تتجه الأنظار نحو ملعب جيوسيبي مياتزا، حيث يستضيف إنتر ميلان برشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2025، يوم الثلاثاء 6 مايو 2025، في تمام الساعة 9:00 مساءً بتوقيت القاهرة.
التعادل المثير 3-3 في مباراة الذهاب على ملعب لويس كومبانيس يجعل المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، وسط توقعات بمباراة ملحمية تُعد بمثابة نهائي مبكر.
لكن تصريحات جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، ألقت بظلال من الجدل على المباراة، مما زاد من التوتر قبل صافرة البداية.
إنفانتينو يُثير الجدل: دعم علني للإنتر
خلال ظهوره في سباق جائزة ميامي الكبرى للفورمولا 1، روّج إنفانتينو لكأس العالم للأندية 2025 (13 يونيو – 13 يوليو)، لكنه أثار ضجة بتصريح مفاجئ دعم فيه إنتر ميلان.
قائلاً: “الجميع يعلم أنني من مشجعي الإنتر… إنتر ميلان هو فريق الأرجنتينيين”، مشيرًا إلى تاريخ النادي مع نجوم مثل خافيير زانيتي ودييغو ميليتو.
كما علّق على حالة لاوتارو مارتينيز، مؤكدًا أن المهاجم الأرجنتيني “قريب من التعافي الكامل”، رغم الشكوك حول مشاركته بسبب إصابة عضلية ألمّت به في مباراة الذهاب.
هذه التصريحات أثارت غضب جماهير برشلونة، التي رأت فيها محاولة للضغط على الحكم البولندي شيمون مارسينياك، الذي سيدير المباراة بمساعدة بول فان بوكيل في غرفة الفيديو (VAR).
عبر منصة X، عبّر مشجعون عن استيائهم، حيث كتب أحدهم: “إنفانتينو يحاول يأثر على التحكيم! تصريح مشبوه قبل مباراة مصيرية”.
آخرون ربطوا التصريح بتسويق كأس العالم للأندية، حيث يشارك إنتر ميلان كممثل أوروبي، بينما برشلونة خارج القائمة، مما يجعل تأهل الإنتر أكثر جاذبية للفيفا.
رد فعل برشلونة: قلق من التحكيم
وفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو”، اعتبرت إدارة برشلونة تصريحات إنفانتينو “غير مناسبة”، خاصة في توقيت حساس.
مصدر داخل النادي قال: “رئيس الفيفا يفترض أن يكون حياديًا، لكن هذا التصريح يضع الحكم تحت ضغط غير مبرر”.
القلق يتفاقم بسبب سجل مارسينياك المثير للجدل مع برشلونة، حيث أدار 5 مباريات سابقة للفريق، فاز فيها البارسا مرة واحدة فقط، مع هزيمتين وتعادلين.
كما أن فان بوكيل، حكم الفيديو، كان محور جدل في مباراة الإنتر وبرشلونة بدور المجموعات 2022-2023، حيث ألغى هدفًا مثيرًا للجدل للكتالونيين.
وضع الفريقين: إنتر يستعيد قوته، برشلونة يواجه الغيابات
فنيًا، يدخل إنتر المباراة بمعنويات مرتفعة بعد فوز صعب 1-0 على هيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي.
المدرب سيموني إنزاغي استعاد خدمات بنجامين بافارد، دينزل دومفريس، وبيوتر زيلينسكي، لكن مشاركة لاوتارو مارتينيز لا تزال غير مؤكدة، مع توقعات بأن يعتمد على ماركوس تورام ومهدي تارامي في الهجوم.
إنتر، الذي سجل 18 هدفًا في البطولة، يراهن على قوة وسطه بقيادة نيكولو باريلا وهاكان تشالهان أوغلو للسيطرة على الإيقاع.
برشلونة، من جانبه، يعاني من غياب أليخاندرو بالدي (إصابة في الركبة) وجول كوندي (إصابة في الفخذ)، مما يجبر هانسي فليك على الاعتماد على جيرارد مارتن أو هيكتور فورت في الجهة اليسرى، وإريك جارسيا على اليمين.
عودة روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 7 أهداف في البطولة، تُعد دفعة كبيرة، خاصة مع قرار فليك بإشراك فيرمين لوبيز بدلاً من داني أولمو في الوسط لإضافة الحيوية.
لامين يامال ورافينيا، اللذان سجلا 12 هدفًا معًا في البطولة، سيكونان مفتاح الهجمات المرتدة.
تحليل تكتيكي: ضغط نفسي ومفاتيح اللعب
تصريحات إنفانتينو أضافت بُعدًا نفسيًا للمباراة، حيث يشعر برشلونة بأنه في مواجهة “ضغط خارجي”.
الحكم مارسينياك، الذي أدار نهائي كأس العالم 2022 ودوري الأبطال 2023، معروف بدقته، لكنه قد يواجه تدقيقًا مكثفًا في قرارات مثل ضربات الجزاء أو التدخلات العنيفة.
مصدر في اليويفا أكد أن “الثقة في مارسينياك مطلقة”، لكن أي قرار مثير للجدل سيُربط حتمًا بتصريحات إنفانتينو.
تكتيكيًا، يعتمد إنتر على الكرات الثابتة (سجل 4 أهداف من رأسيات في البطولة) والضغط العالي، مستغلاً ضعف دفاع برشلونة في الذهاب.
برشلونة سيراهن على سرعة يامال ورافينيا في المرتدات، مع دور حاسم لفيرمين لوبيز في قطع الكرات ودعم بيدري ودي يونغ.
غياب مارتينيز قد يخفف الضغط على دفاع البارسا، لكن تورام وتارامي يشكلان خطرًا بفضل سرعتهما وقوتهما البدنية.
توقعات وردود فعل
جماهير برشلونة دعت عبر X إلى “رد قوي على أرض الملعب”، معتبرة تصريحات إنفانتينو “تحديًا للكتالونيين”.
في إيطاليا، رحبت “كورييري ديلو سبورت” بدعم إنفانتينو، لكنها حذرت من “رد فعل برشلونة الغاضب”.
صحيفة “سبورت” الإسبانية توقعت مباراة “شديدة التوازن”، مرجحة أن تنتهي بركلات الترجيح إذا لم يحسم أحد الفريقين المباراة في وقتها الأصلي.
هل يتجاوز برشلونة ضغط إنفانتينو؟
تصريحات إنفانتينو، سواء كانت تسويقية أو تعبيرًا عن تشجيع شخصي، أثارت جدلًا قد يؤثر على الأجواء النفسية للمباراة.
برشلونة، بقيادة فليك، يحتاج إلى تركيز استثنائي لتجاوز غياباته والضغط الخارجي.
إنتر، مدعومًا بجماهيره وعودة نجومه، يملك أفضلية طفيفة، لكن شغف البارسا قد يصنع الفارق.
هل ينجح برشلونة في إسكات إنفانتينو بالتأهل للنهائي، أم يحقق إنتر حلم العودة للنهائي بعد 15 عامًا؟
سان سيرو سيحمل الإجابة.