يعيش نادي برشلونة حالة من التوتر الشديد مع اقتراب موعد إغلاق سوق الانتقالات الصيفية في 31 أغسطس 2025، بسبب الجدل المحيط بتسجيل نجم خط الوسط داني أولمو.
هذه الأزمة تهدد استقرار الفريق وتضع خطط المدرب هانز فليك في مأزق، وسط ضغوط مالية وقانونية تعيق طموحات النادي الكتالوني.
جذور الأزمة: قواعد اللعب المالي النظيف
تتمحور المشكلة حول عدم امتثال برشلونة لقواعد اللعب المالي النظيف (1:1) التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني (الليغا)، والتي تلزم الأندية بموازنة إنفاقها مع إيراداتها.
داني أولمو، الذي انضم إلى برشلونة من لايبزيغ في أغسطس 2024 مقابل 55 مليون يورو، يواجه خطر الإيقاف الإداري بسبب عدم قدرة النادي على توفير السيولة المالية اللازمة لتسجيله بشكل دائم.
برشلونة استطاع تسجيل أولمو مؤقتًا في الموسم الماضي بفضل استثناء ناتج عن إصابة المدافع أندرياس كريستنسن، حيث استخدم النادي 80% من راتب اللاعب المصاب لتسجيل أولمو.
لكن هذا الإجراء الاحتياطي، الصادر عن المجلس الأعلى للرياضة (CSD) في 2 أبريل 2025، بات مهددًا الآن بعد استئناف رابطة الليغا في 23 أبريل 2025.
قرار المحكمة: نقطة التحول
المحكمة الوطنية الإسبانية ستبت في القضية يوم 1 سبتمبر 2025، بالتزامن مع إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية.
إذا حكمت المحكمة لصالح برشلونة، سيستمر تسجيل أولمو دون عوائق بموجب الإجراء الاحترازي الحالي.
لكن إذا انحازت لموقف رابطة الليغا، سيواجه النادي خيارين كارثيين:
إلغاء تسجيل أولمو ومحاولة إعادة تسجيله قبل نهاية الميركاتو، وهو أمر شبه مستحيل نظرًا للقيود المالية.
الانتظار حتى يناير 2026 لإعادة تسجيله في الميركاتو الشتوي، مما يعني غيابه عن المباريات لأشهر.
تداعيات على خطط فليك
هانز فليك، الذي قاد برشلونة لتحقيق الثلاثية المحلية الموسم الماضي، يعتمد بشكل كبير على أولمو كعنصر أساسي في خط الوسط الهجومي.
اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا أثبت جدارته بتألقه مع إسبانيا في يورو 2024، وساهم في تعزيز ديناميكية الفريق.
غيابه المحتمل سيُربك خطط فليك، خاصة مع المنافسة الشرسة مع ريال مدريد على لقب الليغا وطموحات الفريق في دوري أبطال أوروبا.
فليك، المعروف بقدرته على صقل المواهب الشابة مثل لامين يامال وباو كوبارسي، يواجه ضغطًا إضافيًا لإيجاد حلول بديلة إذا فشل النادي في تسجيل أولمو.
كما أن أزمة تسجيل لاعبين آخرين مثل جيرارد مارتن وروني باردجي تضيف تعقيدًا إلى الوضع.
جهود برشلونة: حلول مالية أم دعاوى قضائية؟
برشلونة يسعى جاهدًا لتسوية الوضع المالي من خلال بيع أصول، مثل حقوق مقاعد كبار الشخصيات في “كامب نو”، أو الحصول على ضمانات مالية من أعضاء مجلس الإدارة.
النادي قدم دعوى قضائية جديدة في 30 ديسمبر 2024 ضد رابطة الليغا، مدعيًا أن قواعد التسجيل تُدار بواسطة لجنة غير مختصة، مستندًا إلى سابقة إصابة الحارس تير شتيغن.
ومع ذلك، رابطة الليغا، بقيادة خافيير تيباس، تُصر على تطبيق القواعد بصرامة، مؤكدة أن برشلونة لم يقدم ضمانات مالية كافية.
البيانات الأخيرة من الرابطة أكدت أن النادي لم يلتزم بشروط تسجيل أولمو وباو فيكتور بعد 2 يناير 2025، مما يزيد الضغط على إدارة خوان لابورتا.
ما الذي ينتظر برشلونة؟
الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة.
إذا فشل برشلونة في حل الأزمة قبل 1 سبتمبر، قد يخسر أولمو، وربما يفتح الباب أمام أندية مثل مانشستر سيتي أو بايرن ميونيخ لاستغلال بند في عقده يسمح له بالرحيل إذا لم يُسجل.
هذا السيناريو سيكون بمثابة كارثة لبرشلونة، خاصة بعد الاستثمار الكبير في اللاعب.
هل ينجح برشلونة في تجاوز هذه العقبة القانونية والمالية؟
أم سيضطر فليك لإعادة صياغة خططه بدون أحد نجومه الأساسيين؟
الجماهير الكتالونية تنتظر بقلق، والميركاتو على وشك الكشف عن مفاجآت جديدة.
