آخر الأخبارثقافة ومعلومات

قبلات مسروقة !!..السر وراء خناقة القصر الملكي بين الملك فؤاد وحكومة سعد زغلول

وصفهم بالهلافيت لأنهم نسوا أن يقوموا بالانحناء وتقبيل يده الشريفة بحسب معتقده بعد أن انتشلهم من ظلمات القاع ليرفعهم إلى سدة المجد، فما هي قصة مشاحنة الملك فؤاد مع سعد زغلول بسبب وزراء الحكومة وهل قام زعيم الآمه بمنعهم من تقبيل يد الملك بالفعل ..إذا أردت أن تعرف المزيد فتابعنا

خلال جلسة من الجلسات الافتتاحية للبرلمان المصري في عهد الملك فؤاد، والذي خرجت منه حكومة وفدية برئاسة سعد زغلول، حدث من الوزراء وزوجاتهم مواقف أغضبت الملك وزوجته بشدة حيث دعت الملكة نازلي زوجات الوزراء لحضور حفلة افتتاح البرلمان، وجاء في الدعوة أن تحضر السيدات وقد ارتدين «اليشمك»؛ لكن أغلبهن كن من الفلاحات أو من بنات الشعب اللاتي لا يعرفن اليشمك المكتوب في الدعوة الملكية.

وبحسب رواية الأستاذ الراحل مصطفى أمين في كتابه «من واحد لعشرة»، سارعت السيدة صفية زغلول لإرسال هدية بركات زوجة الدكتور بهي بركات لتعليم زوجات الوزراء الطريقة «العويصة» لارتداء اليشمك، غير أن زوجة وزير الزاعة فتح الله بركات باشا رفضت وضع هذه «المسخرة» على وجهها وتغيبت عن الحفل.

الوزراء لم يكونوا أحسن حالا من زوجاتهم فثوب التشريفة الكبرى يقتضي ارتداء بدلات سوداء موشاة بالقصب وتتدلى منها سيوف نحاسية وأن يضعوا فوقها الأوسمة والنياشين التي منحها الملك لهم، وجرى تخصيص الخياط الإيطالي ديليه لتعريفهم بكل ذلك.

وعندما حل صباح يوم افتتاح البرلمان كان وزراء الشعب قد نسوا تعليمات مسيو ديليه الخياط، فارتدى أحدهم الوشاح بالمقلوب، وعلق وزير آخر السيف إلى يساره بدلا من يمينه، ووضع وزير ثالث الوسام تحت عنقه بدلا من أن يعلقه على صدره وذعر الوزراء القدام من مشاهد زملائهم الجدد وصحبوهم إلى غرفة جانبية في مجلس النواب وبدأوا يرتبون قيافتهم.

في هذا اليوم حدث سلسلة من المشاكل التي لم تتوقف عند هذا الحد؛ بل إن الملك فؤاد أن وزراء الحقانية محمد سعيد باشا والمالية وتوفيق نسيم باشا والأوقاف أحمد مظلوم باشا قبلوا يده، أما باقي الوزراء الوفديين فاكتفوا بالانحناء وصافحوه مباشرة.

تجهم وجه الملك فؤاد في تلك اللحظة بصورة عابثة واعتقد أن سعد زغلول هو الذي أمر الوزراء من أعضاء الوفد ألا يقبلوا يده، واستدعى توفيق نسيم باشا وقال له: «إنني سكت لأن سعد باشا لا يقبل يدي لأنه أكبر مني سنا، ولأنه يتصور أنه فوق البشر، ولكنني لا أسكت على أن يرفض الوزراء الهلافيت تقبيل يدي».

أكمل الملك حديثه الغاضب: «إن جميع رؤساء حكومات ووزراء مصر يقبلون يدي منذ جلست على العرش.. إن هؤلاء الوزراء الذين أظهروا قلة الأدب هذه هم الذين كانوا أفندية وبكوات وجعلتهم باشوات فهل هذت جزائي؟»

أبلغ نسيم باشا الرسالة لسعد باشا زغلول، فسارع الأخير بالرد: «لم أصدر للوزراء أمرًا بعدم تقبيل يد الملك، ولو كنت أصدرت مثل هذا الأمر لكنت أصدرته لك أنت ومحمد سعيد باشا ومظلوم باشا، ولكن لو سألني الوزراء: هل يقبلون يد الملك أم لا.. لقلت لهم إنني عندما كنت وزيرًا في عهد الخديوي عباس لما أقبل يده، وعندما كنت وكيلا للجمعية التشريعية في عهد السلطان حسين لم أقبل يده، ولتركتم أحرارًا في أن يقبلوا يده أو لا يقبلونها فإنني لا أفرض الكرامة على أحد».

وبكلمات حازمة، أضاف سعد باشا: «أما إذا كان الملك يريد أن يشتري الوزراء بألقابهم فإنني لا أمانع أن يجردهم من هذه الألقاب وأنا مستعد لأن اقترح تلقيدا دستوريا بأن يكون الوزراء بلا ألقاب ما داموا أعضاء في البرلما.. قبل للملك أن تقبيل الأيدي ليس دليلا الإخلاص.. فقال توفيق نسيم باشا إن الملك يقول إن التقاليد في إنجلترا أن يقبل رئيس الوزراء والوزراء يد الملك».

 

وفي الختام هل تعتقدون أن ما وقع في هذا اليوم كان من تدبير سعد باشا زغلول بطريقة غير مباشرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى