بعد ساعات من لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة المناخ «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ.. عقد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اجتماعا سريا فور عودته إلى العاصمة البريطانية لندن مع أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» دون كشف تفاصيل ذلك الاجتماع.
ما أن مرَّت ساعات على اللقاء الذي عقد بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مدينة شرم الشيخ حيث انعقاد قمة المناخ «كوب 27»، حتى عاد سوناك إلى بلاده ليعقد اجتماعا سريا بينه وبين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس شتولتنبرج.
يأتي الاجتماع بين سوناك وشتولتنبرج في لندن في توقيت وصلت فيه الأزمة الأوكرانية ذروتها، مع استمرار الدعم الغربي المقدم إلى كييف، كما يأتي بعد أيام من دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة وضع حد للنزاع الروسي الأوكراني، وهي الدعوة التي تخاطب تطلعات الشعب الأوكراني ورغبته في كبح النزاع الذي لن تكون تداعياته سهلة على الدول الأوروبية خصوصا مع حلول الشتاء.
التقدم الذي حققته أوكرانيا في عدد من المواقع التي استعادتها كان موضوعا للمباحثات بين رئيس الوزراء البريطاني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي الذي أبدى سعادته باستعادة أوكرانيا جزءا من أراضيها عقب أشهر من العملية الروسية التي طالت الأجزاء الشرقية منها.
يرتكز الاجتماع بين سوناك وشتولتنبرج أيضا إلى وضع ضمانة لأوكرانيا تضمن لها مستوى متقدما من التواجد على الأرض في مواجهة القوات الروسية مع تدريب قوات أوكرانيا في معسكرات على الأراضي البريطانية بما يضمن لكييف قدرات نوعية على مستوى المواجهة وتحييد الأخطار واستيعاب آلية التعامل مع الآليات التي تسلمتها من العديد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم دعوة الرئيس المصري التي أطلقها منذ أيام لوضع تاريخ لنهاية الأزمة الروسية الأوكرانية، إلا أنه لا يمكن الربط المباشر بين الدعوة المصرية واللقاء الذي انعقد بين رئيس الوزراء البريطاني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي في العاصمة البريطانية. كما لا يمكن ترجمة التدريبات التي تتلقاها القوات الأوكرانية في بريطانيا على أنها استعداد لسيناريو أصعب؛ لأنه حتى في حالة جنوح الأطراف المتنازعة إلى مباحثات سياسية أو رغبة منهم في وضع حد لأمد الصراع؛ لن يكون ذلك بمنأى عن استمرار كل طرف في تحقيق معادلة القوة المتكافئة حال أراد فرض أجندته على طاولة أي مفاوضات مرتقبة.
وإجمالا تريد الدول الداعمة لكييف الوصول بها إلى وضع آمن بشأن الأراضي التي نجحت في استعادتها أو على الأقل وضع ظهير لأي عملية تفوض محتملة.
وكعادة المسؤولين خرج سوناك وأمين حلف شمال الأطلسي يدلي كل منهما بتصريحه أمام عدسات الكاميرات عقب الاجتماع المغلق بينهما، لكن تظل المباحثات التي دارت في ذلك الاجتماع رهن سرية تامة حتى تسفر نتائجه عن قرارات جديدة ربما تكشف تفاصيلها الأحداث اللاحقة.