آخر الأخبار

قصة الجيش العربي الموحد الذي يقلب موازين القوة في العالم

كشفت تجارب المواجهة العربية حيال العديد من الملفات، حاجة دول المنطقة إلى إجراءات تضمن وجود جيش عربي موحد، فبعد عقود من انتصار مصر، وتشكيل درع الجزيرة، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بات تشكيل تحالف عربي أمرا لا مفر منه.. فما القصة؟

لا زالت التحديات المحيطة بالأمن القومي العربي مسار اهتمام الشارع العربي في الدول الناطقة بلغة الضاد كافة، تلك التحديات التي تطرح من آن إلى آخر الحاجة الماسة إلى قوة عربية موحدة؛ تضمن فرض توازن جديد في معادلة القوة الإقليمية والدولية.

«وحدة التاريخ واللغة والدين».. عمليا تجد الدول العربية مبتغاها في الوحدة؛ بناء على معطيات الوحدة القائمة بين الدول العربية كافة؛ فضلا عن وحدة وتقارب العادات والتقاليد العربية، بما لدى أبناء لغة الضاد كافة من إرث مشترك يضمن وحدتها الشاملة حال تحققت فرصا أشد قوة تضمن للأمة العربية مكانتها المستحقة في عالم يموج بالاضطرابات لن تنهيها سوى اكتمال حصاد التقارب العربي ووحدة المواقف السياسية والتحالفات الاقتصادية سوى بوحدة الجيوش العربية.

لم يعد للعرب ترف في تأخير تشكيل وحدتهم العسكرية أو إطلاق تحالف عسكري عربي، خصوصا وقد أظهرت التكتلات الإقليمية تحالفات عسكرية باتت صاحبة اليد الطولى فيما يصدر من قرارات ربما تعيد صياغة دول ومناطق بأكملها على مستوى العالم.

أفرزت معطيات المواجهات والنزاعات السياسية أيضا مدى قوة الأحلاف العسكرية أمثال: حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الذي بات دوره واضحا في دعم سياسة «القطب الأوحد» الذي يدير ويفرض توازنات على مستوى اللحظة وما الأزمة الأوكرانية عنه ببعيد.

وعلى المستوى العملي ليس من المنطق أن تظل دولنا العربية ذات نظرة محدودة بشأن وحدة جيوشها، خصوصا وأن التقارب العسكري العربي أثبت عمليا قدرته على وضع دول المنطقة في موقف الفعل وليس رد الفعل، فقد أثبت التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ما يمكن أن يلعبه التوحد العسكري العربي في إعادة تشكيل الأهداف المتعلقة بالأمن القومي العربي وفق ما يدعم مصالح الدول والشعوب العربي ويضمن تماما تحييد الأخطار الناتجة عن التدخلات الخارجية في الشأن العربي أو محاولة بعض الدول المناوئة دعم تنظيمات مسلحة قد تضع استقرار دول المنطقة على المحك.

«اتفق العرب على ألا يفقوا».. بات ذلك الشعار باليا أمام حلم تشكيل قوة ردع عربية مشتركة خصوصا وأن التقارب «العربي – العربي» فرض سطوته في العديد من الملفات والتي يتصدرها ملف النفط والطاقة ودعم موقف منظمة أوبك وتحالف «أوبك بلس» في فرض سعر عادل للنفط وعدم تأثر الدول المنتجة أو تهديد مصالحها مهما كانت الضغوط الخارجية أو المخططات التي تحاول الدول الكبرى بها فرض هيمنتها.

أظهرت التهديدات الخارجية التي طالت استقرار اليمن والمؤسسات النفطية السعودية ومحاولات التحريض على الاستقرار في البحرين، أهمية التقارب بين الدول العربية في الوصول إلى صيغ ملائمة لمصالحها، وتبني مواقف جماعية في مختلف المنظمات والفعاليات الدولية، فضلا عن توحيد الرؤى العربية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.

«الآن وليس غدا».. هكذا أصبح موقف الشارع العربي من ضرورة توحيد جيوشه أو على الأقل تشكيل قوة عربية مشتركة تحت مظلة جامعة الدول العربية، يكون لها صلاحيات التدخل في بؤر التوتر بمختلف المناطق وردع أي تهديدات خارجية طارئة.
تعلق الشعوب آمالها على القادة بشأن وحدة جيوشها عسكريا؛ اتساقا مع تجارب تاريخية أثبتت إمكانية وصول العرب إلى أهدافهم بقوة حال مجرد التقارب بينهم، خصوصا مع تحقيق مصر أهم انتصار في تاريخها الحديث وتحرير أرضها كاملة بوحدة الصف العربي، فضلا عن التدخل الخليجي لإنقاذ البحرين من فتنة خارجية كادت تعصف باستقراره بعد أن فرضت قوات «درع الجزيرة» استقرارا في البلاد عام ألفين وأحد عشر.

فهل يمكن أن يسعد الشارع العربي بوحدة وتحالف عسكري عربي شامل؟.. ربما نترك الإجابة لتاريخ يوثق دون مجاملة ويؤرخ دون تزييف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى