ملعب لقطات

ميسي يتحرك لإقناع نجم برشلونة بالانتقال إلى إنتر ميامي والانضمام لمغامرة الدوري الأمريكي

وصول ليونيل ميسي إلى إنتر ميامي عام 2023 غيّر وجه النادي، حيث تحول من فريق مغمور إلى واحد من أبرز الأندية في أمريكا الشمالية، بفضل تألقه داخل الملعب (20 هدفًا و10 تمريرات حاسمة في الدوري الأمريكي 2024) وجاذبيته الإعلامية.

لكن ميسي لا يكتفي باللعب، بل يتولى دورًا حاسمًا في استقطاب النجوم لتعزيز الفريق، مع تركيز واضح على لاعبي برشلونة لضمان الانسجام والكيمياء.

بعد نجاحه في استقدام سيرجيو بوسكيتس، جوردي ألبا، ولويس سواريز، يستهدف ميسي الآن موهبة شابة كانت يومًا خليفة محتملة له في برشلونة: أنسو فاتي.

أنسو فاتي: موهبة عطّلتها الإصابات

أنسو فاتي (22 عامًا) عاش مسيرة متقلبة مع برشلونة.

في 2019، أصبح أصغر هداف في تاريخ النادي بعمر 16 عامًا، وحمل الرقم “10” بعد رحيل ميسي عام 2021، لكن الإصابات المتكررة أوقفت تطوره بشكل كبير.

تفاصيل الإصابات المؤثرة: لم تكن مجرد إصابات عابرة؛ فمسيرته تضررت بشدة بسبب تمزق حاد في الغضروف المفصلي للركبة اليسرى في نوفمبر 2020، وهي إصابة استلزمت عدة تدخلات جراحية وأبعدته عن الملاعب لنحو عام كامل.

بعد عودته، عانى من سلسلة من الإصابات العضلية المتكررة، خاصة في أوتار الركبة، مما حرمه من استعادة لياقته البدنية الكاملة وإيقاعه التنافسي، وأثر بشكل واضح على سرعته وقدرته على اللعب بشكل مستمر.

تأثير صعود لامين يامال: هذا الموسم (2024-2025)، شارك فاتي بشكل محدود (12 مباراة فقط، هدفان وتمريرة حاسمة).

أحد الأسباب الرئيسية لهذا التهميش هو التألق اللافت للنجم الصاعد لامين يامال (17 عامًا).

يامال لم يقدم أداءً جيدًا فحسب (10 أهداف و8 تمريرات حاسمة)، بل حجز مكانه الأساسي وأصبح النجم الشاب الأول الذي يعلق عليه النادي آماله للمستقبل، مستحوذًا على الدقائق والثقة التي كان يمكن أن تُمنح لفاتي.

إلى جانب ذلك، أظهر المدرب هانسي فليك ثقة أكبر في خيارات أخرى مثل رافينيا وفيران توريس، مما دفع فاتي أكثر نحو هامش التشكيلة.

مع عقد يمتد حتى 2027، باتت فرص فاتي في استعادة مكانته الأساسية في برشلونة ضئيلة جدًا في ظل هذه المعطيات، مما يجعل رحيله يبدو الخيار الأكثر منطقية لجميع الأطراف.

لماذا يراهن ميسي على فاتي؟

ميسي، الذي لعب إلى جانب فاتي في موسم 2020-2021 وشهد انطلاقته المبهرة، يؤمن بموهبته الاستثنائية وقدراته الكامنة.

فاتي، بسرعته الفطرية وقدرته على المراوغة وإنهاء الهجمات عندما يكون لائقًا، يمتلك سمات تُشبه أسلوب ميسي في بداياته.

الأرجنتيني يرى أن بيئة إنتر ميامي، بعيدًا عن الضغط الإعلامي والجماهيري الهائل في برشلونة، قد تكون مثالية لتوفير الأجواء المناسبة لفاتي لاستعادة ثقته بنفسه ومستواه تدريجيًا.

وجود لاعبين ذوي خبرة مثل بوسكيتس وسواريز، الذين يعرفون كيفية دعم وتوجيه المهاجمين الشباب، إلى جانب أسلوب لعب إنتر ميامي الهجومي تحت قيادة تاتا مارتينو، يجعل ميامي وجهة واعدة لإعادة إحياء مسيرة فاتي المتعثرة.

