يستعد برشلونة لمواجهة حاسمة أمام إنتر ميلان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مستفيدًا من زخم تتويجه بـكأس ملك إسبانيا بعد فوزه المثير على ريال مدريد 3-2 في الكلاسيكو يوم 26 أبريل 2025.
لكن، وسط هذه الأجواء الإيجابية، كشفت صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية عن أزمة داخلية تهدد استقرار الفريق، حيث أطلق لامين يامال تحذيرًا صريحًا لإدارة النادي بعدم التفريط في المدافع الفرنسي جول كوندي، مهددًا بعدم تجديد عقده إذا رحل اللاعب.
كوندي: ركيزة لا غنى عنها
يُعد جول كوندي (26 عامًا) عنصرًا أساسيًا في خطط المدرب هانسي فليك، حيث تألق بشكل لافت في مركز الظهير الأيمن، مقدمًا أداءً دفاعيًا صلبًا ومساهمات هجومية مميزة، بإجمالي 3 أهداف و8 تمريرات حاسمة في 43 مباراة هذا الموسم.
بعيدًا عن الملعب، تتجاوز أهمية كوندي أداءه الفني، إذ يتمتع بشخصية قيادية واحترافية جعلته قدوة للاعبين الشباب مثل لامين يامال، بيدري، وجافي.
وقال كوندي في تصريحات سابقة: “أحب مساعدة يامال، خاصة في الجوانب الدفاعية، ونحن نتشارك علاقة قوية داخل وخارج الملعب”.
تقرير “إل ناسيونال” أشار إلى أن اهتمام أرسنال وتشيلسي بضم كوندي مقابل 75 مليون يورو أثار قلق غرفة الملابس، خاصة مع الضغوط المالية التي يواجهها برشلونة.
لامين يامال، الذي وصفه ليونيل ميسي بـ”واحد من أفضل اللاعبين في العالم“، اعتبر رحيل كوندي “خسارة لا تُعوّض“، وهدد صراحةً بعدم تجديد عقده، الذي ينتهي في 2027، إذا تم بيع المدافع الفرنسي.
وأكد يامال، في تصريحات نقلتها “موندو ديبورتيفو“، أن كوندي “ليس مجرد لاعب، بل العمود الفقري للفريق“.
ويشاركه هذا الرأي نجوم مثل بيدري، جافي، وفرينكي دي يونغ، الذين يرون في كوندي ركيزة لتحقيق الألقاب.
تحرك عاجل من لابورتا
يدرك رئيس برشلونة، خوان لابورتا، خطورة الموقف، خاصة مع أهمية يامال (17 عامًا) كأيقونة مستقبلية للنادي.
يامال، الذي سجل 14 هدفًا وصنع 20 تمريرة حاسمة في 48 مباراة هذا الموسم، أعرب عن رغبته في أن يصبح “أسطورة برشلونة“، مما يجعل تهديده مصدر قلق كبير.
ووفقًا لصحيفة “سبورت“، توصل النادي إلى اتفاق مبدئي لتجديد عقد كوندي حتى 2030، مع تحسين راتبه ليعكس مكانته كواحد من أعلى الرواتب في الفريق.
كوندي نفسه أبدى سعادته في برشلونة، مؤكدًا في تصريحات لـ”سبورت” أنه “يشعر بالراحة التامة” في مركز الظهير الأيمن، ولا يمانع اللعب كقلب دفاع عند الحاجة.
هذا الاستقرار يعزز موقف النادي في مواجهة إغراءات أرسنال، الذي يسعى لتعزيز دفاعه بعد إصابات متكررة للاعبين مثل بن وايت.
أرسنال: تهديد حقيقي أم مجرد شائعات؟
تشير تقارير من “فيتشاخيس” إلى أن أرسنال مستعد لدفع 75 مليون يورو لضم كوندي، مستفيدًا من خبرته كظهير أيمن وقلب دفاع.
لكن مدير أرسنال الرياضي، أندريا بيرتا، يركز أيضًا على أهداف أخرى مثل نيكو ويليامز، صديق يامال في المنتخب الإسباني، مما قد يقلل من إلحاح الصفقة.
من جهته، نفى ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، أي نية للتفريط في يامال أو كوندي، مؤكدًا أنهما “أساسيان ولا يوجد سعر لهما“.
ردود فعل متباينة
أثارت تهديدات يامال جدلًا على منصة X، حيث أشاد مشجعو برشلونة بولائه وحماسه لحماية الفريق، معتبرين تهديده “دليلًا على قيادته المستقبلية“.
لكن آخرين، خاصة من مشجعي ريال مدريد، سخروا منه، مشيرين إلى أن “لاعبًا في الـ17 لا يملي شروطًا على نادٍ بحجم برشلونة“.
منشور لـ@forcabarca_ar أكد أن يامال “عبّر عن رغبته القوية في البقاء، لكن فقط مع فريق قوي يحتفظ بنجومه“.
مستقبل برشلونة: استقرار أم أزمة؟
يُعد الحفاظ على كوندي أولوية قصوى لضمان استقرار برشلونة، خاصة مع طموحات النادي للفوز بـدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 2015.
تجديد عقد كوندي لن يكون مجرد خطوة إدارية، بل رسالة قوية للاعبين والجماهير بأن النادي جاد في بناء فريق تنافسي.
ومع تألق يامال، الذي فاز بجائزة الجولدن بوي 2024، يبقى تهديده حافزًا إضافيًا لـلابورتا لإغلاق هذا الملف قبل فتح نافذة الانتقالات الصيفية 2025.
