منوعات

تفاصيل مأساة الإعلامي السوري يمان الخطيب الذي استقر تحت ركام الزلزال

ترك بلاده سوريا لعله يعيش في مكان أكثر أمانا بعيدا عن نزاعات ترفضها طباعه.. وحلم باستقرار لم ينله.. فما أن طاب له المقام في تركيا حتى أصابه ما أصابه مع متضرري الزلزال لتتحقق نهايته المحتومة.

إنه الإعلامي السوري يمان الخطيب الذي عاش في ولاية هاتاي التركية مع والديه وأخوته وبقية عائلته المكونة من اثني عشر فردا دون أن يدري أنه كان هناك على موعد مع القدر.

«أغطي الأوضاع الإنسانية والعسكرية والمستجدات السياسية..».. كان ذلك ديدن يمان الخطيب في تعامله مع الأحداث حيث اندمج كثيرا في مهامه المهنية حتى أصبح لديه رصيد كبير من الثروة المعلوماتية التي نشر منها جزءا أخفى ركام الزلزال بقيته معه.

حينما تكون المعاناة حالة طبيعية

«تعرضت إلى الطرد والإهانة والشتم.. وحاولت علاج أمور كثيرة ومنها إساءات تحولت مع الوقت إلى حالة طبيعية تؤذي الإنسان..» هكذا كانت رسالة العمل الإعلامي لدى يمان الخطيب الذي اعتبر حياته الصحفية والإعلامية على ذلك النحو انعكاس لما يشعر به ويعايشه من معاناة كان من بين فصولها تعرضه للتوقيف داخل بلاده التي غادرها بطريقة أشبه إلى الهرب بحثا عن أمان انتهى به إلى نهاية صعبة.

طالت يمان الخطيب أثناء تواجده في سوريا أزمات صعبة كان من بينها الغارات الجوية التي أثرت على مكان سكنه أثناء الصراعات الداخلية التي عانتها البلاد.. ومن بعدها كان قراره بالحياة في تركيا التي حدث فيها ما لم يكن في حسبان الإعلامي السوري.

حلم الحياة الضائع تحت الركام

ما أن وقع زلزال تركيا وسوريا حتى حبس السوريون من محبي يمان الخطيب أنفاسهم فهم يعلمون أن «يمان» لا يترك شاردة ولا واردة تتعلق بالشأن العام إلا وعلق عليها في أخباره وفي بثه المباشر .. وتم تسريب معلومات متضاربة بشأن مصيره إلى أن خرج والده مصابا ولم يحتمل الحياة متألما إلى أن رحل.

بقي مصير يمان الخطيب غامضا بعد انقضاء اكثر من أربعة أيام على اختفائه مع بقية أفراد العائلة تحت ركام الزلزال إلى أن أكدت تقارير لاحقة أن يمان وأسرته في عداد المفقودين حيث تضاءلت آمال العثور عليه حيا.

كلمات مؤثرة بحق إعلامي أخلص لجمهوره

أصيبت عائلة يمان بصدمة كبيرة بعدما حدث ووصفه شقيقه بكلمات مؤثرة زادت أحزان محبيه الذين استذكروا دوره في تغطية الأحداث في الداخل السوري والمواد الوثائقية التي أعدها عن بلاده.

الزوجة والوالدة والأبناء الثلاثة.. رحلوا مع الخطيب وكأنهم أبوا البقاء بدونه على قيد الحياة .. أما زملاؤه من الإعلاميين السوريين والعرب فقد استعادوا صاحب الموهبة الأجرأ الذي كثيرا ما نال الجوائز عن أعماله التي طالما انفرد بكتابتها وإخراجها ليترجم بصدق واقع السوريين الذين أصبح الاستقرار بالنسبة لهم حلم الأول والأخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى