إذا كانت الإعلامية السورية كنانة حويجة أحد أقطاب الإعلام الرسمي في سوريا، فما سر ذلك الاختفاء المفاجئ في ظروف غامضة؟ ولماذا تحولت الإعلامية السورية من الأداء المهني إلى ممارسة أدوار مريبة لا علاقة لها بالإعلام ؟ وهل كان لوالدها تأثير على تلك التوجهات ؟
يحاول الإعلامي في أي مؤسسة يعمل بها أن تكون الموضوعية منهجا لأدائه .. لكن لأن الإعلام يتماس مع العمل العام، ربما يتحول الإعلامي يوما بعد يوم من مجرَّد ناقل حيادي موضوعي للأحداث إلى طرف مجبر على المشاركة فيها.. لعل تلك كانت أزمة الإعلامية السورية «كنانة حويجة»..
طرف أصيل بمهام خطيرة
ولعل الإعلامية كنانة حويجة لم تكن تعلم منذ أولى سنوات عملها كمذيعة في التلفزيون السوري، أنها ستتحول من إعلامية إلى طرف أصيل في أعمال أمنية مؤثرة في الداخل السوري بعد أن تردد اسمها في العديد من الصفقات التي تتعلق بعملها كحلقة وصل بين جهات مختلفة، فضلا عن تدخلها لإطلاق سراح بعض المشتبه فيهم الذين لم تثبت بشأنهم ارتكاب أفعال خارجة عن القانون.
جرأة على خطى الوالد
لا يبدو دور الإعلامية السورية كنانة حويجة مستغربا فوالدها كان يشغل منصبا رفيع المستوى في البلاد فهو اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السورية الأسبق .
دور الإعلامية كنانة حويجة الذي تم ترويجه بشأن نشاطها في سوريا أصبح مسار جدل لدى المؤيدين للدولة والمعارضة على السواء، فقد أطلقوا عليها «عرابة صفقات التهجير» ولعل صلاتها الواسعة مع الدولة والمعارضين فتح لها المجال كي تكون وسيطا في مفاوضات غير معلنة، ولم يخرج منها إلى الإعلام إلا ما نشرته صحف وفضائيات محسوبة على المعارضة.
ثروة طائلة ومعارضة تتساءل
لم تسلم تحركات الإعلامية السورية في درعا من القيل والقال حيث تردد أن نصيبها من الاشتراك في واحدة من تلك الصفقات بلغ المليون دولار أمريكي وهي الأخبار التي لم تتطرق إليها كنانة بالإقرار أو النفي لكنها ظلت تقارير رائجة لدى إعلام المعارضة.
شبكة العلاقات الكبيرة التي تتمتع بها الإعلامية السورية في مختلف بؤر التوتر لا تديرها كنانة حويجة بقرار شخصي منها .. ويدلل على ذلك تقرير ناشد خلاله المدنيون تلك الإعلامية بأن تكون طرفا في تحرير مواطنة سورية، بينما رفضت كنانة – حينذاك – التدخل لتحريرها.
كنانة تعود إلى سيرتها الأولى
تتبع مسيرة كنانة يجدد التأكيد على أن نشأتها الأولى لم تكن عادية فهي التي عملت في مجال الضيافة الجوية ثم ساعدتها الوساطة على الالتحاق بالتلفزيون السوري لكن دراستها للعلوم السياسية أعادتها إلى سيرتها الأولى لتطبق ما درسته في مفاوضات وصفها السوريون على إثرها بأنها «عرابة الصفقات».
إلى الآن لا يعرف كثيرون مصير الإعلامية كنانة حويجة التي يتردد أن لديها تفويضا وصلاحيات ممنوحة لها بشكل مباشر من القصر الجمهوري لكن التساؤل القائم : «ما هي المهمة التي تباشرها هذه الإعلامية السورية الآن؟ وهل أصبحت ضمن الطاقم الرئاسي في البلاد؟
وحدهم الذين استعانوا بكنانة حويجة يعلمون الآن وجهتها جيدا .. لكن لعل طبيعة مهامها تقتضي استمرار الصمت.
