طرح رحيل رجل الأعمال السوري عن دمشق في توقيت حساس، تساؤلات تبحث عن إجابة، خصوصا بعد أن قويت صلته بدوائر المال والسلطة في مدينة دبي الإماراتية وفي العاصمة الفرنسية باريس، فما سر صعود رجل الأعمال السوري ميشال شلهوب بعد أن قرر مغادرة بلاده؟
يصنف رجل الأعمال السوري الراحل ميشال شلهوب باعتباره واحدا من أقوى رجال الأعمال، حيث نجح في بناء إمبراطورية ضخمة وظهر أمام عملائه والمتعاملين معه مجردا من أي انتماء سياسي حتى رحيله، لكن بقيت الفترة التي ترك فيها سوريا مغادرا إلى فرنسا رهن العديد من التحليلات والتأويلات.
شبكة العلاقات الحاكمة
تسعين عاما هي عمر ميشال شلهوب قضى معظمها في عقد الصفقات وإدارة العمليات الاقتصادية الناجحة لمجموعاته الاقتصادية حتى كون ثروة طائلة ظهرت نتائجها قوية بعد انتقاله إلى فرنسا وتعزيز علاقاته بدوائر المال والأعمال.
كانت دمشق التي ولد بها شلهوب، بداياته الأولى نحو رحلة الثراء والربح لكن سوريا التي كانت موطن الاستثمار الآمن لميشال شلهوب لم تعد كحالتها الأولى حيث كان عام ١٩٥٥ مليئا بالأحداث التي تصدرها الحكم القضائي الصادر على الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي والملازم عبدالحق شحادة في قضية إنهاء حياة محتجز، وتردد أن الرئيس المحكوم عليه – وقتئذ – لم يكن حينها داخل البلاد.
خطر القرارات الاقتصادية
ارتبطت تلك الأحداث في سوريا بقرارات اقتصادية تالية من بينها استحواذ الحكومة السورية على خط حديد شام-حماة الفرنسية، وبدأت المخاوف تحيط برجال الأعمال الراغبين في دعم الاقتصاد الحر والنأي بأموالهم عن أية تقلبات سياسية تؤثر على أنشطتهم المالية وشركاتهم.
أمام تلك المخاوف الاقتصادية فإن ميشال شلهوب الذي لم يكن له أدنى صلة بالعمل السياسي.. قرر الانتقال إلى العاصمة اللبنانية بيروت وفيها وجد متنفسا لممارسة أنشطته الاقتصادية لكن ما أن اندلعت المواجهات الأهلية حتى كان إمبراطور المال السوري على موعد مع انتقال جديد فقرر الانتقال باستثماراته إلى الكويت وأسس مجموعته الاقتصادية و انضم له ابناه أنتوني وباتريك.
سياسة متقلبة لا ترحم الاقتصاد
ولم يدم الحال طويلا في الكويت التي تعرضت لأزمة عام ألف وتسعمائة وتسعين بعد سيطرة القوات العراقية عليها وهنا قرر شلهوب الذي سئم السياسة وتقلبات أحداثها التي أثرت على أنشطته الاقتصادية .. قرر الانتقال مجددا إلى وجهته الأخيرة في فرنسا.. وهناك ضمن لأنشطته الاقتصادية الإدارة بتركيز وتفعيل مواهبه الخفية في سرعة الربح حتى سيطر على ربع السلع الكمالية في المنطقة.
لم يغب الخليج عن استثمارات ميشال شلهوب الذي استثمر في دبي حتى وصلت أملاكه فيها إلى ستمائة وخمسين متجرا ليكون ملك بيع الماركات العالمية في الخليج، حتى أن ثروته وصلت إلى حوالي مليار وربع الميار دولار، وتردد أنها قلت إلى نصف تلك القيمة عند احتسابها وقت رحيله عن الدنيا.