منوعات

رئيس دولة فنزويلا يعمل مذيعا بعد الظهيرة ويدير الحوار بطريقة مفاجئة

ظهر رئيس الجمهورية فجأة أمام الجمهور في بث تلفزيوني لكنه لم يظهر خطيبا في محفل أو متحدثا في مؤتمر أو مدليا ببيان.. بل إنه ظهر مذيعا أمام شعبه الذي أراد أن يحوله إلى جمهوره الخاص يسمع ما يقول ويلتف حول الشاشة ليسمع المذيع الرئيس… فماذا فعل الرجل بعد أن استهواه حب الظهور إلى هذه الدرجة؟؟

رئيس جمهورية في الصباح و مذيع بعد الظهيرة.. هكذا أصبح حال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي قرر خوض تجربة المذيع التلفزيوني دون الخضوع إلى اختبار كاميرا أو تقديم سيرة ذاتية إلى إدارة القناة..

ولما ذلك فالرجل في الأصل هو رئيس الجمهورية يأمر فيجاب وينهى فيسمع كلامه، وعلى فريق العمل في البرنامج إعدادا وإخراجا وتحريرا أن ينفذ الأوامر دون نقاش أو إبداء أي اعتراض من الانتقادات التي يعتادها فريق العمل مع المذيعين العاديين.

 برنامج على هوى الرئيس

«مع مادورو».. كان ذلك عنوان البرنامج الذي انفرد بتقديمه الرئيس الفنزويلي لجمهوره والذي تم تصنيفه على أنه برنامج خاص في دولة تسيطر الحكومة على وسائل الإعلام بتصرفات كان من بينها قرار رئيس الجمهورية ذاته بالانفراد ببرنامج خاص تلك التصرفات التي تتخذها المعارضة ذريعة لتوجيه انتقادات صعبة إلى نظام الحكم في البلاد.

الذكاء الاصطناعي كان أول ما استثمره الرئيس الفنزويلي أثناء تقديم برنامجه حيث فوجئ الشعب الفنزويلي برئيسه يحاور شخصية تم تصميمها لذات الغرض وتقوم فكرة تلك الشخصية التي تدعى سيرا على إدارة حوار بينها وبين الرئيس.

عودة تجربة الكاميرا بتوقيت حساس

سبق للرئيس الفنزويلي أن قدم برامج مماثلة حملت أسماء مشابهة لبرنامجه الجديد لكن حساسية الموقف في تلك المرة تعود إلى موعد اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد ومحاولة المعارضة استمرار الحشد والتعبئة السياسية والإعلامية بينما لا تملك المعارضة ذات الأدوات الإعلامية التي لدى لدولة.

الظهور التلفزيوني لرئيس فنزويلا في برنامج خاص يراه الرجل آلية لإيصال رسائل إلى شعبه بالطريقة التي يفضلها الرئيس وربما يجدها الشعب فرصة للتعرف على رئيسهم المذيع .. لكن يبدو أن تلك الطريقة كانت تحتاج إلى مزيد من المراجعة قبل الإقدام عليها..

 مشهد سياسي أشد تعقيدا من ظهور الرئيس

المشهد السياسي في فنزويلا لا يعكس سيطرة الدولة على ملف الإعلام فقط فالمعارضة تعتبر أن آلية الحكم الحالية إنما هي ضمانة لتحقيق السلطة المطلقة للقائمين على أمور البلاد.

يؤكد تلك الفرضية التي يتبناها المناوئون للرئيس الفنزويلي أن الرجل هو ذاته رئيس البلاد ورئيس حكومتها في ظل النظام الرئاسي، حيث يرأس السلطة التنفيذية وهو رئيس أركان القوات المسلحة الوطنية للجمهورية البوليفارية الفنزويلية، أما الفترة الرئاسية فقد تم تحديدها بمدة ست سنوات في دستور فنزويلا.

ويحلو للرئيس الفنزويلي مكايدة المعارضة خصوصا بعد أن نجا الرجل من استهدافه بطائرات بدون طيار حاولت النيل منه أثناء عرض عسكري في عاصمة البلاد دون جدوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى