فجرت صحيفة “ماركا” الإسبانية مفاجأة مدوية تتعلق بمستقبل رئاسة نادي ريال مدريد، مشيرة إلى أن الشاب المغربي أنس لغراري، الذي يُعد الذراع اليمنى للرئيس الحالي فلورنتينو بيريز، قد يكون الرئيس القادم للنادي الملكي بحلول عام 2029.
هذا الخبر أثار ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية، حيث يُنظر إلى لغراري كشخصية غير تقليدية قد تكتب تاريخاً جديداً كأول رئيس من أصول مغربية وعربية لهذا النادي العريق.
من هو أنس لغراري؟
أنس لغراري، البالغ من العمر 40 عاماً، وُلد في الدار البيضاء بالمغرب ونشأ في فرنسا، حيث حصل على الجنسية الفرنسية.
يُعتبر لغراري رجل أعمال ومصرفياً استثمارياً بارزاً، اشتهر بدوره كمستشار مالي وخبير استراتيجي لفلورنتينو بيريز.
تربطه ببيريز علاقة وثيقة تعود إلى طفولته، حيث كان والده، وهو رجل أعمال مغربي متخصص في البناء والعقارات، شريكاً في مشاريع ضخمة مع بيريز في المغرب قبل عام 2000.
هذه العلاقة العائلية القوية مهدت الطريق لاقتراب لغراري من دوائر القرار في ريال مدريد.
بدأ لغراري مسيرته المهنية في القطاع المصرفي، حيث عمل في بنك “كاليون” كمحلل، ثم انتقل إلى “سوسيتيه جنرال”، حيث تولى مهمة فتح فرع في مدريد عام 2011.
هناك، عزز علاقته ببيريز، الذي وثق بقدراته المالية والإدارية.
لاحقاً، انضم لغراري إلى شركة “Key Capital” للاستثمار، حيث أصبح مستشاراً رئيسياً لبيريز، وساهم في إنقاذ شركة “ACS” التابعة لبيريز من صعوبات مالية، مما عزز مكانته كشخصية محورية في كواليس النادي.
دور لغراري في ريال مدريد
وفقاً لصحيفة “ماركا”، يُلقب لغراري بـ“رجل الظل” و“العقل المدبر” خلف نجاحات ريال مدريد الإدارية والمالية في السنوات الأخيرة.
لعب أدواراً حاسمة في عدة مشاريع استراتيجية، منها:
تجديد ملعب سانتياغو برنابيو: ساهم لغراري في تأمين تمويل تجاوز المليار يورو من بنوك عالمية مثل “JP Morgan”، رغم التحديات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
دوري السوبر الأوروبي: كان لغراري أحد مؤسسي شركة “A22”، التي قادت مشروع السوبر ليغ عام 2021، وصيغت استراتيجياته لإقناع الأندية الكبرى بالانضمام.
دعم برشلونة مالياً: قدم لغراري استشارات مالية لبرشلونة، ساعدت النادي الكتالوني في تجاوز أزماته المالية، مما يعكس نفوذه خارج حدود ريال مدريد.
يُنظر إلى لغراري داخل النادي كشخصية “ذكية، متواضعة، وفعالة”، وفقاً لمصادر تحدثت لـ“ماركا”.
دوره لا يقتصر على الجوانب المالية، بل يمتد إلى رسم استراتيجيات النادي المستقبلية، بما في ذلك اختيار المدرب القادم.
في حين يميل بيريز إلى الإسباني تشابي ألونسو، يدعم لغراري بقوة التعاقد مع الألماني يورغن كلوب، معتبراً أن خبرته وقيادته ستعيدان الروح إلى الفريق.
تحديات قانونية وفرص تاريخية
يواجه لغراري عقبة قانونية كبيرة، حيث تنص لوائح الأندية الرياضية في إسبانيا على أن يكون رئيس النادي مواطناً إسبانياً.
ومع ذلك، تتوقع “ماركا” أن بيريز، الذي يمتلك نفوذاً كبيراً، قد يسعى لتعديل هذه القاعدة قبل نهاية ولايته في 2029، ممهداً الطريق للغراري ليصبح أول رئيس غير إسباني في تاريخ ريال مدريد.
هذا الإنجاز، إن تحقق، سيكون منعطفاً تاريخياً ليس فقط للنادي، بل لكرة القدم العالمية، حيث سيمثل لغراري أول شخصية عربية تتولى هذا المنصب.
ثقة بيريز وتحضير الخلافة
يستمر فلورنتينو بيريز في رئاسة ريال مدريد حتى 2029، بعد إعادة انتخابه بالتزكية في يناير 2025، لعدم وجود منافسين.
خلال ولايته الطويلة، التي بدأت عام 2000 مع انقطاع بين 2006 و2009، حقق بيريز إنجازات استثنائية، منها 8 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و7 ألقاب في الدوري الإسباني.
ومع اقتراب اكتمال مشروع تجديد “سانتياغو برنابيو”، تشير تقارير إلى أن بيريز يحضر لخلافته بهدوء، مع منح لغراري مساحة واسعة لاتخاذ قرارات حاسمة، مثل إدارة المفاوضات الكبرى وتحديد الرؤية المستقبلية للنادي.
تؤكد “ماركا” أن بيريز يتدخل فقط في القضايا الكبرى، مثل صفقة كيليان مبابي أو اختيار المدرب، تاركاً للغراري إدارة الملفات الاستراتيجية.
هذه الثقة تعزز فرضية أن لغراري يُعد كمرشح محتمل لخلافته، خاصة مع سمعته كـ“مهندس مستقبل مدريد المالي” وقدرته على موازنة طموحات النادي الكبرى.
ردود فعل وتوقعات
أثارت الأنباء عن اقتراب لغراري من رئاسة ريال مدريد موجة من التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبرت الجماهير العربية والمغربية عن فخرها بإمكانية رؤية شخصية من أصول مغربية في هذا المنصب الرفيع.
وصف البعض لغراري بـ“الطموح المغربي الذي لا يعرف حدوداً”، بينما تساءل آخرون عن قدرته على تحمل مسؤولية إدارة نادٍ بحجم ريال مدريد في ظل التحديات القانونية والمنافسة الشرسة.
في الوقت نفسه، يرى محللون أن صعود لغراري قد يعزز العلاقات الاقتصادية والرياضية بين إسبانيا والعالم العربي، خاصة مع خبرته الدولية وعلاقاته الواسعة.
ومع ذلك، تبقى السنوات المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كان لغراري سيتمكن من تحويل هذا السيناريو إلى واقع، أم أن العقبات القانونية والسياسية ستحول دون ذلك.
مستقبل ريال مدريد
مع اقتراب نهاية ولاية بيريز، يبدو أن أنس لغراري يسير بخطى واثقة نحو كتابة فصل جديد في تاريخ ريال مدريد.
دوره في إعادة هيكلة ديون النادي، تأمين الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية يجعله مرشحاً قوياً لقيادة النادي في مرحلة ما بعد بيريز.
إذا نجح في تولي الرئاسة، فقد يصبح رمزاً للطموح العربي والمغربي، ويفتح الباب أمام جيل جديد من القادة في عالم كرة القدم.
هل سيكون لغراري فعلاً الرئيس القادم لريال مدريد؟
الإجابة ستتضح بحلول 2029، لكن حتى ذلك الحين، يبقى اسمه محط أنظار عشاق “الملكي” والمتابعين في جميع أنحاء العالم.