يواصل ريال مدريد تعزيز خط دفاعه، وهذه المرة بصفقة مجانية قد تُغير المعادلة داخل البرنابيو.
مع إغلاق سوق الانتقالات الصيفية حتى يناير 2026، لجأ النادي إلى أكاديميته “لا فابريكا” ليجد موهبة شابة تُوصف بأنها “أفضل من سيرجيو راموس”، وهو خوان مارتينيز، المدافع الواعد الذي يُتوقع أن يكون ركيزة أساسية في خطط تشابي ألونسو.
خوان مارتينيز: نجم المستقبل يتألق
خوان مارتينيز، البالغ من العمر 18 عامًا، برز كأحد أبرز مواهب ريال مدريد كاستيا.
انضم المدافع الإسباني إلى النادي قادمًا من ليفانتي، حيث لفت الأنظار بقدراته الدفاعية المميزة وهدوئه في التعامل مع الكرة تحت الضغط.
وفقًا لتقرير من e-noticies.cat، يُعتبر مارتينيز جاهزًا للانضمام إلى الفريق الأول تحت قيادة تشابي ألونسو، حيث أظهر في المباريات الودية قدرات تجاوزت التوقعات، مما جعله يُقارن بالأسطورة سيرجيو راموس.
مارتينيز، الذي تعافى مؤخرًا من إصابة خطيرة في الرباط الصليبي تعرض لها في أغسطس 2024، أثبت جاهزيته البدنية والفنية بعد اجتيازه فحوصات طبية أكدت تعافيه التام.
خبرته المبكرة في التدريبات مع الفريق الأول خلال جولة الولايات المتحدة الصيفية الماضية، إلى جانب إشادة كارلو أنشيلوتي السابقة بإمكانياته، جعلته مرشحًا قويًا ليكون “السيرجيو راموس الجديد”.
لماذا يُقارن بـ سيرجيو راموس؟
يُشاد بمارتينيز لامتلاكه مزيجًا من الصفات التي تذكّر بسيرجيو راموس في بداياته:
القوة الدفاعية: يتميز بالتدخلات الدقيقة والقدرة على قراءة اللعب مسبقًا، مما يشبه أسلوب راموس في قطع الكرات.
اللعب بالكرة: يُظهر هدوءًا وثقة في بناء الهجمات من الخلف، وهي ميزة كانت بارزة في مسيرة راموس مع ريال مدريد.
الشخصية القوية: رغم صغر سنه، يُظهر مارتينيز نضجًا لافتًا وقدرة على تحمل الضغط، تمامًا كما فعل راموس في شبابه.
الإمكانيات البدنية: بجسده القوي وسرعته، يُعتبر مارتينيز قادرًا على مواجهة أي مهاجم، مما يعزز مقارنته بالأسطورة الإسبانية.
تقارير من The Athletic أشارت إلى أن كارلو أنشيلوتي وصف مارتينيز بأنه “يمتلك كل ما يحتاجه مدافع مركزي”، مشددًا على إمكانياته الكبيرة رغم حاجته إلى تحسين بعض الجوانب.
لماذا لجأ ريال مدريد إلى مارتينيز؟
مع إصابات متكررة ضربت خط دفاع ريال مدريد في المواسم الأخيرة، بما في ذلك إصابات ديفيد ألابا، إيدير ميليتاو، وداني كارفاخال، أصبح تعزيز الدفاع أولوية قصوى.
النادي نجح في ضم دين هويخسن من يوفنتوس مقابل 30 مليون يورو في صيف 2025، لكنه لم يتمكن من استقطاب أسماء أخرى كبرى مثل ليني يورو (الذي انضم إلى مانشستر يونايتد).
مع إغلاق سوق الانتقالات الصيفية، قرر النادي الاعتماد على مواهب الأكاديمية بدلاً من البحث عن وكلاء أحرار، خاصة بعد رفض فكرة عودة سيرجيو راموس في وقت سابق بسبب عمره (38 عامًا) وعدم جاهزيته للعب فورًا بعد غياب طويل عن الملاعب.
مارتينيز، الذي وقّع عقدًا جديدًا حتى 2027 مع شرط جزائي بقيمة 70 مليون يورو، يُعتبر الحل المثالي: شاب، مجاني من الأكاديمية، وجاهز للعب دورًا أساسيًا.
سيرجيو راموس: أسطورة لا تُعوض
سيرجيو راموس، الذي انتقل إلى مونتيري المكسيكي في فبراير 2025 بعد فترة وجيزة كوكيل حر، يظل أحد أعظم المدافعين في تاريخ ريال مدريد.
خلال 16 موسمًا مع النادي، فاز بـ22 لقبًا، بما في ذلك 5 بطولات للدوري الإسباني و4 دوري أبطال أوروبا، وسجل أكثر من 100 هدف، وهو رقم نادر لمدافع.
رغم عرضه خدماته لريال مدريد كخيار طارئ بعد إصابة ميليتاو في الموسم الماضي، رفض النادي عودته بسبب سياسته بعدم الاعتماد على لاعبين مخضرمين غير جاهزين، إضافة إلى التعقيدات الضريبية المرتبطة براتبه العالي في النصر السعودي سابقًا.
خوان مارتينيز: بداية جديدة أم ضغط كبير؟
تشابي ألونسو يرى في مارتينيز شريكًا مثاليًا لهويخسن في قلب الدفاع، مع خطة لدمجه تدريجيًا في الفريق الأول.
تقارير من realmadridconfidencial.com تشير إلى أن مارتينيز قد يشارك في مباريات ودية خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، مع توقعات بظهوره الأول رسميًا في يناير 2026 إذا استمر في تقديم أداء قوي مع كاستيا تحت قيادة ألفارو أربيلوا.
ومع ذلك، المقارنة مع سيرجيو راموس تضع ضغطًا كبيرًا على اللاعب الشاب.
خبراء كرة القدم يرون أن مارتينيز يمتلك الإمكانيات لتجاوز إرث راموس بفضل سرعته، ذكائه التكتيكي، وقدرته على اللعب بالكرة، لكن التحدي الأكبر سيكون إثبات نفسه في مباريات الدوري الإسباني ودوري الأبطال.
تأثير مارتينيز على ريال مدريد
ظهور مارتينيز يعزز استراتيجية ريال مدريد في الاعتماد على مواهب الأكاديمية، خاصة في ظل الأزمة الدفاعية التي يعاني منها الفريق.
مع وجود أنطونيو روديجر كالمدافع الأساسي الوحيد المتاح حاليًا، إلى جانب هويخسن وربما عودة ألابا من الإصابة، يُمكن لمارتينيز أن يوفر العمق اللازم للفريق في موسم طويل.
في الوقت نفسه، قرار النادي بالتخلي المحتمل عن فيرلاند ميندي في مركز الظهير الأيسر، كما ذُكر سابقًا، يعكس نهجًا مشابهًا في الاعتماد على شباب مثل ألفارو كاريراس.
هذه السياسة قد توفر لريال مدريد استقرارًا ماليًا ورياضيًا، لكنها تحمل مخاطر إذا لم يتمكن اللاعبون الشباب من تحمل الضغط.
هل هو “أفضل من راموس” فعلاً؟
تصريحات بعض الخبراء بأن مارتينيز “أفضل من سيرجيو راموس” قد تكون مبالغة إعلامية في الوقت الحالي، لكنها تعكس الثقة الكبيرة في إمكانيات اللاعب.
مع عقده الممتد حتى 2027 وخطة لتجديده عند بلوغه 18 عامًا في أغسطس 2025، يبدو أن ريال مدريد يراهن على مارتينيز كقلب دفاع المستقبل.
هل سيتمكن خوان مارتينيز من تحقيق التوقعات ويصبح المدافع الأيقوني الجديد لريال مدريد؟
أم أن مقارنته براموس ستضع ضغطًا لا يُطاق على كتفيه؟
شاركنا توقعاتك!
