ملعب لقطات

لامين يامال يُشعل أزمة في غرفة ملابس برشلونة: توتر غير مسبوق يدفع فليك لطلب تدخل لابورتا العاجل

يعيش نادي برشلونة حالة من التوتر الداخلي غير المسبوق داخل غرفة الملابس، في وقت حساس من موسم 2024-2025، حيث يتصدر الفريق الدوري الإسباني ويستعد لمواجهة إنتر ميلان في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة هو النجم الشاب لامين يامال، البالغ من العمر 17 عاماً، الذي أداؤه المذهل جعله محوراً للنقاشات داخل النادي، ليس فقط بسبب موهبته، بل أيضاً بسبب عقده الجديد الذي أثار استياء بعض اللاعبين المخضرمين.

جذور الأزمة: عقد يامال الضخم

وفقاً لتقرير صحيفة “إل ناسيونال”، يتقاضى لامين يامال حالياً راتباً سنوياً يبلغ حوالي 3 ملايين يورو، وهو مبلغ متواضع مقارنة بنجوم الفريق مثل روبرت ليفاندوفسكي (حوالي 33 مليون يورو سنوياً) أو فرينكي دي يونغ.

ومع ذلك، يعمل النادي على تجديد عقد يامال لمدة خمس سنوات، سيبدأ تنفيذه عند بلوغه سن الرشد (18 عاماً) في 13 يوليو 2025.

هذا العقد الجديد، الذي يديره وكيل أعماله خورخي مينديز، من المتوقع أن يرفع راتب يامال إلى ما بين 35 و40 مليون يورو سنوياً، متجاوزاً بذلك رواتب أغلب نجوم الفريق، بما في ذلك ليفاندوفسكي.

الصحفي ميغيل ريكو أكد أن “الاتفاق تم توقيعه رسمياً، وكل شيء محسوم”، مشيراً إلى أن إدارة برشلونة بقيادة خوان لابورتا والمدير الرياضي ديكو ملتزمة بجعل يامال من بين الأعلى أجراً في النادي، تقديراً لأدائه الاستثنائي.

يامال، الذي ساهم في 44 هدفاً (17 هدفاً و27 تمريرة حاسمة) في آخر 64 مباراة مع برشلونة وإسبانيا، يُعتبر بالفعل أحد أفضل اللاعبين الشباب في العالم، لكن هذا القرار أثار انقساماً داخل الفريق.

توتر في غرفة الملابس

بحسب “إل ناسيونال”، أثار العقد المرتقب ليامال استياء بعض اللاعبين المخضرمين، الذين يرون أن تخصيص راتب ضخم للاعب لم يثبت نفسه على المدى الطويل يعكس “خللاً” في هيكل الرواتب.

لاعبون مثل ليفاندوفسكي، الذي قاد الفريق للفوز بكأس ملك إسبانيا، ودي يونغ، الذي يُعد ركيزة خط الوسط، يشعرون بأن هذه المعاملة المميزة قد تقلل من تقدير إسهاماتهم.

مصادر داخل النادي أشارت إلى أن هذا التوتر تفاقم بعد مباراة سيلتا فيغو (4-3)، حيث ظهرت بوادر تمرد من لاعبين آخرين مثل أنسو فاتي، فيران توريس، وهيكتور فورت بسبب قرارات هانزي فليك التكتيكية.

على الجانب الآخر، يدعم لاعبون شباب مثل غافي وبيدري قرار النادي، معتبرين يامال “جزءاً لا يتجزأ من مستقبل برشلونة”.

هذا الانقسام بين المخضرمين والشباب زاد من تعقيد الأمور، خاصة مع اقتراب مباراة إنتر ميلان الحاسمة.

فليك يطالب لابورتا بالتدخل

هانزي فليك، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة لتحقيق الثلاثية التاريخية (الدوري، دوري الأبطال، كأس الملك)، أعرب عن قلقه من تأثير هذه التوترات على أداء الفريق.

