نوازل بيئية عديدة يشهدها العالم في السنوات القليلة الماضية، ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، بلدان لم تكن ترى الشمس واليوم يشكي الناس ارتفاع درجات حرارتها، ذوبان جليدي يهدد الحياة على الكوكب، حرائق في الغابات تزيد الوضع تعقيدا، كائنات حية في طريقها للانقراض، جفاف يضرب الأنهار حول العالم، المساحات الخضراء لم تعد كما كانت وكساها التصحر، وأزمات عديدة خلفها التغير المناخي لم يكن العالم توقعها، أكثر من مليونى شخص فقدوا حياتهم بسبب تلك التغيرات وخسائر اقتصادية قدرت بقيمة 4.3 تريليونات دولار، فما الذي حل بالطبيعة ؟
جاءت 2023 بالصيف الأقسى على الاطلاق لتبين لنا ما يواجهه العالم من نازلة حقيقة تسمى التغير المناخي ظواهر مناخية غير عادية ودرجات حرارة تجاوزت نصف درجة الغليان شهدتها دول بعينها خلال شهور الصيف الحالي والذي ارتقعت خلاله درجات الحرارة بما يعادل 0.72 درجة مقارنة بالسنوات الماضية الممتدة منذ 1991 ،ليعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن البشرية انتقلت من مرحلة الاحتباس الحراري لتدخل “مرحلة الغليان العالمي” .
ظواهر مناخية غريبة شهدها العالم في شهور الصيف الحالية .. ظاهرتا القبة الحرارية والنينيو واللتان كانتا السبب في ارتفاع معدل درجات الحرارة هذا الصيف والأمطار الطوفانية التي قد تتطور لأعاصير، كما تتسبب في ما أسماه بالظواهر القصوى التي تحدث خلالها فيضانات ونوازل طبيعية
على حسب تصريحات علماء البيئة والمناخ فيما يشهده الكوكب من نوازل بيئية فان ما يحدث ليس النهاية حيث يتوقع العلماء أن الأرض مقبلة على تطرفات مناخية أشد خلال الأعوام القادمة مما سيزيد من صعوبة الحياة عليها ليس على البشر فحسب بل على كل الكائنات الحية والتي بالفعل البعض منها في طريقة للانقراض
نتائج غير محمودة للتغيرات المناخية يشهدها العالم منذ نصف قرن تقريبا ومازالت البشرية تعاني منها .. حرائق للغابات وجفاف وتصحر وانحسار كبير في المساحات الخضراء التي تعتبر من أهم أسباب انقاذ الكوكب من طاهرة الاحتياس الحرارى .. علاوة على ارتفاع درجات الحرارة وما ينتج عنه من ذوبان للجليد في القطبين الشمالى والجنوبي بالاضافة إلى تعرض الأنهار المجمدة للذوبان مما يضعنا أمام نازلة أخرى وهي ارتفاع منسوب المياة في البحار والمحيطات والذي بدوره يهدد بغرق مدن بأكملها
سنوات مرت ويعاني كوكب الأرض من تبعات ظواهر التغير المناخي الناتج من الثروة الصناعية حيث بدأت الأزمة من ثمنينات القرن الماضي ورغم تحذيرات العلماء منذ سنوات سابقة إلا أن هذه التحذيرات لم تلقى رد الفعل الصحيح من الدول العظمى والتي تعتبر هي المسبب الأول فيما يمر به العالم من تغيرات مناخية ولم تقابل هذه التحذيرات بالجدية الكافية حتى فات أوان المواجهة وأصبح التكيف أمرا واقعا .. هل يتحرك المجمع الدولي للحفاظ على كوكب الأرض من التدمير أم أن عصر انهيار الحياة على الأرض قد بدأ؟