بعد الخروج المؤلم من دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال في ربع النهائي، يواجه ريال مدريد تحديات كبيرة لإنقاذ موسمه والحفاظ على آماله في حصد الألقاب.
المباراة التي أُقيمت في أبريل 2025 كشفت عن خلل واضح في أداء الفريق، سواء على المستوى الفني أو البدني، وحتى في الروح القتالية.
في هذا السياق، يضع المدرب كارلو أنشيلوتي ثقته الكاملة في لاعب واحد لقيادة الفريق نحو استعادة توازنه وتحقيق لقبي الدوري الإسباني وكأس الملك: داني سيبايوس.
هزيمة آرسنال: جرس إنذار لريال مدريد
المباراة أمام آرسنال لم تكن مجرد خسارة عابرة، بل كانت بمثابة صفعة كشفت عن هشاشة الفريق في اللحظات الحاسمة.
افتقار ريال مدريد للحدة البدنية، ضعف الصراعات الثنائية، وغياب الروح التنافسية كانت نقاطًا أشار إليها داني سيبايوس بنفسه في تصريحاته بعد المباراة.
وقال في المنطقة المختلطة:
“افتقرنا للأداء، الرغبة، والقدرة على حسم الصراعات الثنائية. واجهنا خصمًا كان أفضل منا في كل شيء.”
كلمات سيبايوس لم تكن مجرد نقد ذاتي، بل عكست رؤية واضحة لما يحتاجه الفريق للنهوض مجددًا.
هذا الصراحة، إلى جانب إمكانياته الفنية، جعلته محط ثقة أنشيلوتي في الفترة المقبلة.
سيبايوس: مفتاح خط الوسط وأمل المرحلة القادمة
داني سيبايوس، البالغ من العمر 28 عامًا، لم يكن دائمًا الخيار الأول في تشكيلة ريال مدريد خلال السنوات الماضية.
إلا أن عودته من الإصابة الأخيرة جعلت الجهاز الفني يعيد تقييم دوره.
أنشيلوتي، المعروف بقدرته على إدارة الموارد البشرية في الفريق، يرى في سيبايوس لاعبًا يمتلك القدرة على قيادة خط الوسط، توفير التوازن بين الدفاع والهجوم، وفرض إيقاع اللعب الذي افتقده الفريق في مواجهة آرسنال.
سيبايوس، الذي تألق في فترات سابقة مع الفريق ومع منتخب إسبانيا، يتمتع برؤية ممتازة في التمرير، القدرة على استعادة الكرة، والتحرك الذكي بدونها.
هذه الخصائص تجعله الخيار الأمثل لمواجهة برشلونة في نهائي كأس الملك المقرر في 26 أبريل 2025 على ملعب “لا كارتوخا” في إشبيلية.
خطة أنشيلوتي: بناء الثقة قبل النهائي
لإعداد سيبايوس للدور المنتظر، يخطط أنشيلوتي لمنحه دقائق لعب أساسية في المباريات القادمة.
من المتوقع أن يبدأ اللاعب الإسباني في مباراة الدوري أمام أتلتيك بلباو يوم الأحد، بعد تعافيه الكامل من إصابة عضلية أبعدته عن الملاعب لأسابيع.
كما سيحصل على فرصة أخرى أمام خيتافي لاستعادة حساسية المباريات وإيقاع اللعب.
الهدف الأساسي هو أن يكون سيبايوس في قمة جاهزيته لمواجهة برشلونة.
أنشيلوتي يعول على قدرة سيبايوس في السيطرة على وسط الملعب، استعادة الكرة من لاعبي هانسي فليك مثل بيدري وفرينكي دي يونج، وتوزيع الكرات بدقة لدعم خط الهجوم.
هذا الدور يصبح أكثر أهمية في ظل تراجع مستوى بعض اللاعبين الأساسيين مثل فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، اللذين لم يقدما الإضافة المتوقعة في الفترة الأخيرة.
لماذا سيبايوس وليس غيره؟
على عكس فينيسيوس، الذي يعاني من عدم الاستقرار في الأداء هذا الموسم، أو مبابي، الذي لا يزال يتأقلم مع أسلوب ريال مدريد، يتمتع سيبايوس بميزة الخبرة في المباريات الكبرى والتكيف مع ضغط اللعب في ريال مدريد.
إضافة إلى ذلك، يتميز بحماس واضح ورغبة في إثبات نفسه، خاصة بعد فترات طويلة قضاها كبديل أو خارج التشكيلة بسبب الإصابات.
الجهاز الفني يرى أن سيبايوس قادر على تعويض غياب الروح القتالية التي افتقر إليها الفريق أمام آرسنال.
قدرته على الضغط العالي والتدخلات الدفاعية ستكون حاسمة في مواجهة برشلونة، التي تتميز بالاستحواذ العالي وسرعة التحولات الهجومية تحت قيادة فليك.
تحديات الموسم وفرصة التعويض
ريال مدريد يواجه موسمًا صعبًا، حيث يتنافس على صدارة الدوري الإسباني مع برشلونة وأتلتيكو مدريد، بينما يبقى كأس الملك الفرصة الأخيرة لتحقيق لقب كبير هذا العام.
خسارة دوري الأبطال زادت من الضغط على أنشيلوتي ولاعبيه، لكن المدرب الإيطالي يبدو واثقًا من أن سيبايوس يمكن أن يكون العنصر المحوري لإعادة الفريق إلى مساره.
نهائي الكأس لن يكون مجرد مباراة لتحقيق لقب، بل فرصة لاستعادة هيبة ريال مدريد أمام غريمه التقليدي.
فوز محتمل قد يعزز من ثقة الفريق في السباق على لقب الليجا، حيث لا يزال الفريق في صدارة الترتيب بفارق ضئيل عن منافسيه.