بحسب تقارير من “ماركا” و”الجزيرة نت”، وبّخ فليك يامال وثلاثة لاعبين آخرين (فاتي، إنييغو مارتينيز، وفيرمين لوبيز) بسبب تأخرهم عن حصة تدريبية قبل مباراة إنتر ميلان، مما يعكس نهجه الصارم في فرض الانضباط.

هذه الحادثة، التي تضمنت حركة استفزازية من يامال على طريقة كريستيانو رونالدو تجاه المدرجات، أثارت غضب فليك، الذي حاول غافي تهدئته دون جدوى.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، طلب فليك من لابورتا التدخل العاجل لحسم الأزمة.

مصادر من “سبورت” تشير إلى أن فليك يريد من لابورتا عقد اجتماع مع اللاعبين لتوضيح استراتيجية النادي بشأن يامال وتهدئة التوترات.

فليك يرى أن أي تصعيد قد يؤثر على تركيز الفريق في مباراة “سان سيرو”، حيث يحتاج برشلونة إلى نتيجة إيجابية للتأهل إلى نهائي دوري الأبطال.

موقف لابورتا والإدارة

خوان لابورتا، الذي رفض عرضاً بقيمة 250 مليون يورو من باريس سان جيرمان لضم يامال في 2024، يُدرك أهمية اللاعب كرمز لمستقبل برشلونة.

في تصريحات لـ”راديو كتالونيا”، أشاد لابورتا بيامال، مؤكداً أن “تجديد عقده أولوية مطلقة”.

ومع ذلك، يواجه لابورتا تحدياً في تحقيق التوازن بين مكافأة يامال وتهدئة اللاعبين المخضرمين.

تقارير تشير إلى أن لابورتا يخطط لعقد اجتماع مع قادة الفريق، مثل ليفاندوفسكي ودي يونغ، لتوضيح أن رفع راتب يامال يهدف إلى تأمين مستقبل النادي، وليس التقليل من شأن الآخرين.

ردود فعل وتوقعات

أثارت الأزمة نقاشاً واسعاً بين جماهير برشلونة.

على منصة X، عبر مشجعون عن دعمهم ليامال، معتبرين أن “راتبه المرتفع مبرر بموهبته الاستثنائية”، بينما انتقد آخرون إدارة النادي لـ“افتعال أزمة غير ضرورية” في وقت حساس.

أحد المنشورات كتب: “يامال يستحق كل يورو، لكن لابورتا يجب أن يحترم قادة الفريق مثل ليفاندوفسكي”.

من الناحية الفنية، يظل يامال عنصراً حاسماً في تشكيلة فليك، حيث قاد الفريق في مباريات حاسمة مثل نهائي كأس ملك إسبانيا ضد ريال مدريد (3-2).

لكن استمرار التوترات قد يؤثر على أدائه، خاصة بعد إصابته السابقة في الكاحل التي أبعدته عن الملاعب لفترة قصيرة.

نظرة إلى الأمام

مع اقتراب مباراة إنتر ميلان، يجد برشلونة نفسه أمام اختبار مزدوج: تحقيق نتيجة إيجابية على أرض “سان سيرو” وتسوية الخلافات الداخلية.

نجاح لابورتا في احتواء الأزمة سيكون حاسماً للحفاظ على زخم الفريق، بينما يتعين على فليك إثبات قدرته على إدارة غرفة ملابس منقسمة.

يامال، الذي يُنظر إليه كـ“واجهة كرة القدم العالمية للعقد المقبل”، يقف في قلب هذا الصراع، حيث ستحدد الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيصبح رمزاً للوحدة أم نقطة انقسام داخل برشلونة.

أحمد شعبان

أحمد شعبان ، محاسب ، أهوى التدوين والعمل على الانترنت ، متابع لجميع الدوريات العربية والاوروبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى