في تطور صادم داخل أروقة برشلونة، وجه خوان لابورتا، رئيس النادي، رسالة قاسية إلى قائد الفريق وحارسه الألماني مارك أندريه تير شتيغن، مطالبًا إياه بالرحيل الفوري عن “كامب نو”.
القرار، الذي جاء بعد وصول الحارس الجديد خوان غارسيا، يعكس تغييرًا جذريًا في استراتيجية النادي، وسط ضغوط فنية ومالية تدفع نحو إنهاء مسيرة الحارس الألماني الممتدة لأكثر من عقد مع البلوغرانا.
خوان غارسيا: الحارس الجديد يُنهي آمال تير شتيغن
كشفت صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية أن وصول خوان غارسيا، حارس إسبانيول الشاب، كان السبب الرئيسي وراء قرار إدارة برشلونة بإنهاء ارتباطها بتير شتيغن.
غارسيا، البالغ من العمر 24 عامًا، وافق على عرض برشلونة بعد ضمانات واضحة بأنه سيكون الحارس الأساسي في جميع البطولات، رافضًا عروضًا مالية أعلى من أندية أخرى لثقته في المشروع الرياضي الكتالوني.
هذا التعهد وضع تير شتيغن في موقف حرج، حيث أصبح من الواضح أن النادي لم يعد يعتمد عليه كخيار أول.
إدارة لابورتا، بدعم من المدرب هانسي فليك، ترى أن غارسيا يمثل مستقبل الفريق، بينما يُعتبر تير شتيغن، بإصاباته المتكررة وتقدمه في العمر (33 عامًا)، عبئًا فنيًا واقتصاديًا.
إصابات ورواتب: لماذا يُريد برشلونة التخلص من تير شتيغن؟
على الرغم من كونه أحد أفضل حراس المرمى في العالم سابقًا، تأثر أداء تير شتيغن بإصابات خطيرة، أبرزها تمزق في وتر الرضفة أبعده عن معظم مباريات الموسم الماضي 2024-2025.
هذه الإصابات، إلى جانب خضوعه لعدة عمليات جراحية، أثارت شكوكًا حول جاهزيته البدنية لتحمل ضغط المباريات في برشلونة.
إضافة إلى ذلك، يُشكل راتب تير شتيغن الضخم، الذي يمتد عقده حتى 2028، عبئًا ماليًا كبيرًا على النادي، خاصة إذا أصبح حارسًا بديلًا.
لابورتا وديكو، المدير الرياضي، يريان أن استمراره في هذا الوضع غير منطقي، ويسعيان لتخفيف فاتورة الرواتب لتمويل صفقات جديدة.
فليك: المنافسة غير ممكنة
رغم رغبة هانسي فليك في الاحتفاظ بحارسين من الطراز الرفيع، إلا أنه يدرك أن بقاء تير شتيغن كبديل غير واقعي.
الحارس الألماني، المرشح بقوة ليكون الحارس الأساسي لمنتخب ألمانيا في كأس العالم 2026 بعد اعتزال مانويل نوير، لن يقبل بالجلوس على دكة البدلاء.
هذا الوضع دفع فليك لدعم قرار الإدارة بالبحث عن مخرج لتير شتيغن، مع التركيز على غارسيا كحارس المستقبل.
وجهات محتملة: من ميلان إلى السعودية
بعد قرار برشلونة، أبدت عدة أندية اهتمامًا بضم تير شتيغن، منها ميلان، يوفنتوس، أولمبيك مرسيليا، وموناكو، إلى جانب أندية من الدوري السعودي.
النادي الكتالوني مستعد لقبول أي عرض مناسب، أو حتى فسخ العقد بالتراضي مع تعويض مالي يعادل راتب اللاعب لعام واحد، شريطة أن يتم الرحيل بشكل يحترم تاريخه مع النادي.
ومع ذلك، يواجه النادي عقبة كبيرة في موقف تير شتيغن نفسه.
الحارس الألماني يصر على البقاء، ويعتقد أنه قادر على إثبات جدارته خلال فترة الإعداد للموسم واستعادة مكانته كحارس أساسي.
كما يشترط الحصول على تعويض مالي كبير إذا اضطر للرحيل، رافضًا التنازل عن حقوقه المالية المتبقية في عقده.
ردود فعل وتوتر داخل برشلونة
أثار قرار لابورتا استياء تير شتيغن، الذي طلب اجتماعًا عاجلاً مع الإدارة وفليك لتوضيح موقفه.
تقارير تشير إلى توتر بين الطرفين، خاصة بعد حملة جماهيرية على منصة “إكس” تحت هاشتاغ #TerStegenOut طالبت برحيله.
هذه الضغوط زادت من تعقيد الموقف، حيث يشعر تير شتيغن بالإحباط من “حملة ضده”، حسبما نقلت صحيفة “بيلد” الألمانية.
من ناحية أخرى، يسعى لابورتا وديكو لتكرار سيناريو رحيل إيلكاي غوندوغان العام الماضي، حيث تم فسخ عقده بالتراضي لتخفيف الأعباء المالية.
لكن مع تمسك تير شتيغن بموقفه، تبدو المفاوضات شاقة.
تساؤل مفتوح
هل ينجح لابورتا في إنهاء مسيرة تير شتيغن مع برشلونة بطريقة تحفظ تاريخه العريق مع النادي؟
أم أن إصرار الحارس الألماني على البقاء سيفتح أزمة جديدة في “كامب نو”؟
شاركنا رأيك