مفاوضات محتملة: انتقال مؤقت أو دائم؟

وفقًا لتقارير “سبورت” و“موندو ديبورتيفو”، فإن إدارة برشلونة، بقيادة خوان لابورتا وديكو، منفتحة على فكرة رحيل فاتي إذا وصل عرض مناسب، خاصة مع حاجة النادي لتخفيف الأعباء المالية (راتب فاتي يبلغ 6 ملايين يورو سنويًا).

خورخي مينديز، وكيل أعمال فاتي، يُقال إنه يتواصل مع إدارة إنتر ميامي لاستكشاف السيناريوهات الممكنة.

الخيارات المطروحة قد تشمل:

إعارة لموسم واحد مع خيار شراء غير إلزامي أو إلزامي بشروط، قد يتراوح بين 15-20 مليون يورو.
انتقال دائم بقيمة تقارب 25 مليون يورو، مع إمكانية إضافة مكافآت مرتبطة بأداء اللاعب ومشاركاته.

إنتر ميامي يرى في فاتي استثمارًا محتملاً للمستقبل، خاصة مع خطة النادي للتوسع العالمي والمشاركة المرتقبة في كأس العالم للأندية 2025.

لكن الصفقة تواجه تحديات، حيث تشير بعض التقارير مثل “إل ناسيونال” إلى أن فاتي قد يفضل البقاء في أوروبا، مع وجود اهتمام من أندية مثل إشبيلية وفالنسيا.

تأثير الصفقة: فرصة جديدة لفاتي

انتقال فاتي المحتمل إلى إنتر ميامي قد يمثل نقطة تحول حقيقية في مسيرته.

بعيدًا عن ضغوط برشلونة والمقارنات المستمرة مع ميسي، يمكن لفاتي أن يركز على استعادة لياقته البدنية وثقته المفقودة.

اللعب إلى جانب ميسي نفسه، أحد أعظم اللاعبين في التاريخ والذي يعرف قدراته جيدًا، سيمنحه فرصة لا تقدر بثمن للتعلم والتطور في بيئة أقل تطلبًا وضغطًا إعلاميًا.

إنتر ميامي، الذي يتصدر الدوري الأمريكي بفضل قوته الهجومية (38 هدفًا سجلها لاعبوه هذا الموسم)، يحتاج بالفعل إلى جناح شاب وحيوي لدعم ميسي وسواريز، خاصة مع تقدم الأخير في العمر (38 عامًا).

رد فعل الجماهير والتوقعات

جماهير برشلونة منقسمة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل X.

البعض يرى أن رحيل فاتي يمثل “خسارة لموهبة فذة كان يمكن إنقاذها بصبر أكبر”، بينما يعتقد آخرون أن “ميامي قد تكون الفرصة الأخيرة لفاتي لإثبات نفسه وإنقاذ مسيرته”.

في ميامي، تتزايد الحماسة لفكرة لم شمل ميسي وفاتي، حيث كتب أحد المشجعين: “ميسي وفاتي معًا مرة أخرى؟ هذا سيكون حلمًا!”.

الصحف الإسبانية، مثل “سبورت”، تميل إلى توقع أن تكون الصفقة، إذا تمت، “مؤقتة في البداية” على سبيل الإعارة، لاختبار أداء فاتي ومدى تأقلمه قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن شرائه.

هل ينجح ميسي في إنقاذ فاتي؟

ميسي، بتأثيره الهائل داخل وخارج الملعب، يضع أنسو فاتي أمام فرصة ذهبية قد تكون حاسمة لإعادة بناء مسيرته المهنية.

إنتر ميامي يوفر بيئة تبدو مثالية لفاتي للتألق بعيدًا عن ضغوط وتوقعات برشلونة، لكن نجاح هذه الخطوة يعتمد بشكل كبير على رغبة اللاعب نفسه في خوض هذا التحدي ونتائج المفاوضات بين الناديين واللاعب.

إذا تمت الصفقة، فقد نشهد بالفعل ولادة جديدة لنجم فاتي تحت ظل ورعاية ميسي، في فصل جديد قد يعيد البريق لموهبته التي كادت أن تنطفئ بسبب الإصابات.

هل يكون ميامي هو المحطة التي تُعيد إطلاق فاتي، أم تظل أوروبا هي وجهته المفضلة؟ الأيام والأسابيع القادمة ستحمل الإجابة.

أحمد شعبان

أحمد شعبان ، محاسب ، أهوى التدوين والعمل على الانترنت ، متابع لجميع الدوريات العربية والاوروبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى