يواجه نادي برشلونة أزمة دفاعية خطيرة تهدد طموحاته في الموسم الكروي 2025/26، وسط تحذيرات صارمة من المدرب الألماني هانسي فليك لمجلس إدارة النادي بضرورة تدعيم خط الدفاع بصفقة من العيار الثقيل خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير.
أزمة دفاعية تهز البلوغرانا
رغم النجاحات الكبيرة التي حققها برشلونة في الموسم الماضي تحت قيادة فليك، بما في ذلك التتويج بالثلاثية المحلية (الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر الإسباني)، إلا أن بداية الموسم الجديد كشفت عن هشاشة واضحة في الخط الدفاعي.
مباراة رايو فاليكانو الأخيرة أظهرت نقاط ضعف كبيرة، حيث عانى الثنائي أندرياس كريستنسن وإريك غارسيا من عدم الاستقرار، وفشلا في تقديم الأداء المطلوب لصد هجمات الخصم.
رحيل المدافع المخضرم إنييغو مارتينيز، الذي كان بمثابة قائد دفاعي وقلب الخط الخلفي، ترك فجوة كبيرة لم يتمكن الفريق من سدها بعد.
مارتينيز، الذي تألق في الموسم الماضي وتحول من لاعب بديل إلى ركيزة أساسية، كان يوفر الخبرة والقيادة التي يفتقدها الفريق حاليًا.
غياب القيادة الدفاعية
على الرغم من وجود أسماء واعدة مثل باو كوبارسي ورونالد أراوخو، إلا أن الثنائي لم يقدما بعد الأداء المتوقع لقيادة الخط الدفاعي بثبات.
كوبارسي، رغم موهبته الكبيرة، لا يزال شابًا (18 عامًا) ويحتاج إلى وقت للتطور، بينما يعاني أراوخو من تقلبات في الأداء وشائعات حول رحيله المحتمل.
كريستنسن، من جانبه، لم يستعد مستواه بعد الإصابات التي أثرت عليه الموسم الماضي، وإريك غارسيا، رغم مرونته في اللعب بمراكز متعددة، لم يقدم الثبات المطلوب في قلب الدفاع.
فليك، الذي يعتمد على أسلوب دفاعي متقدم، أشار إلى أن ضعف الظهيرين جول كوندي وأليخاندرو بالدي، إلى جانب نقص العمق الدفاعي، يشكلان تحديًا كبيرًا، خاصة في المباريات ذات الكثافة الهجومية العالية.
الفريق استقبل 45 هدفًا في الموسم الماضي، وهو رقم مرتفع مقارنة بطموحات النادي، مما يعكس الحاجة الملحة لتدعيم الدفاع.
فليك يضغط على الإدارة: صفقة عالمية أو الانهيار
هانسي فليك، الذي أثبت قدرته على قيادة برشلونة لتحقيق إنجازات كبيرة، وجه تحذيرًا واضحًا لمجلس إدارة النادي بقيادة خوان لابورتا، مؤكدًا أن عدم إبرام صفقة دفاعية كبيرة في يناير قد يكلف الفريق فرص المنافسة على الألقاب، خاصة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
المدرب الألماني طالب بضم ظهير متعدد الاستخدامات يمكنه اللعب على الجانبين، بالإضافة إلى مدافع وسط من طراز عالمي لتعويض غياب مارتينيز.
الصحيفة الكتالونية “سبورت” أكدت أن فليك يرى أن الاعتماد المستمر على كوندي وبالدي قد يؤدي إلى إرهاقهما أو إصابات محتملة، مما يزيد من الحاجة إلى تعزيز العمق الدفاعي.
لكن المشكلات المالية التي يعاني منها برشلونة، والتي أثرت على صفقات الصيف الماضي، قد تعيق تحقيق هذه الأهداف.
خيارات يناير: من هو الهدف؟
رغم عدم وجود أسماء محددة مرتبطة بالصفقة المطلوبة، تشير تقارير إلى أن فليك وديكو، المدير الرياضي، يدرسان خيارات متعددة.
من بين الأسماء المحتملة:
جوناثان تاه (باير ليفركوزن): مدافع ألماني يتمتع بخبرة كبيرة وقدرة على قيادة الدفاع، لكن قيمته السوقية المرتفعة قد تشكل عائقًا.
ديفيد ألابا (ريال مدريد): رغم إصابته الطويلة، إلا أن خبرته ومرونته في اللعب كقلب دفاع أو ظهير تجعله خيارًا جذابًا إذا قرر ريال مدريد الاستغناء عنه.
لاعبون من لاماسيا: فليك قد يلجأ إلى مواهب الأكاديمية مثل جيرارد مارتن، لكن هذا الحل قد لا يكون كافيًا للمباريات الكبرى.
الإدارة تجري حاليًا تقييمًا للبدائل المتاحة لضمان توافقها مع رؤية فليك التكتيكية، لكن القيود المالية قد تجبر النادي على البحث عن صفقات إعارة أو لاعبين بعقود منخفضة التكلفة.
تحديات يناير: هل ينجح فليك في إنقاذ الموسم؟
مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، يواجه برشلونة سباقًا مع الزمن لتدارك الأزمة الدفاعية.
فليك، الذي أثبت مرونته التكتيكية وقدرته على تحقيق الانتصارات في المباريات الكبرى، يدرك أن النجاح في الموسم يعتمد على استقرار الخط الخلفي.
إصابات اللاعبين مثل باو كوبارسي وغيابات محتملة لأراوخو وكريستنسن تزيد من الضغط على الإدارة للتحرك بسرعة.
هل سينجح برشلونة في إبرام صفقة دفاعية كبيرة في يناير؟
أم ستستمر الأزمة الدفاعية في تهديد طموحات الفريق؟
شاركنا رأيك!