في تطور مفاجئ أشعل سوق الانتقالات الصيفية 2025، رفض نادي برشلونة طلبًا من مانشستر يونايتد لإدراج النجم الشاب فيرمين لوبيز في صفقة تبادلية لضم ماركوس راشفورد، مما قد يُعرقل الصفقة التي كانت تُعد واحدة من أبرز تحركات الميركاتو الأوروبي.
إليكم تفاصيل القصة وما وراء الكواليس.
تفاصيل الصفقة المتعثرة
بحسب تقارير صحفية، منها “El Nacional” و”ذا أتلتيك”، كان برشلونة قد اقترب من حسم صفقة ماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد، على سبيل الإعارة مع خيار الشراء بقيمة 35 مليون يورو، بعد فشل مفاوضات ضم نيكو ويليامز ولويس دياز.
الصفقة بدت في مراحلها النهائية، حيث وافق مانشستر يونايتد مبدئيًا على الإعارة، مع تحمل برشلونة لراتب راشفورد البالغ 325 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، وهو ما يتماشى مع تجربته السابقة مع أستون فيلا.
لكن مانشستر يونايتد، بقيادة المدرب روبن أموريم، فاجأ برشلونة باقتراح صفقة تبادلية تتضمن فيرمين لوبيز، نجم خط الوسط الشاب الذي تألق في الموسم الماضي مع البارسا.
أموريم يرى في لوبيز (22 عامًا) إضافة مثالية لخط وسط اليونايتد، خاصة بعد أدائه المميز في 43 مباراة بالليجا، سجل خلالها 8 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة.
لكن إدارة برشلونة، بقيادة خوان لابورتا وديكو، ردت بحسم: “فيرمين لوبيز ليس للبيع تحت أي ظرف.”
لماذا فيرمين لوبيز خط أحمر؟
فيرمين لوبيز، خريج أكاديمية “لا ماسيا”، أصبح ركيزة أساسية في مشروع هانسي فليك لإعادة بناء برشلونة.
المدرب الألماني أعرب عن إعجابه الشديد بقدرات اللاعب، مشيدًا بذكائه التكتيكي، طاقته العالية، وقدرته على التسجيل من خط الوسط، وهي صفات نادرة جعلته يُقارن بنجوم مثل تشافي هيرنانديز في بداياته.
فليك أبلغ لوبيز شخصيًا أنه سيكون له دور كبير في الموسم الجديد، مما عزز مكانته كعنصر لا يُمس في الفريق.
برشلونة يرى في لوبيز استثمارًا طويل الأجل، خاصة مع عقده الممتد حتى 2027 وقيمته السوقية التي تُقدر بحوالي 30 مليون يورو، والتي من المتوقع أن ترتفع مع استمرار تألقه.
رفض النادي الكتالوني عرضًا سابقًا من مانشستر يونايتد بقيمة 30 مليون يورو في يونيو 2024، مما يؤكد تمسكه باللاعب.
موقف راشفورد وتعنت مانشستر يونايتد
من جهة أخرى، يتمسك روبن أموريم بفكرة البيع النهائي لراشفورد بدلاً من الإعارة، أو على الأقل صفقة تبادلية تتضمن لاعبًا مثل لوبيز.
مانشستر يونايتد يقدر قيمة راشفورد بحوالي 40 مليون يورو، لكنهم مستعدون للتفاوض بشرط تحقيق مكاسب مالية أو فنية كبيرة.
راشفورد نفسه أبدى رغبته في الانتقال إلى برشلونة، بل واستعد لتقديم تنازلات مالية لتسهيل الصفقة، كما فعل خلال إعارته لأستون فيلا، لكنه بدأ يفقد صبره بسبب تأخر المفاوضات.
التقارير تشير إلى أن برشلونة يواجه ضغوطًا مالية بسبب قواعد اللعب المالي النظيف، مما يجعل دفع 40 مليون يورو أو إدراج لاعب مثل لوبيز أمرًا صعبًا.
كبديل، اقترح النادي الكتالوني إدخال لاعبين آخرين مثل إريك جارسيا أو أنسو فاتي في الصفقة، لكن مانشستر يونايتد رفض هذه الخيارات، مما زاد من تعقيد المفاوضات.
بدائل برشلونة: لياو ودياز في الأفق
مع تعثر صفقة راشفورد، بدأت إدارة برشلونة، بقيادة ديكو، في دراسة خيارات هجومية أخرى.
رافائيل لياو (إيه سي ميلان) ولويس دياز (ليفربول) هما الأبرز على قائمة الاهتمامات، لكن الصعوبات المالية تجعل التعاقد معهما تحديًا كبيرًا، خاصة بعد تمسك ليفربول بدياز ورفض ميلان التفريط بلياو إلا مقابل مبلغ ضخم.
كما ظهر اسم ميسون جرينوود (مارسيليا) كبديل محتمل، لكن برشلونة يفضل التركيز على لاعبين يتماشون مع رؤية فليك الهجومية.
تحليل: هل تنهار صفقة راشفورد؟
رفض برشلونة التضحية بفيرمين لوبيز يعكس استراتيجية النادي في الحفاظ على مواهبه الشابة كجزء من مشروع طويل الأمد لبناء فريق تنافسي.
لوبيز، إلى جانب لامين يامال وبيدري، يُعتبر من ركائز المستقبل، وفقدان لاعب مثله قد يؤثر على استقرار الفريق، خاصة في ظل الأزمة المالية التي تحد من قدرة النادي على تعويضه.
من ناحية أخرى، رغبة مانشستر يونايتد في إدراج لوبيز تُظهر طموحهم للاستفادة من الصفقة فنيًا، لكن تمسك أموريم بالبيع النهائي قد يدفع برشلونة للتراجع، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى صيغة مالية مناسبة.
راشفورد نفسه، الذي سجل 4 أهداف وصنع 6 تمريرات حاسمة في 17 مباراة مع أستون فيلا الموسم الماضي، يبدو متحمسًا للعب بجوار لامين يامال، لكن تأخر الاتفاق قد يفتح الباب أمام أندية أخرى مثل ليفربول أو أندية سعودية.
الخلاصة: توازن دقيق بين الطموح والواقع
برشلونة يواجه معضلة حقيقية: هل يضحي بجزء من موارده المالية الضيقة لضم راشفورد، أم يحافظ على فيرمين لوبيز كركيزة للمستقبل؟
موقف النادي الحاسم برفض التفريط بلوبيز يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء فريق مستدام، لكن قد يكلفهم ذلك خسارة صفقة هجومية كبرى.
في الوقت نفسه، راشفورد ينتظر قرارًا حاسمًا، ومع اقتراب نهاية يوليو 2025، الوقت يضيق أمام الطرفين للوصول إلى اتفاق.
السؤال الآن: هل يستطيع برشلونة إيجاد حل وسط يرضي مانشستر يونايتد دون التضحية بأصوله الاستراتيجية؟ أم سيتجه نحو بديل آخر مثل لياو أو دياز؟ شاركونا توقعاتكم!