يستعد هانزي فليك، المدير الفني لبرشلونة، لخوض مغامرة جريئة في مباراة الفريق المقبلة ضد بلد الوليد، المقررة يوم السبت، 3 مايو 2025، ضمن الجولة 34 من الدوري الإسباني.
هذا القرار يأتي في ظل استعدادات مكثفة لمواجهة إنتر ميلان الحاسمة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، المقررة يوم الثلاثاء، 6 مايو، على ملعب “سان سيرو”.
مداورة واسعة في التشكيلة
كشف الصحفي توني خوانمارتي من صحيفة “سبورت” الكتالونية أن فليك يخطط لإجراء تغييرات جذرية في تشكيلة برشلونة أمام بلد الوليد، بهدف إراحة نجوم الفريق الأساسيين وتجهيزهم للموقعة الأوروبية.
وفقاً للتقرير، من المتوقع أن يغيب الحارس البولندي فويتشيك تشيزني عن حراسة المرمى، بعد الأداء المخيب الذي قدمه في مباراة الذهاب ضد إنتر ميلان (3-3)، ليحل محله الألماني مارك-أندريه تير شتيغن، الذي عاد مؤخراً من الإصابة.
في خط الدفاع، سيمنح فليك فرصة لجيرارد مارتن وهيكتور فورت كظهيرين، في ظل إصابة جول كوندي وإراحة أليخاندرو بالدي.
بينما سيكون المدافع كريستيان كريستنسن ركيزة أساسية في قلب الدفاع.
أما في خط الوسط، فسيكون غافي أساسياً، مع مفاضلة بين فرينكي دي يونغ وبيدري، حيث سيبدأ أحدهما المباراة والآخر على مقاعد البدلاء.
وفي الهجوم، من المرجح أن يعتمد فليك على أنسو فاتي وروي فيكتور، بينما يبقى قرار مشاركة لامين يامال الأساسية معلقاً حتى الساعات الأخيرة قبل المباراة.
سياق المغامرة والتحديات
يأتي هذا القرار في وقت حساس لبرشلونة، الذي يتصدر ترتيب الدوري الإسباني بفارق 4 نقاط عن غريمه ريال مدريد.
الفريق الكتالوني حقق نجاحاً كبيراً هذا الموسم بتتويجه بكأس ملك إسبانيا بعد فوز مثير على ريال مدريد (3-2)، لكنه تعثر في مباراة الذهاب أمام إنتر ميلان بنتيجة التعادل (3-3)، مما يضع ضغطاً هائلاً على فليك لتحقيق نتيجة إيجابية في الإياب.
تثير خطة فليك للمداورة جدلاً واسعاً بين المتابعين، حيث يرى البعض أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة أن لقب الدوري الإسباني لم يُحسم بعد.
بلد الوليد، رغم موقعه المتواضع في جدول الترتيب، يُعتبر خصماً عنيداً على أرضه، وقد يشكل تحدياً لتشكيلة برشلونة الرديفة.
أي تعثر في هذه المباراة قد يمنح ريال مدريد فرصة تقليص الفارق في صدارة الدوري، مما يزيد من الضغوط على فليك.
الأنظار على موقعة “سان سيرو”
يبرر فليك هذا الرهان الخطير بأهمية مباراة الإياب ضد إنتر ميلان، التي ستحدد مصير برشلونة في دوري الأبطال.
التعادل في مباراة الذهاب، رغم تألق لامين يامال ورافينيا، كشف عن ثغرات دفاعية، خاصة في أداء تشيزني، الذي واجه انتقادات حادة من زملائه.
يسعى فليك إلى استعادة التوازن والتركيز من خلال إراحة الأسماء الكبرى، مع الاعتماد على لاعبين شباب مثل فاتي وفورت لإثبات جدارتهم أمام بلد الوليد.
ردود فعل وتوقعات
يرى بعض المحللين أن قرار فليك يعكس ثقته الكبيرة في عمق تشكيلة برشلونة، بينما يعتبره آخرون مقامرة قد تكلف الفريق نقاطاً ثمينة في الدوري.
الجماهير الكتالونية، التي لا تزال متفائلة بعد موسم مميز، تأمل أن ينجح فليك في تحقيق التوازن بين المنافستين.
عودة تير شتيغن، على وجه الخصوص، تُعد دفعة معنوية كبيرة، حيث يُعرف بحضوره القوي وقدرته على قيادة الدفاع.
تحدي مزدوج في انتظار برشلونة
مع اقتراب موعد مباراة بلد الوليد، تتجه الأنظار إلى قدرة فليك على إدارة هذا الرهان الجريء.
التشكيلة المتوقعة، التي تعتمد على مزيج من الشباب والبدلاء، ستكون تحت المجهر، خاصة في ظل الأهمية القصوى للحفاظ على صدارة الدوري.
في الوقت نفسه، تبقى مباراة إنتر ميلان الهدف الأكبر، حيث يحتاج برشلونة إلى أداء استثنائي لتجاوز الفريق الإيطالي، الذي أظهر قوة هجومية كبيرة بقيادة ماركوس تورام ولاوتارو مارتينيز.
هل سينجح فليك في تحقيق التوازن بين طموحات الدوري وطموح دوري الأبطال؟
أم أن هذه المغامرة ستكون بداية لتعثر غير متوقع؟
الإجابة ستبدأ بالظهور على ملعب بلد الوليد، قبل أن تتكامل الصورة في ميلانو.