في تصريحات أثارت موجة من الجدل، وجه كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، ضربة معنوية قوية للغريم التقليدي برشلونة، حين استبعد الفريق الكتالوني من قائمة المرشحين للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
هذه الكلمات جاءت في وقت تشهد فيه المنافسة الأوروبية ذروتها، مع اقتراب مباريات الإياب في دور الـ16، مما يجعلها بمثابة مفاجأة غير متوقعة لجماهير “البلوغرانا”.
وشهدت مباريات الذهاب في دور الـ16 مواجهات قوية للعملاقين الإسبانيين. ريال مدريد حقق فوزًا ثمينًا على جاره أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-1 في ديربي العاصمة، مما يمنحه أفضلية طفيفة قبل لقاء الإياب المرتقب.
في المقابل، عاد برشلونة من البرتغال بانتصار هام على بنفيكا بهدف نظيف، ليضع قدمًا قوية في ربع النهائي. كلا الفريقين يستعدان الآن للأسبوع المقبل، حيث ستُحسم بطاقتا التأهل في مباريات عالية التوتر.
وخلال استضافته في بودكاست “PorettiCast”، فتح أنشيلوتي قلبه وكشف عن رؤيته للمنافسة على اللقب الأوروبي الأغلى.
المدرب الإيطالي المخضرم، الذي يمتلك سجلاً حافلاً في البطولة، أشار إلى أن ريال مدريد ونادي ليفربول الإنجليزي هما الفريقان الأوفر حظًا لرفع الكأس هذا العام.
ما أثار الدهشة هو تجاهله التام لبرشلونة، الذي يعيش فترة انتعاش ويسعى لاستعادة مجده القاري.
ولم تمر تصريحات أنشيلوتي مرور الكرام على جماهير برشلونة، التي كانت تأمل أن يُدرج فريقها ضمن الأسماء المرشحة، خاصة مع الأداء الواعد الذي يقدمه الفريق هذا الموسم.
استبعاد “البلوغرانا” من حسابات أنشيلوتي يُعد بمثابة تحدٍ مبطن، وربما محاولة للضغط النفسي على المنافس قبل المراحل الحاسمة من البطولة.
هذا التصريح أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت ردود الأفعال بين استياء الكتالونيين وتأييد أنصار الريال.
وقد يرى البعض أن اختيارات أنشيلوتي تعكس ثقته الكبيرة بفريقه، الذي يمتلك خبرة واسعة في دوري الأبطال، إلى جانب ليفربول الذي يتمتع باستقرار واضح تحت قيادة مدربه.
لكن تجاهل برشلونة قد يعود أيضًا إلى رغبته في إثارة الجدل أو التقليل من شأن المنافس التقليدي، وهي استراتيجية ليست بجديدة على المدرب الماكر.
برشلونة، من جانبه، يبدو مصممًا على إثبات خطأ هذه التوقعات من خلال الأداء على أرض الملعب.
ومع اقتراب مباريات الإياب، يملك برشلونة فرصة ذهبية للرد على تصريحات أنشيلوتي عمليًا.
تأهل الفريق إلى ربع النهائي لن يكون مجرد خطوة نحو اللقب، بل رسالة قوية تؤكد أن الفريق الكتالوني لا يزال قوة لا يُستهان بها.
في الوقت نفسه، يسعى ريال مدريد لتثبيت أقدام أنشيلوتي كمتنبئ دقيق، عبر مواصلة مشواره نحو التتويج الذي تنبأ به.
تصريحات أنشيلوتي أضافت بُعدًا جديدًا من الإثارة لدوري أبطال أوروبا، حيث تحولت المنافسة إلى تحدٍ شخصي بين ريال مدريد وبرشلونة، بعيدًا عن المواجهات المباشرة.
هل سينجح أنشيلوتي في إثبات رؤيته ويُتوج فريقه باللقب؟ أم أن برشلونة سيُفاجئ الجميع ويُعيد كتابة السيناريو؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة، لكن ما هو مؤكد أن هذه التصريحات قد أشعلت نار التنافس بين العملاقين.
