فن و مشاهير

حكاية اتفاق بين تحية كاريوكا مع راقصة شهيرة لضم رفات زملائهم بعد الرحيل

مواقف كثير إنسانية يقوم بها النجوم، أحيانا بكون سببها الظروف التي عاشوا فيها، ولكن كما يقولوا لا يحس بالشئ إلا من تعرض له، ويمكن هذا ما دفع النجمة تحية كاريوكا، وصديقتها الراقصة ببا عز الدين إن هما يفكروا في حاجة كانوا شايفنها مهمة بالنسبالهم ولغيرهم من الفنانين، ويمكن هذا هو  واحد من أغرب الأعمال الخيرية التي يقوم بها النجوم.

النجمة تحية كاريوكا من أشهر راقصات مصر، وهي نشأت في أسرة تعرضت فيها للنبذ وللتعذيب وده كان سبب هروبها عشان تشتغل وتبدأ حياتها المهنية، وتتحول بعد كدة لواحدة من أشهر راقصات مصر، وبدايات تحية كاريوكا والمشاكل معاها حصلت لما والدها اتوفى وجدتها اتوفت وعاشت مع أخ أكبر ليها من أبوها كان بيعاملها بشكل سيء جدا وكانت بتضطر تخدم أولاده، للدرجة اللي خلته أحيانا كان بيربطها في السرير.

هربت تحية كاريوكا للقاهرة وراحت لسعاد محاسن، وفضلت عندها فترة وبعدين راحت لبديعة مصابني، اللي اكتشفتها، وضمتها لفرقتها سنة 1935، وبعدين الدنيا ابتدت تمشي معاها ودخلت مجال السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب اللي نمى ثقافتها وعلمها حاجات كتير.

تحية كاريوكا في حياتها كان ليها مواقف كتير إلى أن اعتزلت، واتحجبت وخدت خط تاني في حياتها كله أعمال خير، ومن بين المواقف البارز في حياتها إنها هي اللي تعهدت بتربية وتعليم الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، وفي وقت من الأوقات كانت رافضة إن رجاء الجداوي تدخل مجال الفن، ولكنه أصرت، وللسبب ده حصل بينهم خلاف استمر 6 سنين.

الجانب التاني من الحكاية هي الراقصة ببا عز الدين، واللي كانت من أشهر الراقصات، واللي شافها في البداية كان بديعة مصابني، وجابتها عشان تشتغل معاها في الكازينو، واتجوزت بعد كدة ابن أخت بديعة مصابني، وبسبب نجاحها في الرقص وشهرتها ابتدى المخرجين إن هما يختاروها عشان تقدم أعمال سينمائية، وبدأت مسيرتها بفيلم صدر سنة 1936 اسمه «كله إلا كده»، بطولة محمد كمال المصري، وإخراج إدمون تويما.

بعدها انفصلت ببا عز الدين عن صالة بديعة مصابني وعملت لنفسها مكان باسمها، ولما هربت بديعة مصابني من مصر للبنان، اشترت ببا الصالة واستدعت اخواتها من لبنان عشان يشاركوها في إدارة المكان ده.

من أشهر الحكايات عنها، إنها تسببت في أزمات في حياة الفنان الراحل يوسف وهبي، ودي الحكاية اللي كشفتها الكاتبة لوتس عبدالكريم في كتاب ليها عن الفنان يوسف وهبي، واللي قالت إنه كان ليه مغامرات كتير، ومنها كانت علاقته بالراقصة ببا عز الدين.

لوتس عبدالكريم قالت في كتابها عن يوسف وهبي، إنها خلته يتعاطى مواد ممنوعة، وصرف عليها فلوس كتير، للدرجة اللي خلت شقيقه في آخر أيامه يخصصله مبلغ مالي يومي يصرف منه على زوجته وأولاده.

القصة كانت في خبر منشور في واحدة من الجرايد المصرية إن الراقصة ببا عز الدين اقترحت على الراقصة تحبة كاريوكا إن هما الاتنين يعملوا مع بعض مقبرة للفنانين اللي مالهمش مقابر.

نص الخبر كان بيقول: «اقترحت السيد ببا عز الدين على السيدة تحية كريوكا بناء مقبرة كبيرة، لمن يتوفى من الفنانين والفنانات وليس له مقبرة تضم رفاته، وسيتناصفان التكاليف».

طبعا زي ما هو واضح من نص الخبر إن الغرض الرئيسي من الموضوع كان عمل خيري، ربما ده كان سببه معاناة الاتنين، خصوصا إن تحية كاريوكا كانت هربانة من أهلها وعايشة بعيد عنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى