آخر الأخبار

رسالة العرب إلى أديس أبابا تحقق هدفها فماذا قالت أديس أبابا؟

يبدو أن بيان القمة العربية، ووجود موقف عربي موحد تجاه مساندة مصر في أزمة سد النهضة أصاب أديس أبابا بالارتباك، لاسيما أن الموقف العربي الموحد يضع علاقات أديس أبابا مع عدد من الدول العربية في خطر ويضعها في موقف محرج في المحافل الدبلوماسية، فاضطرت خارجيتها مسرعة إلى إصدار بيان متناقض بشأن سد النهضة.. ماذا قالت أديس أبابا؟

تصعيد مستمر ومناورة لا تتوقف.. فالمراوغة مدرستها الدبلوماسية والهروب من المواقف المسئولة منهجها.. أديس أبابا تواصل تصعيدها في أزمة سد النهضة ومناوراتها المستمرة منذ نحو 12 عاما في التوصل لاتفاق قانوني وملزم بين أديس أبابا بشأن ملء وتشغيل السد مع دولتي المصب مصر والسودان.. بيانها الأخير الذي ردت به على موقف جامعة العربية من أزمة سد النهضة نموذج لسياسة مستمرة منذ 12 عاما.. فلماذا ارتبكت أديس أبابا بعد بيان قمة العرب؟

في بيان هو قمة التناقضات أسرعت الخارجية الإثيوبية لإصدار بيان ردًا على مخرجات القمة العربية، حيث زعمت أن بيان القمة العربية بجدة بشأن سد النهضة، محاولة من أجل الضغط على إثيوبيا، عبر جامعة الدول العربية، زاعمة أنها تواصل العمل لاحترام مبدأ الاستخدام العادل والمعقول لمياه نهر النيل.

والغريب أن تصريحات أديس أبابا جاءت بعد أن شهد ملف قضية سد النهضة العديد من المحاولات الفاشلة بحثا عن حل ودي للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل، في الوقت الذي تدعي فيه إثيوبيا استعدادها لحل تفاوضي.

وللرد على الرد الإثيوبي المغلوط بشأن قرار القمة العربية الداعم لحقوق دولتي مصر والسودان في حقوقهما المائية المشروعة ويكفلها القانون الدولي، انتقد الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، الأكاذيب الواردة في بيان الخارجية الإثيوبية، قائلا في تصريحات إعلامية له: إن مطلب مصر الدائم هو العودة للمفاوضات من أجل التوصل لاتفاق عادل وملزم يرعى المصالح للدول الثلاث “مصر والسودان وإثيوبيا.

وشدد “شراقي” على أنه لا يوجد إثبات أفضل لحسن النوايا من جانب مصر أكبر من توقيعها بالأحرف الأولى على مسودة اتفاق واشنطن 2020، والذي وافقت عليه إثيوبيا والسودان، خلال التفاوض، قبل أن تتراجع أديس أبابا يوم التوقيع الرسمي.

كما رد الخبير المصري عباس شراقي على الخارجية الاثيوبية، قائلاً إن إثيوبيا ظلت لا تراعي المخاوف المصرية والسودانية طوال المفاوضات الطويلة.. فكيف ذلك وقد شرعت في الملء الأول ثم الثاني والثالث وتتجه للتخزين الرابع بعد أسابيع هذا العام، دون التوصل لاتفاق قانوني يحقق مصالح الدول الثلاث، وهو ما ترتب عليه قلة مياه النيل الأزرق بالسودان وتوقف محطات مياه شرب رئيسة عن الخدمة، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بإدارة السدود في السودان قطاع الزراعة المصري.

كما استنكر “شراقي” التصريحات الإثيوبية على قرار القمة العربية، مستنكرا بالتساؤل: هل كانت تنتظر الحكومة الإثيوبية من جامعة الدول العربية، تأييد سياساتها الأحادية بشأن ملي وتشغيل السد وما يترتب عليه من إضرار بحقوق مصر والسودان المائية كي تصاب بخيبة أمل من القرار؟!
واختتم حديثه قائلا: إن التباحث العربي حول مسألة سد النهضة الإثيوبي، لا يمكن أن يتعارض مع دور الاتحاد الأفريقى أو أي منظمة دولية، مذكرا بمناقشة الملف نفسه في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وأيضا جامعة الدول العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى