مياه المحيطات ستغلي وأخرى منها ستتجمد، ستساقط الطائرات من فوق السماء كالذباب، ولن تستطيع حتى الصراخ من هول ما ترى.
كان هذا جزءا بسيطا مما ستراه عيناك إذا ما حل على كوكبنا هذا السيناريو المرعب، إذا ما اختفى الهواء من على كوكب الأرض.
فتخيل معي أن عاصفة شمسية قوية اخترقت غلاف الأرض وتركتنا وجها لوجهة مع غضب الشمس وحرارتها الحارقة، ولما لا فلربما يخترق نيزك هائل المجال الجوي للكوكب ويقضى على الغلاف الجوي تماما.ما الذي سيحدث حينها؟ وهل لنا في هذا الوقت أي فرصة للنجاة؟
الغلاف الجوي لكوكب الأرض بالإضافة إلى كونه مصدرًا أساسيا ومهما لغاز الأكسجين اللازم للتنفس، فإنه أهميته القصوى ترجع في أنه طبقة الحماية الأولى لدينا من أشعة الشمس التي قد تفتك بنا، فما الذي سيحدث إذا اختفى؟
اختفاء الهواء يعني اختفاء غاز الأكسجين، وبالتالي فأول شيء ستشعر به هو الاختناق والدوار، وسيكون أمامك حوالي 15 ثانية حتى يصل الدم الخالي من الأكسجين إلى الدماغ قبل أن تفقد وعيك تماما ويغمى عليك.
المرعب في الأمر، أنك وعندما شعورك بالاختناق ربما تحاول الصراخ، ولكنك لن تكون قادرًا على سماع صوتك.. فمنظر آخر أكثر رعبا قد يدفعك للصراخ بأعلى صوتك.
في الوقت الذي تجاهد فيه على التنفس ولا تستطيع، سترى منظرا سيكون هو الأخير لك في هذه الحياة وهو بالفعل منظر مذهل ومرعب.
ستساقط الطائرات أمام عينيك من السماء على الأرض، في هذه الثواني المعدودة ستشهد عيناك سقوط ملايين الطيور وآلاف الطائرات.
كما سيحل الصمت على كوكبنا تماما كما في الفضاء الخارجي، والتفسير العلمي لهذه الظاهرة هو أن الصوت عبارة عن موجات تنشأ نتيجة اهتزاز الأجسام، وتحتاج إلى وسط مادي كالهواء لتنتقل عبره.
وبالتالي فالأصوات تنتقل عبر الهواء وتصل إلى طبلة الأذن، فتهتز ويبدأ السماع، ومع اختفاء الهواء سيسود الصمت كوكبنا.
لن يقتصر هذا على البشر فحسب، بل ستموت معهم جميع الكائنات الحية التي تحتاج إلى الهواء للتنفس، كالحيوانات البرية والنباتات.
الحيوانات البحرية على الجانب الآخر سيحالفها الحظ ربما لحوالي 500 سنة فقط في المستقبل، قبل أن تستنفد تماما ويقضى على كل الكائنات في أعماق المحيطات بالكامل.
فعند اختفاء الهواء، سينخفض الضغط الجوي بشكل مفاجئ وهو ما سيؤدي إلى غليان المسطحات المائية نتيجة تجاوز ضغطها ضغط البخار السائل في الغلاف الخارجي.
ستغلي المياه لكن وعلى الرغم من ذلك، فإن بخار الماء الصاعد لن يعوض انخفاض الضغط الجوي بالكامل.وبالتالي سيتم الوصول إلى ما يسمى بنقطة التوازن، ومعناه أن نصف المحيطات ستغلي وتتبخر والنصف الآخر سيتجمد تماما.
وفي ظل تلك الظروف سيكون الناجي الوحيد من هذه الظاهرة بعض أنواع البكتيريا اللاهوائية، التي لا تحتاج للهواء في شيء كي تعيش.
