تمر العلاقات الروسية الأوروبية بأسوأ مراحلها على المستوى السياسى والاقتصادي وقد ترقى إلى مرحلة العداء المباشر، بعد الخطوة الروسية في أوكرانيا، ويبدو أن ميادين المواجهات بين روسيا وحلف الناتو تمددت لتشمل مساحات وأراضي أكبر، فبعيدًا عن ما يحدث في أوكرانيا، كانت هناك مواجهة عسكرية في البحر المتوسط، كادت أن تكون بمثابة الشرارة التي تشعل الملحمة العالمية الثالثة.. ماذا حدث أمام السواحل المصرية؟
تكررت المواجهات العسكرية بين روسيا وبريطانيا، خلال الأشهر الأخيرة، بعد اندلاع المواجهات في أوكرانيا، لكن غالبيتها كانت تقع في النصف الشمالي في الكرة الأرضية، أما المواجهة الجديدة التي كشف النقاب عنها أخيرًا وقعت في قلب الشرق الأوسط، وتحديدا في المياه الدولية قبالة سواحل مصر.
فماذا حدث؟
ووثقت الكاميرات لحظات دراماتيكية حلق فيها سرب من الطائرات العسكرية الروسية، بالقرب من حاملة الطائرات البريطانية “كوين إليزابيث”، التي كانت في المياه الدولية أمام سواحل مصر في طريقها إلى قناة السويس.
وكشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن الحادثة وقت في يونيو 2021، أثناء تصوير فيلم وثائقي على متن حاملة الطائرات البريطانية.
وكان الفيلم الوثائقي الذي أعدته “بي بي سي” بعنوان “رحلة المهمة” يروي قصة إبحار حاملة الطائرات “كوين إليزابيث” لمدة سبعة أشهر نحو الشرق الأقصى.
وكشفت الصحفية، أنه أثناء تصوير، اقترب سربا من طائرات عسكرية روسية مكون من 3 طائرات، اثنتان منها على الأقل من طراز “سوخوي-24” رُصدت في لقطات الفيديو، حيث كانت تتجه صوب القطعة البحرية التي بلغت تكلفة صناعتها نحو 4 مليارات دولار.
ويبدو أن الطائرات العسكرية الروسية، اقتربت بشكل ملحوظ من السفينة البريطانية، باندفاع كبير حيث كانت على وشك إحداث “كارثة دبلوماسية”.
وفي ظل هذه الأجواء التي اقتربت فيها الطائرات العسكرية الروسية إلى مسافة قريبة (كيلومترات معدودة)، بدا أن طاقم السفينة البريطانية الذي يبلغ 1500بحار أخذ وضع الاستعداد للمواجهة الوشيكة.
ووضعت طائرات “إف-35” على متن الحاملة في وضع جاهز للإقلاع.
اشتعلت الأمور فجأة على متن حاملة الطائرات فمنذ دقائق معدودة كان يتم تصوير فيلم والآن أصبحت مهمة الجميع على متن حاملة الطائرات الاستعداد للمواجهة التي قد تكتب نهاية العالم بين أحد أكبر القوى النووية في العالم.
وقال ضابط في البحرية البريطانية كان على متن الحاملة: “لدي 3 طائرات عسكرية روسية على بعد 9 كيلومترات.. بصريا يبدو أنها تقترب نحونا”.
وأجرى ضابط في البحرية البريطانية اتصالا مع الطيارين الروس عبر اللاسلكي قال فيه: “ابتعدوا فورا وإلا سأتخذ إجراءً ضدكم”.
ولم يرد الطيارون الروس على التحذير، وبعد فترة وجيزة ابتعدوا عن حاملة الطائرات البريطانية.
وبحسب مسؤول بريطاني، فهذه واحدة من المواجهات التي كانت “كوين إليزابيث” طرفا فيها مع القوات الروسية في مناطق شتى من العالم، مؤكدًا أنه لم يجر أي “تبادل عدائي” بين الطرفين، ومع ذلك أكد أنه بلاده لن تسمح بأن تحلق أي طائرة لدولة أخرى فوق حاملة الطائرات دون الدفاع عنها.
تحركات الطائرات الروسية بشكل استفزازي ضد قطع عسكرية تابعة للناتو أو على الحدود المشتركة هو أحد الأمور الخطيرة التي تلعب فيها روسيا بالنار مخاطرة، برد عسكري غير مقصود قد يؤدي إلى اشتغال الملحمة العالمية الثالثة بين أكبر القوة النووية في العالم؟