منوعات

سر قوة داهية العرب زياد ابن ابيه مجهول النسب الذي وطد حكم معاوية

زياد بن أبيه قائد عسكري، وسياسي أموي شهير، لم يعرف اسم أبيه ونسبه فقيل أنه زياد بن عبيد الثقفي، وقيل أنه ابن أبي سفيان بعد أن استلحقه معاوية بن أبي سفيان، ساهم في تثبيت الدولة الأموية وكان واحدًا من دهاة العرب، عرف بعدائه لأتباع علي بن ابي طالب، فما قصتة ، وكيف استخدمة معاوية لتثبيت دولته؟!

ولد زياد بن ابيه في السنة الهجرية الأولى، في الطائف، أمه سمية كانت جارية عند الحارث بن كلدة الثقفي الطبيب الشهير، اعتمد على نفسه في تكوين شخصيته وأصبح من خطباء العرب.

 رحلة صعود زياد ابن ابيه

عمل كاتبًا لأبي موسى الأشعري ونبغ في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وقيل فيه إنه كان يمكن أن يسوق الناس لولا نسبه المجهول، فقيل إن أبا سفيان بن حرب أقر ببنوته، وقال لأحد الطاعنين فيه: «ويحك، أنا أبوه».

ولايته علي بلاد فارس

وفي عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب تولى زياد ولاية فارس وكرمان، فلما تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة بعث معاوية يطالبه بالمال، فكتب إليه:«صرفت بعضه في وجه واستودعت بعضه للحاجة إليه وحملت مافضل علي أمير المؤمنين رحمه الله».

 نصرة معاوية له

فكتب إليه معاوية بالقدوم إليه لينظر في ذلك فامتنع زياد، فلما ولى معاوية بسر بن أبي أرطأة على البصرة أمره باستقدام زياد، فجمع بسر أولاد زياد في البصرة وحبسهم وهم عبد الرحمن وعبد الله وعباد وكتب إلى زياد قائلا:«لتقدمن أو لأقضين على بنيك»، فامتنع زياد واعتزم بسر على الخلاص منه.

فسار أبوبكرة (وهو أخو زياد لأمه) إلى معاوية، فلما قدم عليه قال:«إن الناس لم يبايعوك على قتل الصغار وإن بسرا يريد قتل بني زياد»،فأمر معاوية بسرا بالإفراج عنهم، فأطلق سراحهم، وخاف معاوية منه فلجأ إلى الحيلة وذكر ما كان من أمر أبيه يومًا، ومقالته في زياد، فأرسل إليه أنه سيقر بنسبه إلى أبيه، ويصبح اسمه زياد بن أبي سفيان، فوافق زياد، فصالحه واستقدمه إلى الشام واستلحقه بنسب أبيه أبو سفيان وكان ذلك سنة 44 للهجرةـ.

ولم يعجب هذا العمل خصوم معاوية، فتمسكوا بتسمية زياد بن أبيه وهاجموا معاوية بالشعر، ومن أشهر ما هوجم به مقالة يزيد بن المفرغ الحميري:
ألا أبلغ معاوية بن حرب مغلغلة عن الرجل اليماني
أتغضب أن يقال أبوك عف وترضى أن يقال أبوك زاني؟
فاشهد أن رحمك من زياد كرحم الفيل من ولد الأتانِ

عداؤه لأمير المؤمنين علي وأتباعه

تجاسر على الإمام الحسن المجتبى عندما آوى أحد أتباعه
فكتب إليه يقول( من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة أما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة وأنا سلطان وقد علمت أنك قد آويته إقامة منك على سوء الرأي ورضا منك بذلك، فأسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك فإن عفوت عنه لم أكن شفعتك فيه وإن قضيت عليه لم أفعل إلا بحبه إياك)

 استعمال معاوية له لتثبيت حكمه

سنة 45 هـ ولاه معاوية البصرة وسنة 46 للهجرة ولي زياد الكوفة لبضع شهور ثم ولاه معاوية على ولايتي الكوفة والبصرة، فكان يتتبع اتباع الإمام علي وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي ( رضي الله عنه ) فقضى عليهم وشردهم عن العراق.

وأراد زياد أن يعرض أهل الكوفة أجمعين على البراءة من الامام علي عليه السلام ولعنه وأن يتخلص كل من امتنع عن ذلك، ويخرب منزله، فضربه الله ذلك اليوم بالطاعون، فمات – بعد ثلاثة أيام، وذلك في خلافة معاوية .
فقد مات زياد بن أبيه سنة ٥٣ هـجرية في شهر رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى