ثقافة ومعلوماتمنوعات

سر القرية اليمنية التي لا يبصر أهلها إلا بالليل

أغلب الناس يهابون من العيش في الظلام حتي لو كان الأمر اختياريا، فما بالك بقرية كاملة يعيش أهلها في الظلام إجبارياً و هي قرية لم ينعم بنعمة الإبصار إلا في الليل حيث الظلام الدامس ماذا تعرف عن قرية الخشبة؟

على بعد بعض الكيلومترات جنوب غرب العاصمة اليمنية صنعاء في منطقة بني الحسن التابعة لمحافظة حجة تجد قرية صغيرة تدعى الخشبة يحيط بها جبل كبير تنتظر زائريها وفي مغامرة لاكتشافها من الخارج فتجدها قرية طبيعية يحتضنها ضوء الشمس الذي يغطي كافة أطرافها في مظهر ملفت لتقرر اكتشافها عن قرب أكثر

لكن مع خطواتك الأولى داخل القرية تجد عددا صغيرا من البيوت المصنوعة من الطين والقش لتعتقد أنها بيوت مؤقته لجماعة من الناس خاصة وأن لا حركة نشاط داخلها وكأنها مهجورة.

غير أنه فجأة تخرج أصوات الأطفال داخل هذه المنازل والأمهات والآباء معلنين عن وجود حياة داخل هذه القرية ومع الانتظار لفهم اللغز فمن الطبيعي أن يكون النشاط النهاري في العمل وخارج المنازل يخيم الليل على القرية لتجد الحركة تدب في قلب القرية وكأن الحياة تزورها ليلا فقط ومع الاستمرار في التفكير كيف لهؤلاء سكان القرية أن يعكسوا مسيرة الحياة ليكون النشاط ليلا أما السكون والراحة فتكون نهارا لتجد ما هو أكثر إثارة في هذه القرية وهو «العمى النهاري».

ففي ظاهرة نادرة لا يبصر أهل قرية الخشبة إلا في الليل، و لايتمتعون بنعمة الرؤية في النهار فالسكان لا يمكنهم الإبصار إلا ليلاً في الظلام الدامس، فلا يستطيعون الرؤية نهاراً مع بزوغ الشمس وتحسن حالتهم البصرية مع غروبها.

ووسط حالة من الغرابة والدهشة طالت سكان القرية الخزنة توصل الأطباء والعلماء و الباحثون إلى أن سبب هذه الظاهرة هو اضطراب وراثي بالرغم من عدم وجود أية تقارير عن حالات مشابهة في اليمن فأهل هذه القرية على وجه الخصوص و بشكل استثنائي بعيدا عن باقي مناطق اليمن.

و تبين للعلماء و الأطباء من خلال البحث أن سكان هذه القرية يعانون من مرض في مستقبلات شبكة العين هذه المستقبلات هي المسؤولة عن استقبال الضوء، ففي كل عين من عيون أي انسان هناك نوعان من المستقبلات أحدها يكون مسؤولا عن استقبال ضوء الليل و الآخر مسؤول عن استقبال ضوء النهار.

و أهل قرية الخزنة لا يملكون 5% فقط من هذه المستقبلات القادرة علي امتصاص أشعة الشمس لذلك لا يكون أهل هذه القرية قادرين علي الرؤية في أثناء النهار، والغريب أنه لا يوجد أي علاج إلى الآن لهذه الحالة سوى إجراءات وقائية بارتداء النظارات الشمسية الطبية أثناء النهار للرؤية بدون أضرار و الاستمتاع بحياة طبيعية خلال النهار.

ويذكر أحد سكان قرية الخزنة أن هناك أكثر من 40 أسرة أصبحوا غير قادرين علي الرؤية في القرية، بسبب مشكلة خاصة بمستقبلات الشبكية الخاصة بالعين ويحتاج إلى عمليات بأسعار باهظة.

أخيرا أشار إلى أن المولود يولد مبصرا و بعد سن السادسة من عمره لا يكون قادراً علي الرؤية حيث يقول الأطباء بأن الطفل يولد مصابا بالجينات ولكنه في عمر السادسة يكتشف أنه لا يستطيع القراءة وأنه مصاب بالمرض نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى