلا أن استياء اللاعبين يهدد تماسك الفريق.
تقارير “الجزيرة نت” أشارت إلى أن هذه الأزمة غير مسبوقة هذا الموسم، مما يضع فليك تحت ضغط لإعادة التوازن بين إرضاء لاعبيه والحفاظ على الانضباط.
فليك، الذي أظهر هدوءًا في التعامل مع الحادثة، يحتاج إلى خطوات حاسمة لاحتواء التوتر، خاصة مع تركيز الفريق على مواجهة ريال مدريد.
مستقبل الثلاثي والفريق
وضع فيران توريس يبدو الأقل تعقيدًا، حيث قد يستفيد من إصابة ليفاندوفسكي لاستعادة مكانته.
أما أنسو فاتي وهيكتور فورت، فإن تصرفاتهما قد تعجل برحيلهما، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، خاصة مع وجود بدائل مثل رافينيا ولامين يامال في الهجوم، وبالدي في الدفاع.
إدارة برشلونة، بقيادة خوان لابورتا، تواجه قرارات صعبة لدعم فليك، الذي يسعى لتحقيق الثلاثية التاريخية (الدوري، كأس الملك، دوري الأبطال).
التقارير تشير إلى أن فليك يخطط لاجتماع مع الثلاثي لتوضيح الأمور، مع التركيز على تهدئة الأجواء قبل المباراة المصيرية.
نظرة إلى نهائي كأس الملك
الأزمة الحالية تضيف المزيد من الضغط على برشلونة قبل مواجهة ريال مدريد في نهائي كأس الملك.
فليك يعتمد على قوة هجومية بقيادة ليفاندوفسكي (إذا تعافى)، بيدري، ويامال، لكن التماسك الداخلي سيكون حاسمًا.
برشلونة يتفوق تاريخيًا على ريال مدريد في كأس الملك، لكن الأزمة الداخلية قد تمنح الملكي فرصة للاستفادة.
هل ينجح فليك في لمّ شمل فريقه، أم ستكون هذه بداية تصدع في مشروعه مع البلوغرانا؟
