آخر الأخبار

القاهرة تصالح روسيا وأمريكا..مفاجآت جديدة في محادثات السلاوم النووي

استنئاف معاهدة “نيو ستارت” بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، للسلام النووى من أهم الملفات التى تشغل العالم كله، لاسيما مع التهديد والوعيد باللجوء إلى الخيار النووي وأن اليد على الزر الأحمر، حتى تدخلت مصر لتكون محور محادثات السلام النووي.. ماذا يحدث فى القاهرة؟

النص:
تتحول أنظار العالم إلى القاهرة فى الفترة من 29 نوفمبر إلى 6 ديسمبر حيث تستضيف أهم محادثات تجريها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بشأن السلام النووى، استئناف عمليات التفتيش على المعدات العسكرية النووية، بموجب معاهدة “نيو ستارت”، في وقت دقيق وصل فيه التوتر إلى أعلى مستوياته مع العمليات العسكرية فى أوكرانيا حيث يتم التلويح باستخدام الخيار النووى باستمرار.

ونقلت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم إن المحادثات التي ستجرى في القاهرة “تمثل خطوة أولى لإحياء أجندتي البلدين المشتركة للحد من التزود بالمعدات العسكرية النووية، وذلك منذ أن أوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الحوار مع موسكو على خلفية استهداف أوكرانيا فبراير الماضي”.

واعتبرت المجلة أن المحادثات تكشف مدى رغبة الإدارة الأمريكية في التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن بعض قضايا السياسة الخارجية رغم فرض واشنطن عقوبات على موسكو.

وأشار مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون مطلعون على الأمر للمجلة، إلى أن إحياء محادثات “نيو ستارت” كان “هدفًا للبيت الأبيض ووزارة الخارجية منذ بداية الصيف”، لافتين إلى أن واشنطن تعمل على تحديد موعد مع موسكو منذ “أشهر”.

وكانت روسيا علقت التعاون في عمليات التفتيش التي تصل إلى 18 عملية في السنة، في أغسطس الماضي، وعللت ذلك بالقيود على السفر التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها بسبب العمليات العسكرية في أوكرانيا.

وتحدد “نيو ستارت” التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2011، عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا نشرها، بالإضافة إلى المقذوفات والقنابل القادرة على حمل رؤوس نووية في البر والغواصات.

وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه العام الماضي، اتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تمديد المعاهدة لمدة 5 سنوات إضافية، لتمتد إلى عام 2026 والتي كان أجلها، حينئذ، سينتهي بعد أسبوعين.

يأتي ذلك وسط تصاعد المخاوف من وقوع مواجهة نووية منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، بعد أن ذكّر بوتين العالم بحجم وقوة ترسانة موسكو وحذر من أنه مستعد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لبلاده للحفاظ على “وحدة أراضيها”.

وفي هذا الشأن يؤكد الخبير في الشؤون الدولية الدكتور نبيل رشوان، في تصريحات صحفية، أن معاهدة “نيو ستارت” انتهت ويفترض استئنافها ويمكن أن يتوصل الطرفان الأمريكي والروسي خلال اجتماع القاهرة، إلى اتفاق جديد.

وحول فرص مساهمة المجادثات الأمريكية الروسية فى القاهر بإيقاف الوقائع بأوكرانيا، قال الدكتور نبيل رشوان إنه لا يزال من المبكر الحديث عن انتهاء المواجهات ، لأن أوكرانيا تريد تحقيق شيء مهم على الأرض.

وفسر “رشوان” انسحاب روسيا من خريسون، بأنها أرادت أن تقدم لأوكرانيا الانتصار الذى ترغب به، وبناءً عليه تذهب لطاولة المفاوضات، لكن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أعلن في خطابه بمؤتمر قمة العشرين بإندونيسا شروطًا صعبة، وردت عليه روسيا بقصف شديد للبنية التحتية.

وأكد رشوان أنه في كل الأحوال لقاء روسي أمريكي خطوة مهمة، لأن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، قال إن الرئيس زيلينسكي ينفذ التعليمات الغربية بدقة، وكان يأمل في لقاء روسي أمريكي.

وعلى جانب آخر حذر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، من أن الصين وروسيا تسعيان إلى عالم تُستخدم فيه القوة لحل النزاعات، وتعهد بأن تواصل الولايات المتحدة الدفاع عن المبادئ الإنسانية والقانون الدولي.

وقال وزير الدفاع الأمريكي في “منتدى هاليفاكس الدولي” للأمن في كندا، إن بكين وعلى غرار موسكو، تسعى إلى عالم الغلبة فيه للأقوى، وتحل فيه النزاعات بالقوة، ويمكن فيه للحكام المستبدين أن يطفئوا شعلة الحرية”.

وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أن المواجهة التي تقودها موسكو على كييف سلّطت الضوء على التحدي الذي نواجهه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تدفع “الصين” أيضا باتجاه بعيد جدا عن رؤيتنا لنظام دولي حر ومستقر ومنفتح”.

وأكد أن أنشطة الصين حول تايوان استفزازية بشكل متزايد، لاسيما مع تحليق طائرات صينية على مقربة من الجزيرة بشكل شبه يومي، وتنفيذها عددا من عمليات الاعتراض الخطيرة لطائرات الأمريكيين والحلفاء.

وتعتبر واشنطن الجهود التي تبذلها الصين لإرساء واقع جديد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التحدي الأكبر الذي تواجهه الولايات المتحدة.

وأشارت استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية التي نُشرت الشهر الماضي، إلى أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا يسلّط الضوء على “التهديدات الحادة” التي تشكّلها موسكو، والتي تعمل واشنطن على ردعها.

ربط أوستن في وفي خطابه بين التحديين، وقال إنه إذا تمكنت دولة ما من الإفلات من المحاسبة عن الانتهاكات، ستحذو حذوها دول أخرى.

تستضيف القاهرة قمة السلام النووى بين روسيا وأمريكا، في عالم تكون فيه الغلبة للأقوياء سواء أمريكا أو روسيا أو الصين، ولا تقوى فيه شوكة الضعفاء ويكون الخيار النووى هو التهديد والوعيد، لذلك كان لابد من الوصول إلى اتفاق في القاهرة على استمرار معاهدة نيو ستارت لمنع انتشار الرؤس النووية.. فهل تصلح القاهرة بين روسيا والصين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى