في تطور صادم هز أركان نادي برشلونة، أكدت تقارير إسبانية وعالمية انتقال المدافع المخضرم إينيغو مارتينيز إلى نادي النصر السعودي في صفقة مجانية، بعد فسخ عقده مع النادي الكتالوني دون أي مقابل مالي.
هذا القرار أثار موجة من الجدل والاستياء بين الجماهير، وأشعل أزمة داخلية بين إدارة النادي والمدير الفني هانسي فليك، الذي عبّر عن غضبه الشديد من خسارة أحد أعمدته الدفاعية.
إليكم التفاصيل الكاملة لهذا الملف المثير.
رحيل غير متوقع: إينيغو مارتينيز إلى النصر السعودي
وفقًا لتقارير من مصادر موثوقة، مثل الصحفي فابريزيو رومانو وصحيفة “الرياضية” السعودية، توصل نادي النصر إلى اتفاق نهائي مع إينيغو مارتينيز (34 عامًا) للانضمام إلى صفوفه في صفقة انتقال حر، بعقد لمدة موسم واحد مع إمكانية التجديد.
الصفقة جاءت كجزء من سعي النصر لتعويض المدافع إيميريك لابورت، الذي اقترب من العودة إلى أتلتيك بيلباو.
مارتينيز، الذي انضم إلى برشلونة في صيف 2023 في انتقال حر، كان ركيزة أساسية في خطة فليك الموسم الماضي، حيث شكّل ثنائيًا مميزًا مع الشاب باو كوبارسي، وساهم في تحقيق الثلاثية المحلية (الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر).
لكنه وافق على عرض النصر المغري، الذي يُعتقد أنه يتضمن راتبًا سنويًا يتجاوز 10 ملايين يورو، في ظل إدراكه لمحدودية قدرته البدنية على خوض 50 مباراة في الموسم.
هانسي فليك: غضب وخيبة أمل
أثار قرار رحيل مارتينيز غضب هانسي فليك، الذي كان يعتمد على المدافع الباسكي كعنصر أساسي في منظومته الدفاعية.
بحسب مصادر مقربة من النادي، نقلتها قناة “تي في 3” الكتالونية، عبّر فليك عن استيائه خلال اجتماعات داخلية، قائلاً: “لقد كان اللاعب الأقرب لي في الفريق… كيف يُسمح برحيله بهذه البساطة؟!”
فليك، الذي كان دائم الإشادة بمارتينيز لدوره في قيادة مصيدة التسلل، بناء اللعب من الخلف، وتوفير التوازن كمدافع أيسر، شعر بأن خسارته تمثل ضربة قوية لخططه قبل مباراة الافتتاح ضد إسبانيول يوم 8 أغسطس 2025.
غياب مارتينيز يترك برشلونة مع خيارات محدودة في مركز قلب الدفاع الأيسر، حيث يُعتبر الشاب جيرارد مارتن (20 عامًا) البديل الوحيد حاليًا، مما قد يجبر فليك على تغيير طريقة لعبه إلى 3-4-3 أو الاعتماد على جويل كوندي في مركز غير مألوف.
أسباب الرحيل: اتفاق مسبق وإغراءات مالية
كشف الصحفي ماتيو موريتو أن قرار السماح برحيل مارتينيز يعود إلى اتفاق سابق بين اللاعب وإدارة برشلونة عند تجديد عقده العام الماضي.
الاتفاق نص على أنه إذا تلقى مارتينيز عرضًا مغريًا من الدوري السعودي في صيف 2025، فسيُسمح له بالرحيل مجانًا كمكافأة على ولائه وصدقه مع النادي.
على الرغم من رفض مارتينيز عرضًا سعوديًا في الموسم الماضي لثقته في مشروع فليك، إلا أن الإغراءات المالية الكبيرة من النصر، إلى جانب إدراكه لتراجع قدرته البدنية بسبب الإصابات المتكررة (مثل التهاب الأنسجة في ركبته اليمنى)، دفعته لقبول العرض.
يُذكر أن مارتينيز شارك في 3,159 دقيقة الموسم الماضي، لكنه عانى من إرهاق عضلي خلال الجولة التحضيرية في آسيا، مما عزز قراره بالرحيل.
تأثير الرحيل: أزمة دفاعية في كامب نو
رحيل مارتينيز يُعد خسارة استراتيجية لبرشلونة، حيث كان يتميز ب:
قيادة مصيدة التسلل: دوره في تنظيم الخط الخلفي كان حاسمًا في تقليل الأهداف المستقبلة.
بناء اللعب: قدرته على تمرير الكرة وكسر خطوط الخصم جعلته ركيزة في خطة فليك.
التوازن التكتيكي: كونه المدافع الأيسر الوحيد، كان يوفر مرونة تكتيكية للفريق.
الآن، يواجه برشلونة تحديًا كبيرًا مع بداية الموسم، حيث يعتمد على باو كوبارسي وجويل كوندي كثنائي أساسي، مع جيرارد مارتن كبديل غير مجرب على مستوى الفريق الأول.
تقارير تشير إلى أن النادي يدرس التعاقد مع مدافع جديد، مثل روجر مارتينيز من إسبانيول، لكن الوضع المالي المتعثر (ديون تتجاوز 1.2 مليار يورو) قد يعيق هذه الخطوة.
ردود فعل الجماهير والإعلام: “خيانة” أم قرار منطقي؟
أثار انتقال مارتينيز، الذي وُصف بـ”الخروج من الباب الخلفي”، غضب الجماهير الكتالونية، التي اعتبرت القرار خسارة فنية وإدارية.
في إقليم الباسك، واجه مارتينيز اتهامات بـ”الخيانة” بسبب انتقاله إلى السعودية، لكنه اختار الانعزال مع عائلته بعيدًا عن الضجيج.
في المقابل، دافع البعض عن قراره، مشيرين إلى أن العرض السعودي كان صعب الرفض في ظل عمره (34 عامًا) وتاريخه مع الإصابات.
كما أشادت تقارير بموقف الإدارة التي احترمت رغبة مارتينيز، على عكس ما حدث مع لاعبين آخرين مثل إليكس موريبا.
مستقبل برشلونة: هل يتمكن فليك من احتواء الأزمة؟
مع اقتراب مباراة الديربي ضد إسبانيول، يواجه فليك تحديًا كبيرًا في إعادة ترتيب خط الدفاع.
التوتر بينه وبين إدارة خوان لابورتا، التي وافقت على رحيل مارتينيز دون استشارته، قد يُلقي بظلاله على انسجام الفريق.
مصادر تشير إلى أن فليك طلب من ديكو تسريع البحث عن بديل، لكن الوقت الضيق قبل إغلاق نافذة الانتقالات (1 سبتمبر 2025) يجعل المهمة شبه مستحيلة.
هل ينجح فليك في إعادة تشكيل دفاع برشلونة بموارد محدودة؟
أم أن رحيل مارتينيز سيُشعل أزمة أعمق تهدد طموحات الفريق في استعادة لقب الليغا؟
شاركنا رأيك في هذه الصدمة التي هزت كامب نو!