آخر الأخبار

سر الخلاف الكبير بين الجزائر والمغرب على الطريقة التيجانية وكيف يحاولون استغلالها؟

ولد مؤسسها في الجزائر وفارق حياته بالمغرب، طائفة تتنازعها دولتا الجزائر والمغرب، ويحاول كل منهما اجتذابها لصفه واستغلالها لمصلحته.
أحفاد مؤسسها في نزاع دائم حول تحديد الهوية، وتسببت في خلافات كبيرة بين الجارين، بين مقاطعة مؤتمرات، واتهامات بسرقة الهوية، الطائفة التيجانية، ما هي؟ ولماذا تثير نزاعا بين الجارين الشقيقين؟

 تنظيم الجزائر ومقاطعة المغرب

في بداية الثمانينيات حاولت الجزائر تنظيم أول ملتقى دولي للطائفة التيجانية، ليسارع بعدها ملك المغرب الحسن الثاني ويقوم بمناورة دبلوماسية عن طريق إرسال وزير أوقافه جولة طويلة اتصل فيها بكل شيوخ ومقدمي الطريقة التيجانية في قارة إفريقيا ويقنعهم بمقاطعة الملتقى الجزائري، وبالفعل استطاع أن ينجح في ذلك.

 تنظيم المغرب ومقاطعة الجزائر

ثم ما لبثت الجزائر أن ردت للمغرب صنيعها، وقامت بمقاطعة مؤتمر المغرب لاستضافة منتسبي الطريقة التيجانية، وبإيعاز من السلطة الجزائرية، قاطع تيجانيو الجزائر المؤتمر واتهموا الملك بخطف الطريقة التيجانية منهم، وادعوا أن التيجانية هي طائفة جزائرية ولا علاقة للمغرب بها.

أصل الصراع

فما هو سر هذا الصراع الدائر على الطائفة التيجانية؟ وماهي المكاسب التي سيحققها الأطراف المتنازعة من استمالة الطائفة التيجانية؟
يعود أصل الطائفة التيجانية إلى مؤسسها وشيخها “أحمد التيجاني” الذي ولد بالجزائر وفارق الحياة بالمغرب وكان يطلق عليه خليفة التيجانيين بالعالم.
والآن وبعد رحيله، فكل دولة من الدولتين تتدعى أن لديها خليفته، فالجزائر تقول أن محمد العربي هو الخليفة، والمغرب تقول أن “محمد الكبير التيجاني” هو خليفة التيجانيين بالعالم.
ويرجع البعض سر التمسك بـ”خلافة التيجانيين” بين الدولتين إلى المكاسب السياسية التي تسعى كل دولة تحقيقها، وخصوصا في قضية الصحراء المغربية.
وأن كلا الدولتان تحاولان استغلال الدبلوماسية الدينية لبسط نفوذهما في جنوب وغرب إفريقيا، وهي دول تحتوي على أعداد ضخمة من الطائفة التيجانية.

مكاسب المغرب

وقد ظهر ذلك جليا من خلال اكتساب البنوك وشركات التأمين المغربية أهمية كبرى في المناطق التي تشهد حضورا للطائفة التيجانية.
وبحسب التقارير فإن 3 بنوك مغربية تستحوذ على أكثر من 35% من السوق المحلية في ساحل العاج، كما أن هناك شبكة بنوك أخرى تغطي 24 بلدا إفريقيا.
أما على الجانب السياسي، فقد استطاع الملك الراحل الحسن الثاني أن يتقنص دعما ثمينا من في نزاعه حول الصحراء مع الجزائر، خصوصا من التيجانيين السنغاليين والذين يمثلون الأغلبية الساحقة من مسلمي السنغال.
وامتد النفوذ المغربي عبر الطائفة التيجانية إلى دولة نيجيريا، فعندما قام رئيس نيجيريا الأسبق بابانغيدا بالاعتراف بـ “البوليساريو” استغل الحسن الثاني نفوذ الطائفة التيجانية ليعيد الأمور إلى نصابها.

مكاسب الجزائر

أما عن الجزائر فقد استطاعت هب الأخرى الجزائر استغلال الطائفة التيجانية لمصلحتها، عبر قيام الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة باستغلال دعم الطائفة التيجانية في كسب نزاعاته السياسية، خلال فترة حكمه والتي بلغت 20 عاما.
ووصل بنفوذ الطائفة التيجانية في الجزائر أن أصبح لها دور قوي في تعيين مسؤولين في الوصول إلى هرم السلطة في البلاد.
وفي النهاية، ما رأيكم في الصراع الدائر بين الجزائر والمغرب ومحاولة كل طرف اجتذاب الطائفة التيجانية لصفه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى