منوعات

أسرار دوائر الجان التي توجد في صحراء ناميبيا

في المراعي الرملية في صحراء ناميبيا الواسعة، تتشكل بقعًا دائرية، أُطلق عليها ظاهرة دوائر الجان، فتنت الناس لقرون، ودفعت خيالهم لنسج الأساطير والخرافات، فما هي يا تُرى ظاهرة دوائر الجان؟

صحراء ناميبيا موطن دوائر الجان

تقطع الصحراء الكبرى أرض ناميبيا دون مؤنس أو رفيق، فاصنع بسيرها ظواهر يتوقف عندها العقل، ويطول بحث العلماء لإيجاد تفسير لها، فالمساحات هناك شاسعة، والظواهر الغريبة تتخذ من تلك المنطقة موطنًا ومستقر.
تعد ظاهرة دوائر الجان إحدى أهم ظواهر تلك البقعة، ورغم ذلك لا تحتفظ ناميبيا وحدها بتلك الظاهرة التي اشتهرت بها صحراءها، إذ تشاركها صحراء ميلبارا في أستراليا، إضافة إلى عدة أماكن أخرى.
ويصل قطر الدائرة الواحدة من ٢ إلى ١٥ مترًا خاصة في المراعي الصحراوية الرملية، وتمتد إلى حوالي ٢٤٠٠ كيلو متر داخل أنجولا، ولم يستطع العلماء الوصول إلى السبب، رغم البحث والدراسة حولها عام ١٩٧١.

أقدام الآلهة ودخان التنين.. اعتقاد لا يقبل الشك

بحر من الأساطير والخرافات تغرق فيه تلك المنطقة الحارقة من الصحراء الكبرى، وموطنًا خصبًا يتسابق خيال الجميع حوله من أجل الوصول إلى السبب، بعضهم يري أن كائنات فضائية شكلتها، وآخرون يعتقدون في مرور الآلهة، وغيرهم يخشون من تنين يسكن باطن الأرض.
نسج خيال السكان المحليين الكثير من تلك الأساطير لوطف ظاهرة أرضهم، فأوعز بعضهم أن تنين ضخم يعيش أسفل القشرة الأرضية، وحينما يغضب ينفث دخانه الكثيف مما يؤدي إلى احتراق الغطاء النباتي على سطح الأرض مشكلًا مثل هذه الدوائر.
أما الأسطورة الأعظم التي يثق فيها شعب الهيمبا، والذي يقطن تلك المنطقة من ناميبيا، هي أن دوائر الجان تشكلت بفضل أقدام الآلهة التي نزلت على أرض هيمبا لمباركتها، ولا يقبل هؤلاء أي نقاش من أي نوع حول تكذيب تلك الأسطورة، التي تعد أطول طرق تلك الخرافات نحو الحقيقة.

 النمل الأبيض.. اتهام وتبرئة

اتهم عالم الأحياء الألماني نوربرت جورجنز النمل الأبيض بصنع تلك البقعة في ناميبيا، مستندًا في إدعائه على أن النمل الأبيض هو الحشرة الوحيدة التي تتخذ من تلك الدوائر موطنًا لها، حيث يعيش بنسبة لا تقل عن ٨٠ بها.
بالطبع، قد يصنع النمل الأبيض مثل هذه الدوائر، إلا أن الفجوة في الغطاء النباتي بتأثير النمل الأبيض تصل بالكاد إلى نصف حجم دوائر الجنايات، كما أنها تفتقد للتنسيق والتوافق الذي تشهده صحراء ناميبيا، فضلًا على أن النمل الأبيض لا يبني أعشاشه على سطح الأرض.

 دوائر الجان في عيون الباحثين

تتأثر الصحاري بتأثير بعض النباتات المتنافسة على المياه في بيئة تفتقد لها، فتبحث النباتات عن بقع من التربة تساهم في توصيل المياه بشكل أسرع، حتى لا تموت، حيث توضع النباتات بطريقة تسمح للجذور بالوصول إلى تدفق الأمطار بشكل أفضل.
نظرية أخرى استساغها بعض العلماء، وهي أن دوائر الجن تتشكل من نباتات تطلق عصارة سامه في التربة عندما تموت، وهي نوع من النباتات الفربيون، التي تعرف محليًا باسم شجيرة الحليب، التي يستخدم المحليون النسغ السام منها لغمس أطراف سهام الصيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى