آخر الأخبار

إضراب نووي ببريطانيا يضع الكوكب في خطر فما القصة؟

بين أزمات اقتصادية وسياسية تعيش المملكة المتحدة أصعب أوقاتها جراء تداعيات الوقائع الروسية الأوكرانية، إلا أن الخطر جاء هذه المرة من الداخل، فثالث أكبر ترسانة نووية معطلة فى وقت تزداد فيه التهديدات باستخدام الخيار النووى.. فماذا حدث؟

تمر القارة العجوز بوقت دقيق فى تاريخها فى ظل تداعيات الوقائع الروسية الأوكرانية فى شرق أوروبا، جراء ارتفاع أسعار الغاز وارتفاع التضخم الذى ضرب اقتصاد دول القارة العجوز.

وما بين اضرابات فى لندن بسبب ارتفاع نسبة التضخم وانخفاض القوى الشرائية، كان الضربة الأقوى للإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس من العمال الذين يصنعون الرؤوس الحربية النووية للمملكة المتحدة لتضع الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس فى خطر على الأمن القومى من الخارج بالإضافة إلى تأمين المقذوفات النووية من أى تداعى أو إجراء غير مناسب خلال التخزين.

حيث سيجري ما يقرب من 2000 موظف في مؤسسة الأسلحة الذرية (AWE) – وهي شركة تطور وتخدم الرادع النووي- اقتراعًا بشأن الإضراب الصناعي لمدة أسبوعين اعتبارًا من 24 أكتوبر. يأتي ذلك بعد أن رفض موظفو الشركة التي يقع مقرها في بيركشاير زيادة في الأجور بنسبة 5٪ ومبلغ إجمالي إضافي.

وتمتلك بريطانيا 180 رأس نووى، فى الترتيب الثالث بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حيث تنشران أكثر من 1300 رأس نووي.

ويمكن لموظفي مؤسسة الأسلحة الذرية الانضمام إلى عمال السكك الحديدية والبريد والمحامين والممرضات والعديد من المهن الأخرى فى اضرابهم بسبب أزمة انخفاض الأجور وسط أزمة تكلفة المعيشة.

وقال مايك كلانسي، الأمين العام لاتحاد بروسبكت الذي يقود التصويت: “إن الحفاظ على الرادع النووي للمملكة المتحدة بأمان عملية معقدة ومرهقة للغاية وتتطلب مستوى عالٍ للغاية من التفاني والتدريب على جميع المستويات. وواصل : “يجب أن يجتذب مستوى متناسب من الأجور واحترام هؤلاء الموظفين الذين يحافظون على أمن البلاد”.

ويأتى هذا الإجراء فى ظل تداعيات سياسية كبيرة، لاسيما بعد استقالة رئيس الوزراء ليز تراس والتى لم تبقى فى الحكم أكثر من 44 يومًا، إذ أثرت خطتها الاقتصادية السيئة على فرص بقائها فى الحكم وأراد حزبها قبل حزب المعارضة التخلص من وجودها فى الحكم.

ومع بلوغ التضخم أعلى مستوى في 40 عامًا عند 10.1٪ في سبتمبر ، يواجه معظم العمال حزم رواتب غير قادرة على مواكبة الأسعار المتصاعدة.

التداعيات التى أصابت الاقتصاد البريطانى جاءت بفعل ارتفاع أسعار الطاقة، بعد توقف إمدادات الغاز، والتى تسببت بإفلاس آلاف الشركات البريطانية فى عام 2022.

اضراب موظفو مؤسسة الأسلحة الذرية، هو الأخطر من نوعه بين سلسلة طويلة من قوائم القطاعات التى بها اضرابات، لاسيما أنه سيترك الردع النووي البريطانى فى مهب الريح فى وقت دقيق خرجت فيه التهديدات باستخدام الخيار النووى عند أعلى مستوياتها ما يهدد الردع النووى البريطانى والذى يعد القوى النووية رقم 3 فى العالم.. فهل تنجح بريطانيا فى كبح جماح الإضرابات التى تهدد مستقبلها أم تدخل فى النفق المظلم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى