منوعات

لغز قبيلة أسارو السائرون في الظلام وأغرب المعلومات عنهم

حركتهم في الغابة مثل المد والجزر البطئ.. خطواتهم غير محسوسة.. وأجسادهم مغطاة بالطين وعلى رأسهم أقنعة الخوف الضخمة.. أحد رجالهم يقف لفترة وجيزة على حافة الغابة ثم يختفي كأنه لم يكن موجودا من قبل.. هنا السائرون في الظلال أغرب قبائل بابوا غينيا الجديدة…. ماهي قصتهم؟

تزيد قبائل جزيرة بابوا غينيا على 150 قبيلة كل قبيلة لها مظهرها المميز الذي تعرف به بين القبائل فيأخذون من الطبيعة المحيطة بهم ومن ثقافتهم الممتدة على مدار مئات السنين مظاهر حياتهم ولبسهم وكل ما يميزهم عن غيرهم فتجدهم يرسمون أجسادهم بألوان مثل الطيور الغريبة التي يتشاركون معها الغابة.

ولكن يوجد هؤلاء وتوجد قبيلة «أسارو» السائرون في الظلال يأتون إليك بأقنعتهم المرعب فجأة دون أن تشعر كأنهم خرجوا من تحتالأرض أو هبطوا من السماء لتظن أنه آخر يوم في الحياة، حيث يدهنون أجسادهم بالطين وهم الأقل زينة وسط القبائل، ويظهرون ملطخون بالطين الأبيض من الرقبة إلى أخمص القدمين، كما يحتفظون بأمر واحد وهو المشي ببطء شديد وبحذر أشد.

فهم ينظرون باستمرار إلى اليسار واليمين والخلف، فهم جاهزون لأي شيء قد يحدث وأي طارئ قد يهددهم.. أدواتهم العسكرية دائما جاهزة، ولا يتكلمون كثيرا ويلتزمون الصمت دائمًا.

للوهلة الأولى قد تشعر وكأنهم قادمون من أحد أفلام الرعب، لكن دهن أجسادهم بالطين يعبر ببساطة عن ارتباطهم بالأرض للتي يعيشون عليها، وعلى الرغم من أن بعض القبائل تلجأ إلى دهن اجسادهم بالطين ضمن استعداداتهم للذهاب للغارات العسكرية فإن قبيلة أسارو تفعل ذلك لتجنب المواجهة من الأساس.

تنشتر قبلية أسارو المعروفة أيضا باسم هولوسا أي «السائرون في الظلال» في المرتفعات الشرقية لبابوا غينيا الجديدة، والأغرب أن رحلات السفاري والسياح كانوا يمرون عليهم عن غير قصد، ولم يعلموا أنهم فاتهم للتو أشهر سكان الجزيرة.

وتتميز قبيلة اسارو بالأقنعة المرعبة والمصنوعة من الطين، والتي بدأت قصتها منذ حوالي قرنين من الزمان، حيث كان أعضاء قبلية أسارو خجولين، لكن في أحد الأيام تعرضت قبليتهم لاستهداف من قبلية أقوى فهربوا إلى نهر أسارو القريب، وعندما وصل مهاجموهم إلى النهر وجدوا تماثيل مغطاة بطين النهر الأبيض والرمادي، معتقدين أنهم واجهوا أرواح للقبلية التي جعلوهم ضحايا وفر المعتدون في حالة ذعر مشوشة.

وعندما أدرك سكان القبيلة ما حدث، وأن الطين تسبب في رعب القبيلة الأقوى، قررت قبلية أسارو استهداف تلك القبيلة فغلفوا أجسادهم بالطين لكن لم يفعلوا ذلك في وجوههم لأنهم اعتقدوا أن مياه نهر أسارو مضرة، وبدلاً من ذلك استخدموا الصخور والعصي وأي شيء يمكنهم العثور عليه لإنشاء أقنعة بسيطة، وعندما ظهروا في هذا الشكل هرب أعداؤهم السابقون وورث أسارو المحب للسلام سمعة عسكرية ضخمة.

واستمرت فكرة صناعة الأقنعة في القبيلة وتطورت، فلا يوجد نوعان من أقنعة بابوا غينيا الجديدة متشابهين، كل قناع ينبع من خيال صانعها، فقد يكون لها قرون أو أنياب أو آذان أو أنوف عملاقة أو مطلية جزئيًا أو بها رسائل محفورة بداخلها، إلا أن النية الأصلية دائمًا والهدف منها هي بث الخوف في نفوس الخصم، للتوراثها الأجيال حتى يومنا هذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى