تصدرت قضية اختفاء جثة الشاب محمد حسن، ضحية حادث كوبري ستانلي بالإسكندرية الأوساط الصحفية والإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي لُتصبح حديث «السوشيال ميديا»، وبالرغم من الأزمة الكبيرة التي صاحبت القضية بداية من الحادث المأساوي إلا أن هناك بعد المشاهد التي لم يلحظها البعض أو أغفلها.
فللقصة جوانب إنسانية أخرى، وكانت بطل القصة هنا والدة الشاب محمد حسن، ضحية حادث كوبري ستانلي بالإسكندرية، والتي رفضت أن تبرح مكانها بالرغم من قسوة الجو، وبالرغم من ذلك لك تكن تلك هي الحالة الأولى.
والدة محمد حسن
خلف حادثة الشاب محمد حسن وغيرها العديد من الحوادث التي أدمت القلوب، وأغلبها لشباب في مٌقتبل أعمارهم، فعلى الرغم ما أجزمه الجميع من أن الجثة التي استخرجتها قوات الإنقاذ -الحماية المدنية – هي للضحية الشاب محمد حسن؛ إلا أن والدته صممت أنها لا تخصه، وهذا ما أوضحه فيديو نشره أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلا أن التحاليل أثبتت ما شعرت به الأم.
فعلى مدار تسعة أيام لم تبرح والدة محمد حسن مكانها ليل نهار في ظل هذه الظروف الجوية القاسية، فمنذ تلقيها نبأ الحادث ظلت والدته تجلس على الشاطئ تنادي عليه بأعلى صوت؛ حتى يشعر البحر بغصة قلبها ويعيد جثته لها –كما اقترح عليها البعض-، وتضمه إلى صدرها للمرة الأخيرة.
والد طالب الهندسة
وفي السياق ذاته، نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورًا تخص عدد من حوادث سبقت حادثة المفقود «حسن» في المكان ذاته، منوهين أنها لم تكن الأولى أو ستكون الأخيرة.
وجاءت التفاصيل عندما قام أحد المارة ومعه ابنه في سنته الأخيرة بكلية الهندسة للحصول على النتيجة والاحتفال في آنٍ واحد؛ وعندما علم بنجاحه جملته فرحته لوالده سعيًا منه لإرضائه وفرجه، إلا أن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فأثناء عبور الشاب الطريق لإخبار والده والابتسامة تملأ وجهه وصوته يعلو صوت السيارات ارتطم بسيارة أودت بحياته في الحال.
ما تسبب تلك الحادث الأليم في إحداث اضطرابات نفسية وعصبيه لوالده؛ حيث ظل الرجل في حالة عدم استيعاب لما أصاب «فلذة كبده»، فقد ظل الرجل في تلك المكان المشئوم يصفق كما كان من المفترض به أن يستقبله.
عريس البحر
أما الحالة الثالثة لتجسد المعني الحرفي لكلمة الرسول صلى الله عليه وسلم «من أكرمهن كريم ومن أهانهن لئيم»، فهناك من وصفها بالوفاء والآخر جسد معنى الإنسانية بها؛ فالصورة الثالثة لرجل ابتلعتها المياه منه، عند شاطئ الشاطبي، لم يتمكن الرجل من إنقاذها وكأن الجاثوم استولى عليه فظل وكأن على رأسه الطير، وانتقلت روحها إلى بارئها.
الحالة التي شاهد الرجل عليها زوجته أصابت عقله؛ حيث ظل في المياه على الدوام لا يخرج منها –لعدة سنوات-، ينظر للمياه التي دمرت حال أسرته الصغيرة ولم يتمكن من إنقاذها ويده شبه مكبلة خلف ظهره دون النظر لأي شخص أو الحديث معه، حتى أطلق عليه البعض لقب «عريس البحر».
