الدين والحياة

فعلة معاوية الكبرى وحقيقة صلاته الجمعة يوم الأربعاء!

لماذا يكره الشيعة معاوية بن أبي سفيان ؟ أليس هو خليفة رسول الله ومؤسس اكبر دولة إسلامية وهي(الدولة الأموية) ؟
ليست الشيعة وحدهم تكره معاوية بن أبي سفيان فحسب بل ان معظم المسلمين وخاصةً العلماء والمثقفين والمطلعين على التاريخ لهم نفس الرأي في معاوية ! ما السبب وهل نال الخلافة بحد السيف وحاكى بزخ ملوك الروم وقضى على الألوف ! ما حقيقة انه صلى الجمعة يوم الاربعاء ؟ ما قصته مع الشيعة ولماذا يكرهونه ؟

هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، وأسلم قبل فتح مكة، تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: «إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه».

ولاه أبو بكر الصدّيق ، قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت.

ومع خلافة عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) ثم ولّاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له.

وبعد حادثة مقتل عثمان أصبح علي بن أبي طالب الخليفة فنشب خلاف بينه وبين معاوية حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي عليًا فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية عام 41 هـ وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمةً له.
الاغرب أن بعض الكتابات نالت من معاوية وروج لها الشيعة منها :

ما كتبه أبو عثمان الجاحظ في رسائله زاعما : ان معاوية استولى علي الملك واستبدّ على بقية أهل الشورى ، وعلى جماعة المسلمين من المهاجرين والأنصار ، في العام الذي سمّوه عام الجماعة ، وما كان عام جماعة ، بل عام فرقه وقهر وجبرية وغلبة ، والعام الذي تحوّلت فيه الإمامة ملكاً كسروياً ، والخلافة غصباً قيصرياً

و زعم الدكتور حسن إبراهيم حسن ، الكاتب المعروف في تاريخ الإسلام : ان معاوية نال الخلافة بحد السيف تارة وبالمكيدة والسياسة تارة أخرى .

وكتب الطبري وابن الأثير عن الحسن البصري ، قالوا : أن اربع خصال كنّ في معاوية، لولم تكن فيه الاّ واحدة لكانت موبقة ، ومن هذه الخصال :استخلافه بعده ابنه يزيد سكّيراً خميراً، يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير، وايضا ، اصطنع لنفسه بلاطاً ملوكياً ضخماً ملئ بضروب لتشريفات، وكان منه ذلك تقليداً لملوك الروم الشرقين.

وزعموا كذلك ان معاوية كانت له عدّة زوجات ، واحدة منهنّ ابنة أحد مسيحي الشام، وكان من بين ندمائه و مشاوريه الكثير من المسيحيين.

لكن المثير ما قاله اليعقوبي ، ان معاوية قتل محمد بن ابي بكر الذي كان والياً على مصر من قبل الأمام علي ،وتحريقه بعد ان وضع في جوف حمارا ميتا ، وانه صلى الجمعة يوم الاربعاء! لكن كيف ؟

أصل القصة ، إنّ رجلاً من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حال منصرفهم عن صفّين، فتعلّق به رجل من دمشق، فقال: هذه ناقتي أخذت منّي بصفّين.

فارتفع أمرهما إلى معاوية، و أقام الدمشقي خمسين رجلاً بيّنة يشهدون أنّها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي و أمره بتسليم البعير إليه، فقال الكوفي: أصلحك اللَّه إنّه جمل و ليس بناقة، فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، و دسّ إلى الكوفيّ بعد تفرّقهم فأحضره، و سأله عن ثمن بعيره فدفع إليه ضعفه، و برّه و أحسن إليه، و قال له: أبلغ عليّا أنّي أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرّق بين الناقة و الجمل.

و لقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له أنّه صلّى بهم عند مسيرهم إلى صفّين الجمعة في يوم الأربعاء، و أعاروه رءوسهم عند القتال، وفق كتاب مروج الذهب .

أهل السنة من جانبهم ، نفوا الكثير عن ما أشيع عن معاوية والذين يلقبونه بخال المؤمنين، ويذكرون أنه كان بعد إسلامه يكتب الوحي بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فكيف ان يفعل كل هذا !

وانتم ماذا ترونون في قصة معاوية .. ظالما ام مظلوما ؟ شاركونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى